سجل مخبر علم الاجتماع بجامعة بعنابة، خلال تقرير أعده خلال الأشهر الأخيرة والذي تمحور حول واقع العنف المدرسي الذي يحتل المرتبة الثانية بعد العنف الأسري بنسبة 40بالمائة، وذلك حسب ذات الجهة مرتبط بتزايد معدل الاعتداءات والمناوشات المسجلة داخل المؤسسات التربوية. ويحتل المرتبة الثانية عنف الشوارع ب 18بالمائة، في حين يحتل العنف العائلي المرتبة الأولى ب 48بالمائة. وحسب تقرير مخبر علم الاجتماع بعنابة فإن العنف المدرسي يشمل المعلمين والمراقبين وهي الفئة الأكثر عرضة لمختلف أشكال العنف المدرسي، يحدث هذا في وقت لا يزال فيه ملف العنف المدرسي من الملفات المسكوت عنها بسبب الإهمال من طرف الفاعلين في القطاع التربوي، حيث لم يحظ هذا الملف بالإهتمام خاصة من ناحية التشخيص والبحث عن الأسباب الرئيسية لتطور مظاهر العنف المدرسي بمختلف أنواعه. والأخطر من هذا، أظهر الاستطلاع الذي قام به المخبر، أن المؤسسات التربوية لا تتوفر على هيئة رسمية تتكفل بتشريح ملف العنف المدرسي، حتى الأرقام المقدمة غير دقيقة ولا تساعد على مناقشة هذه الظاهرة التي اكتسحت المؤسسات التربوية في السنوات الأخيرة. وفي سياق متصل أكدت دراسة مخبر علم الاجتماع أن أشكال العنف مرتبطة بالعقاب البدني والعنف كالضرب والشتم والذي يلحق أضرار جسيمة بالتلاميذ ومن ثم تحويلهم إلى أشخاص عنيفين يعتدون على المعلمين داخل المؤسسات تربوية وهو ما يزيد من تفاقم الأوضاع داخل مختلف المدارس. وفي هذا الشأن أوضحت تقارير مخبر علم الاجتماع أن نسبة كبيرة من الأولياء لا يقتنعون بما يقومون به أبنائهم داخل القسم، بل هناك من الآباء من يستعمل العنف مع الأستاذ أو رفع دعوة قضائية ضده وذلك لحماية ابنه من العقاب، أما ضحايا العنف اللفظي والتهديد أغلبهم من الموظفين والعمال والذين يتعرضون حتى إلى الضرب والجرح العمد.ي وفي سياق آخر يرى المختصون في علم الاجتماع أن أسباب العنف المدرسي مرتبط بالفشل المدرسي، إلى جانب إقدام بعض التلاميذ على الثأر والانتقام لأنفسهم من المعلمين بعد طردهم من القسم والرمي بهم إلى الشارع، بالإضافة إلى الحرمان العائلي والبؤس الاجتماعي.كل هذا ساهم في انتقال العنف المدرسي إلى مستويات أخرى مثل أن يتابع الأستاذ بالقذف والتجريح أو الكتابة على الجدران والمضايقات، وأحيانا العنف يتحول إلى تحطيم ممتلكات الأستاذ مثل تعرض سيارة الأستاذ إلى التحطيم والتخريب وإتلاف كافة تجهيزاته الدراسية. مثل تكسير الكراسي والطاولات. وعليه تبقى مظاهر العنف المدرسي ناتجة عن انتقال كراهية التلميذ من العائلة نحو المعلم في القسم وهذا ما أثر على التحصيل العلمي في الجزائر والذي يتذيل المراتب الأخيرة مقارنة بدول الجوار.