إقبال الشباب التونسي على صناديق الاقتراع كان ضعيفا رغم أن نسبتهم تتجاوز 60 بين الناخبين. كبار السن يشاركون بكثافة، وبعض الشباب توجه إلى المقاهي وقت الاقتراع، وبعضهم لزم البيت، وبعضهم قال يائسا ''لا تهمنا النتائج ''. عندما خرج الشباب التونسي للانتفاضة ضد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، لم يكن بعضهم يتصور أنه عقب سقوط النظام الدكتاتوري سيقاطع جزء منهم السياسة والانتخابات في حركة احتجاجية على عدم تحقيق مطالبهم. فرغم أن 60 من كتلة الناخبين داخل تونس تتكون من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما، فإن إقبال الشباب على عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية كان ضعيفا، علما بأن نسبة المشاركة الأولية في الانتخابات ناهزت ال.50 والملفت للانتباه أن كبار السن من الناخبين التونسيين من النساء والرجال انتقلوا بكثافة إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وهو ما يطرح تساؤلات بشأن سبب عزوف جزء هام من الشباب عن الإدلاء بصوته. نعيم الجويني (24 عاما) قال عند انطلاق عمليات التصويت كنت جالسا بأحد مقاهي العاصمة أحتسي القهوة دون مبالاة، ولم أنتخب ولا تهمني نتائج الانتخابات مهما كانتز. ويؤكد الجويني أنه ابن الثورة وأنه شارك في الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، لكنه يسأل زماذا حققت لنا الثورة نحن الشباب؟ لقد قمنا بالثورة ولم يتحقق لنا شيء ولا أظن أنه سيتحققس. ويتابع أن الشباب التونسي قام بالثورة على النظام السابق ثم سلّم القرار لسياسيين زأكبر من أجدادهس، وانتقد ترشح رئيس حركة نداء تونس الباجي قايد السبسي (89 عاما) لانتخابات الرئاسة. كما وجه الجويني انتقادا إلى تحالف ائتلاف الجبهة الشعبية ذات التوجه اليساري مع حركة نداء تونس ذات التوجه الليبرالي، وتساءل زما الذي يجعل حزبين مختلفين تماما في برامجهما يتقاربان لو لم تكن هناك مصالح حزبية ضيقة؟س. وطالت انتقادات الجويني حزب حركة النهضة الإسلامي الذي اعتبره زمتاجرا بالدينس، مشيرا إلى أنه فقد الثقة بجميع السياسيين ولم يعد يرى أي نفع في الذهاب إلى صندوق الاقتراع للإدلاء بصوته في الانتخابات. ولا يختلف معه الهاني حاجي (23 عاما) وهو شاب نزح منذ أشهر قليلة من محافظة جندوبة (شمال غربي البلاد) إلى العاصمة بحثا عن عمل، لكنه اصطدم بواقع صعب بسبب غلاء المعيشة، مما زاد من إحباطه.