عراقيل إدارية وبيروقراطية أخرت إنجاز مراكز مكافحة السرطان رسم أمس البروفيسور مسعود زيتوني صور ة قاتمة عن مرض السرطان في الجزائر الذي يسجل كل سنة 40 ألف حالة إصابة جديدة كل سنة، بعد أن وقف على معاناة المرضى في رحلة التداوي من هذا الداء حيث وقف على حالات صعبة في بعض المراكز، خلال زياراته التي قام بها ضمن مهمة إعداده للمخطط الوطني لمكافحة السرطان. الوزير السابق للصحة وخلال افتتاحه أمس للقاء بجمعيات مرضى السرطان بالمعهد الوطني للصحة أوضح في تدخله أن مرض السرطان لم يأخذ قسطه من الاهتمام ضمن المنظومة الصحية الوطنية في بداية السبعينيات، والتي كانت كل جهودها مركزة على الأمراض المتنقلة، إلا أن المنحى التصاعدي لعدد المصابين و الطلب المتزايد على العلاج مع نقص في مراكز العلاج الإشعاعي و الكشف عن الأورام، أدى إلى أزمة فبعد أن كان الحصول على موعد لحصة علاجية يتطلب شهرا، أصبح في السنوات الأخيرة 18شهرا، ما طرح مشكلة التكفل العاجل بالمرضى و توفير الوسائل الكفيلة بمرافقة المريض في رحلة العلاج. وأمام ارتفاع عدد المصابين، أصبح من الضروري كما أضاف البروفيسور زيتوني جعل التكفل بالمرضى من أولوية المنظومة الصحية، مؤكدا على أن هناك إرادة سياسية لجعله محور مخطط وطني، بضبط إستراتيجية وطنية، محددة الأهداف و الوسائل من أجل التكفل بالمرضى في كل مراحل العلاج، مشيرا في سياق حديثه أمام الجمعيات و بعض المختصين أن ضبط المخطط الوطني لمكافحة هذا الداء يمر عبر وضع الميكانيزمات و الآليات الكفيلة التي من شأنها أن تلبي الحاجيات المتنامية للعلاج و حسن التكفل بالمصابين، مع الاستغلال الأمثل للمنشآت الصحية المتوفرة، حيث أشار إلى أن نسبة شغل الأسرة في الجزائر لا تتعدى 53 بالمائة من أصل 300ألف سرير، كما أن فتح 7مستشفيات جامعية عبر التراب الوطني و 100مركز للبحث و 20مركز لمكافحة السرطان، يجب أن يكون استغلال هده المنشآت، وفق تصور مدروس و تفكير عميق في كيفية الاستغلال الأمثل لها، وفق الحاجيات و المناطق. من جهة أخرى انتقد البروفيسور زيتوني العراقيل البيروقراطية و الإجراءات الإدارية الثقيلة التي تحول دون إتمام و إنجاز بعض المشاريع ، مؤكدا في ختام تدخله على ضرورة استغلال كل الطاقات المتوفرة سواء على مستوى الهياكل الصحية أو الأبحاث لضبط إستراتجية وطنية متجانسة و فعالة للحد من انتشار هذا المرض و التكفل المثل بالمرضى. للإشارة فإن لقاء أمس الذي جمع البروفيسور زيتوني المكلف من قبل رئيس الجمهورية بوضع مخطط وطني لمكافحة السرطان، بجمعيات مساعدة مرضى السرطان عبر التراب الوطني، يأتي ضمن ورشات العمل المفتوحة لإثراء و مناقشة المحاور الأساسية لهذا المخطط ، حيث تم توزيع المشاركين على سبعة ورشات، تتعلق بمرافقة المرضى ن الجانب القانوني و المالي، الوقاية و الإعلام ، على أن تقدم هذه اللجان خلاصة أعمالها في الأيام القليلة القادمة.