كشف، أمس، بيان صحفي لخلية الإعلام على مستوى الفرقة الإقليمية للدرك الوطني، لغز قضية الجثّتين اللتين عثر عليهما مقطعتين وموضوعتين داخل أكياس بلاستيكية بإقليم بلدية الضلعة بولاية أم البواقي، حيث توصّلت النتائج إلى أنّ الجاني هو ابن مجرم في حق والده وزوجته الثانية. القضية التي تعود حيثياتها إلى يوم 27 أكتوبر المنقضي حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا، حين تلقت الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالجازية مكالمة هاتفية، من طرف أحد الرعاة، مفادها عثوره على جثة ممزّقة وموضوعةÅفي مجموعة من الأكياس البلاستيكية بغابة »الفجيجات« الواقعة بالحدود الإقليمية لبلديتي الضلعة والجازية، لتتنقل عناصر الكتيبة الإقليمية للدرك الوطني بعين البيضاء إلى المكان، ومن خلال المعاينات وتفتيش الأكياس المرمية بالمنطقة التابعة لإقليم بلدية الضلعة تبيّن أنها تحمل أعضاء بشرية من جنس أنثى وبعد نقل الأكياس إلى مستشفى مسكيانة للمعاينة من طرف الطبيب اتضح أنها تحمل جثتين لذكر وأنثى وذلك بعد وجود وجه امرأة وأعضاء رجل، ليتم بعدها نقل الجثتين من مستشفى مسكيانة إلى المؤسسة الإستشفائية محمد بوضياف بأم البواقي لغرض فحصها من طرف الطبيب الشرعي. بتاريخ 29 أكتوبر وبعد نشر الأبحاث وتعليق صور الضحايا تقدّمت إلى الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بعين البيضاء المسماة»د.خ« من أجل الإبلاغ عن اختفاء أخيها وزوجته في ظروف غامضة، ويتعلق الأمر بالمسمى »د.ف« وزوجته »ب.ح ف«، وقد تعرفت المعنية على الجثتين. ولتسليط الضوء على القضية تم طلب إذن بالتفتيش من طرف وكيل الجمهورية لدى محكمة مسكيانة، بحضور أفراد خلية الشرطة التقنية التابعة للمجموعة، والتحق بعدها فوج من الخبراء التابعين للمعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام، أين تم معاينة بقع من الدم منتشرة عبر مختلف الأماكن بالمنزل، وكذا رفع قرائن احتمال استعمالها في الجريمة منها قرص حديدي يستعمل للقطع، مكنسة صوفية يحتمل استعمالها في تنظيف مكان الجريمة ووجود أريكة مبلّلة يحتمل غسلها من الدم بعد ارتكاب الجريمة وكذا وجود كيس بلاستيكي في مجرى مائي بالحمام يحتمل استعماله لمنع انبعاث الرائحة بعد تنظيف المنزل.وحسب بيان الدّرك، ومواصلة للتحقيقات تم التوصّل إلى أن جثتي الضحيتين تم نقلهما من المنزل على متن سيارة الضحية من نوع»سيتروان سي 5« التي عثر عليها بتاريخ Å30 أكتوبر مركونة بحي 40 مسكن ببلدية بريش ولاية أم البواقي، تحريات المصالح المتدخلة أفضت إلى أنه بتاريخ 26 أكتوبر حوالي الساعة التاسعة صباحا سمع بمكان الجريمة شخص يقوم بعملية القطع بواسطة آلة حادة يعتقد أن تكون جثة الضحيتين، هذه العملية دامت حوالي 04 ساعات، لتحوم بعدها شكوك المحققين حول المسمى »د.ط« ابن المرحوم وبعد مواجهته بعديد الأدلةÅالتيÅ تثبت إدانته انهار معترفا بالجريمة الشنعاء التي قام بها ضد والده وزوجة والده وأكد قيامه بالعملية بمفرده، موضحا أنه قام في الوهلة الأولى بقتل زوجة أبيه باستعمال سلاح أبيض »خنجر« بعد طعنها على مستوى البطن ثم بواسطة مطرقة على مستوى الرأس. و بعد مرور حوالي نصف ساعة من الزمن، يواصل الابن اعترافه، رجع والده إلى المنزل، وأثناء دخوله ترصّده الفاعل وباغته بتوجيه ضربة له بواسطة مطرقة حديدية على مستوى الرأس فأسقطه أرضا، ثم قام بسحبه بمحاذاة زوجته، الجاني بعد قيامه بالجريمة قام بتنظيف المكان وغسل الآفرشة الملطخة بالدماء لغرض طمس الأدلة، ثم قام بتقطيع الجثتين ووضعهما في أكياس بلاستيكية مموّهة داخل حقائب وضعها على متن سيارة الضحية، وفي اليوم الموالي حوالي الساعة الرابعة صباحا قام بتحويل ونقل الجثتين إلى غابة »الفجيجيات« بإقليم بلدية الضلعة ورماهما داخل الغابة، ليتنقل بعد ذلك في اتجاه بلدية بريش أين قام بركن السيارة المستعملة في الجريمة وسط المدينة ثم غادر المكان عن طريق وسائل نقل أخرى إلى منزله. وبتاريخ 31 أكتوبر تمت مرافقة الفاعل، لتحديد الوسائل المستعملة في الجريمة التي قام برميها أثناء نقل الجثتين إلى الغابة، أين تم العثور بعد عملية تمشيط بالخرجة الشرقية في اتجاه مدينة مسكيانة على بعض الأدوات المستعملة في الجريمة، ليقدّم، أول أمس، الجاني »د.ط« أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عين البيضاء الذي أمر بإيداعه رهن الحبس الاحتياطي في انتظار محاكمته بينما استفادت والدته من الرقابة القضائية.