أكد الأستاذ فوزي مصمودي ، الباحث في حقل التاريخ ومدير المتحف الجهوي للمجاهد للولاية السادسة التاريخية العقيد محمد شعباني، أن منطقة الزيبان قدمت الكثير للثورة الجزائرية ، معتبرا أن جيل الاستقلال يقع على عاتقه الإهتمام ببطولات الأسلاف و أن تكون تضحياتهم قدوة لبناء الوطن والذود عن وحدته وكرامة شعبه ، لان فاتورة الاستقلال يقول ذات الباحث باهظة ، لكن تهون أمام بلد المليون ونصف مليون شهيد . بدعوة من إدارة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببسكرة و في إطار الاحتفاء بستينية الثورة التحريرية ، ألقى فوزي مصمودي بحضور جمع من الطلبة والمهتمين بالشأن التاريخي محاضرة ،تناول خلالها جوانب عديدة من حياة ونضال المجاهد - محمد عصّامي - « 1918 2013 « أحد مؤسسي المنظمة الخاصة ، مستندا على معرفته العميقة بهذا الرجل ، وحواراته الإذاعية الكثيرة التي أجراها معه خلال حياته. وقد توقف الأستاذ مصمودي في بداية محاضرته عند الظروف التي أحاطت بنشأة وتكوين عصّامي ، مشيرا إلى أنه ولد في بيئة حاضنة للنضال « مدينة سيدي عقبة بولاية بسكرة « الأمر الذي ساهم في تكوين شخصيته الوطنية المتشبعة بالأفكار الثورية والإصلاحية،انعكست فيما بعد على نضاله في صفوف الحركة الوطنية ، حيث يحتفظ له التاريخ حسب ذات المحاضر أنه كان وراء خياطة الراية الوطنية التي رفعت بمدينة بسكرة خلال مظاهرات 8 ماي1945 ، التي كانت منعطفا حاسما بالنسبة لمشواره . واستطرد قائلا « تولى عصامي بعدها الإشراف على الولاية الحزبية « بسكرة والأوراس « من قبل مبعوث السيد محمد بلوزداد في جويلية ,1945 فضلا عن مشاركته في مؤتمر حزب الشعب « المنحل « والمنعقد يومي 16 و 16 فيفري 1947 « أين يقول مصمودي « أدار إحدى جلساته « ، كما عرّج ذات المحاضر على مشاركة عصامي في انتخابات 19 أكتوبر ,1947 باسم حركة انتصار الحريات الديمقراطية ببسكرة ، وتزوير إدارة الاحتلال اندات لهذه الانتخابات . و ركّز في سياق مداخلته على الأدوار التي قام المناضل عصامي في تسليح الثورة ،من خلال مجموع العمليات التي كلف بها «ثلاث عمليات متفرقة « تحت الإشراف المباشر ل- محمد بلوزداد - وهذا بجلبه للسلاح على ظهور الإبل من وادي سوف ، متحملا عناء السفر وصعوبة المسالك المكشوفة بالنسبة للعدو، فضلا عن التضاريس الذي يعقد مثل هذه العمليات المحفوفة بالمخاطر ، وتزكيته البطلين الشهيدين - مصطفى بن بولعيد ? و- محمد العربي بن مهيدي- ، قبل اكتشاف أمره من طرف مخابرات الاحتلال الفرنسي في مارس 1950 ، ما كلفه السجن لمدة خمس سنوات ، تعرض خلالها إلى شتى صنوف التعذيب والتنكيل يقول ذات الباحث . وفي ختام حديثه أشار الأستاذ مصمودي إلى أن المشوار النضالي للمجاهد - محمد عصامي ? حيث قال « من المفترض أن يكون منطلقا للباحثين والطلبة ،من أجل دراسة سيرة هذا الرجل الفذ ورصيده التاريخي والنضالي « ، من خلال دراسات أكاديمية وكتب مستقلة يضيف ذات الباحث « توثق ما قدّمه للجزائر « ، داعيا أسرة عصامي إلى تزويد إدارة المكتبة الولائية ،التي تحمل اسمه ببعض آثاره و مقتنياته ، حتى يستفيد منها كل مهتم بحقل التاريخ وبرجال منطقة الزيبان وغيرها من مناطق ربوع الوطن .