تأخر فتح مكاتب الاقتراع في الڤصرين لدواع أمنية ^ الولايات الحدودية تحبس أنفاسها -احتجاجات على زيارة السفير الأمريكي لأحد مراكز التصويت أعلن رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أمس، "إن النسبة الأولية لإقبال الناخبين التونسيين على صناديق الاقتراع بلغت 30٪ في كامل تراب الجمهورية". وأشار صرصار إلى وجود بعض التجاوزات، وقال "إن كل المكاتب فتحت أبوابها رغم التأخير الذي حصل في بعضها بجهة القصرين الحدودية لأسباب أمنية. وجرت هذه الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة، إذ نشرت السلطات نح"ثمانين ألفا من عناصر الأمن والجيش لتأمين أكثر من 11 ألف مكتب اقتراع في مختلف أنحاء البلاد. وقد أظهرت الصور الواردة من محافظة تونس الكبرى، إقبالا كبيرا منذ الصباح على مراكز الاقتراع، حيث لم يخل المشهد من وجود طوابير أمام مراكز الاقتراع. وبحسب مسؤولي هيئة الانتخابات، فإن الساعات المسائية عرفت زيادة في عدد الناخبين، على اعتبار أن التونسيين يركنون للراحة يوم الأحد، ولا يستأنفون نشاطهم إلا بعد منتصف النهار.ومن جهة أخرى، صرحت عض"الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فوزية الدريسي "أنّ نسبة اقبال الناخبين التونسيين في دوائر الخارج على التصويت بلغت 18٪ من اجمالي المسجلين".وقالت الدريسي بأنّ هذا الرقم ضعيف وه"دون المستوى المأمول، داعية أبناء الجالية التونسية إلى الاقبال بكثافة على مكاتب الاقتراع لممارسة واجبهم الانتخابي. وعقدت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أول مؤتمراتها الصحفية في تمام العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي وتناولت فيه التقارير الواردة إليها من ممثليها في مراكز الاقتراع عن سير عملية افتتاح هذه المراكز، ومستوى إقبال الناخبين الأولي على التصويت في انتخابات تشريعية ستفضي إلى أول برلمان وحكومة دائمين بعد قيام الثورة في هذا البلد. هاجس أمني في الولايات الحدودية وقال رئيس هيئة الانتخابات إن انطلاق التصويت "جرى في وقته كما يجب في كل مراكز الاقتراع عدا خمسة مراكز في ولاية القصرين رأت السلطات الأمنية تأخير الافتتاح فيها لأسباب أمنية". وبشأن مستوى الإقبال أشار إلى حضور نح"مائة مقترع وقت افتتاح بعض مراكز التصويت. وأوضح أن المراقبين وممثلي الأحزاب حضروا في كل مكاتب التصويت، حيث كان وجود ممثلي الأحزاب بمعدل اثنين على الأقل، مشيرا إلى أنهم لم يقدموا حتى الآن أي شكاوى. وردت الهيئة على شكاوى الناخبين الذين لم يجدوا أسماءهم في سجل الناخبين بأن هناك من لم يسجل أصلا، أ«قاموا بتغيير أماكن اقتراعهم داخل أو خارج البلد. وبدأ الناخبون في تونس الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تشريعية بعد إقرار دستور جديد للبلاد، وهي الانتخابات التي تعتبر حاسمة في إنهاء المرحلة الانتقالية التي تلت ثورة شعبية أسقطت الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في جانفي 2011. وأفادت تقارير أمس بأن عمليات التصويت في العاصمة تونس وبقية المحافظات تشهد كثافة من قبل الناخبين.ودعي للاقتراع نحو 5.3 ملايين ناخب لاختيار من سيشغلون 199 مقعدا داخل الأراضي التونسية و18 مقعدا للجالية التونسية في الخارج، وتتنافس على أصوات الناخبين 1300 لائحة مرشحين حسب النظام النسبي.وتمهد الانتخابات الحالية لتأسيس برلمان جديد لمدة خمس سنوات وحكومة ستشكل لاحقا وفق النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع، على أن تتولى مهامها في أقصى تقدير في فيفري المقبل النهضة ونداء تونس الأوفر حظا وبحسب مراقبين فإن هناك حزبين يعتبران الأوفر حظا للفوز وهما حزب حركة النهضة الإسلامي الذي حكم البلاد من بداية 2012 إلى بداية 2014، وحزب نداء تونس الذي يضم بعض اليساريين وبعض قياديي نظام بن علي. ويمنح دستور تونس الجديد الذي تمت المصادقة عليه مطلع 2014 صلاحيات واسعة للبرلمان ورئيس الحكومة مقابل صلاحيات محدودة لرئيس الجمهورية. وقال محسن مرزوق القيادي في "نداء تونس": "أعتقد أن البرلمان سيكون مجزأ"، متوقعاً أن يتقاسم الإسلاميون وحزبه نحو 150 مقعداً. وأكدت "النهضة" التي اضطرت إلى الانسحاب من الحكم في بداية 2014 بعدما طبعت العام 2013 أزمة سياسية واغتيال اثنين من معارضي الإسلاميين وهجمات لارهابيين، أنها تريد تأليف حكومة توافق مبدية استعدادها ل"تحالف الضرورة" مع "نداء تونس". وأعلنت هيئة الانتخابات التونسية أنها لن تستطيع على الأرجح إعلان النتائج ليل الأحد إلى الاثنين، علماً أن أمامها حتى 30 أكتوبر لإعلان تشكيلة البرلمان الجديد. غير أن الأحزاب يمكنها أن تعلن النتائج انطلاقاً من عمليات الفرز التي ستقوم بها. وستحتاج الحكومة الجديدة إلى تعزيز النمو وفرص العمل لتونسيين كثيرين يشعرون بعدم حصولهم على أي مزايا اقتصادية من الثورة، ولكن سيتعين عليها أيضاً تطبيق إجراءات تقشفية صارمة لخفض الدعم العام.وتتوقع تونس نمواً يتراوح بين 2.3٪ و2.5٪ هذا العام ولكنها بحاجة لمواصلة تقليص الدعم لخفض العجز في الميزانية وفرض ضرائب جديدة، وهو "شكل الإصلاحات التي طلبتها جهات الإقراض الدولية. السفير الأمريكي يثير الجدل خلفت زيارة السفير الأميركي بتونس، جاكوب والس، صباح أمس، لأحد مراكز الاقتراع وسط العاصمة تونس، ردود أفعال رافضة ومستنكرة، لما أسموه "التدخل المباشر والعلني للإدارة الأميركية في الشأن الداخلي التونسي"، وفق ما صرح به بعض المواطنين لوسائل الاعلام المحلية.وأكد مواطنون أن السفير الأميركي حاول التخلص من "الإزعاج" الذي سببته زيارته لمركز الاقتراع، من خلال تعامله بكل "دبلوماسية" مع المواطنين الذين رفعوا في وجهه شعارات تعبر عن احتجاجهم من حضوره، كما قال البعض للموقع الاخباري"العربية.نت" إن "هذه الزيارة أفسدت العرس الانتخابي التونسي".وجاء في موقع إذاعة "موزاييك": لقد فوجئ الناخبون بحضور السفير الأميركي جاكوب والس الذي قدم للاطلاع على سير العملية الانتخابية بكافة تفاصيلها، حاملا بطاقة اعتماد ملاحظ للانتخابات وضيفا في المكتب المذكور.من جهته، أكد السفير الأمريكي في تصريح لإذاعة موزاييك "إن حضوره جاء لدعم فريق ملاحظي الولاياتالمتحدة المتكوّن من 155 ملاحظا موزعين على 3 مجموعات على كامل تراب الجمهورية". وتعليقا على احتجاج بعض الناخبين، قال جاكوب والس "إنه يحترم ردة فعل المحتجين"، مؤكدا "إنه حضر بأحد مكاتب الاقتراع كملاحظ قانوني وتحصل على ترخيص وبطاقة اعتماد من هيئة الانتخابات".