طالبت 20 جمعية لمساعدة مرضى السرطان تنشط على المستوى الوطني، السّلطات الوصيّة بتسليمها »نسخة كاملة« عن المخطّط الوطني لمكافحة السّرطان، قبل الشروع في تجسيده شهر جانفي ,2015 وأبدت تخوّفها من أن يكون مجرّد »مخطّطا نظريا لا يقترح أيّ بديل لمشكل العلاج الاشعاعي« وكذا »مشاكل عمرها طويل«، مؤكّدة رفعها »تقريرا أسودا« عن واقع التكفّل بالمصابين بالدّاء إلى رئيس الجمهورية نهاية الشهر الجاري. عبّرت 20 جمعية لمساعدة مرضى السرطان تنشط على المستوى الوطني خلال اجتماع نظّمته، أمس، جمعية »الأمل« لمكافحة السرطان بفندق »سوفيتل«، عن استيائها من عدم اطلاعها على فحوى المخطّط الوطني لمكافحة السرطان الذي سطّرته اللّجنة التي أولاها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مسؤولية الملف برئاسة البروفيسور زيتوني، حيث »لم نتلقّ لحدّ اليوم وبصفتنا جمعيات ممثّلة للمرضى نسخة كاملة عن هذا المخطّط رغم إشراكنا في التعبير عن رأينا فيه«. ذات المخطّط المزمع، حسب البروفيسور أحمد بن ذيب، الشروع في تجسيده شهر جانفي ,2015 »من المنتظر أن يمسّ حوالي 20 ولاية نظرا لنقص الامكانيات« فيما أبدت الجمعيات تخوّفها من أن يكون مجرّد »مخطّط نظري لا يقترح أيّ بديل لمشكل العلاج الاشعاعي« مشيرة إلى أنّ المواعيد تمتدّ عبر سنة كاملة، ورغم ذلك لم يقترح المخطّط، حسبهم، حلولا آنية لمعالجة المشكل، وتحدّثوا عن تسجيل 40 ألف إصابة بالسرطان سنويا في الجزائر »المعلن عنها فقط«، وأنّه من ضمن 28 ألف مريض بالسرطان ينتظر دوره للعلاج سنويا، 8 آلاف مصاب فقط يستفيدون من العلاج. الجمعيات المشاركة في الاجتماع أكّدت أنّ »المنتظر من المخطّط الوطني للسرطان أن يعطي نظرة شاملة على المدى المتوسّط والطّويل، وأن يأخذ بعين الاعتبار الحالات المستعجلة من أجل تسهيل عمل الفاعلين في الصحة وكذا إنقاذا للأروح«، وبلغة الأرقام قدّمت »واقعا سوداويا« يكابده مرضى السرطان في ظلّ انعدام »سياسة وقائية ومخطّط وطني لمكافحة الدّاء«، يتعلّق بفتح مركزين فقط للتكفّل بداء السرطان أحدهما يعمل جزئيا بولاية باتنة من بين 19 مركزا وعدت الجهات الوصية فتحا منذ 5 سنوات، وأنه من ضمن 57 جهاز خاص بالعلاج الاشعاعي تعهّدت ذات الجهات بتوفيرها تمّ ضمان تشغيل ثلاثة فقط. بعض ممثلي الجمعيات طرحوا مشكل ما أسموه »تفرقة جغرافية غير منطقية« في إشارة إلى رفض مركز بيار وماري كوري وهو مركز مرجعي وطني التكفّل بمرضى قدموا من ولايات أخرى عدا العاصمة، حيث يشترط على المصاب تقديم نسخة عن بطاقة التعريف لمعرفة مكان إقامته، يحدث ذلك، حسب كتاب حميدة رئيسة جمعية الأمل، »رغم أنّه من حق المريض الجزائري تلقي العلاج أينما تسنّى له ذلك عبر التراب الوطني«، لتعرج بالحديث عن العطب الذي أصاب أجهزة »سكانير« بعديد المستشفيات، امتد لسنوات دون أن يتمّ تصليحه، بينما »يطلب من المرضى إجراء الأشعّة بمراكز خاصة وبأسعار مرتفعة وغير معوّضة«. في ذات السياق أكّد ممثلو الجمعيات رفع تقرير »أسود« نهاية الشهر الجاري إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يحوي »نقائص بالجملة« في مجال التكفّل بمرضى السرطان، منها أزمات انقطاع الأدوية التي تتكرّر كلّ مرّة، ما تسبّب في تأخّر العلاج أو توقيفه ليصبح عديم الفعالية، وبذلك تعريض مريض السرطان ل»الانتكاس«، ناهيك عن عدم استفادة مرضى السرطان من التكفّل التّام من حيث تعويض تنقلاتهم للعلاج والعمليات على غرار المصابين ببقية الأمراض المزمنة، كما تطرّقوا لمشكل عدم تعويض حصص العلاج الاشعاعي الذي يجرى اليوم بالعيادات الخاصة على مستوى الضمان الاجتماعي، شأنها شأن الأعضاء الاصطناعية للمصابات بسرطان الثدي وكذا الأدوية المضادة للآلام.