كشف مخبر البحث بمعهد علم الاجتماع بجامعة باجي مختار بعنابة، خلال دراسة أعدها حول واقع العنف في المجتمع الجزائري، أن العنف المدرسي أخذ أشكالا خطيرة خلال الآونة الأخيرة، حيث احتل المرتبة الثانية بتسجيله نسبة 44 بالمائة، وذلك لتزايد معدل الاعتداءات والمناوشات المسجلة في مختلف المؤسسات التربوية. ويحتل المرتبة الثالثة عنف الشوارع ب 25 بالمائة، في حين يحتل العنف العائلي المرتبة الأولى ب 45 بالمائة. وحسب تقرير مخبر معهد علم الاجتماع بعنابة، فإن العنف المدرسي قد أخذ منحنى خطيرا، بعد أن أصبح الأساتذة والمعلمون والمراقبون أكثر عرضة لمختلف أشكال العنف، خاصة أن الفاعلين في القطاع التربوي أهملوا تدارك القضية، حيث لم يحظ ملف العنف المدرسي باهتمامهم خاصة من ناحية التشخيص والبحث عن الأسباب الرئيسية لتنامي هذه الظاهرة الخطيرة. وأظهر الإستطلاع أيضا، أن المؤسسات التربوية لا تتوفر على هيئة رسمية تتكفل بتشريح ملف العنف المدرسي، حتى الأرقام المقدمة غير دقيقة ولا تساعد على مناقشة الملف، وفي سياق متصل، أوضحت الدراسة أن أشكال العنف التي يمارسها المعلم على التلميذ والمتمثلة في العقاب البدني والعنف، كالضرب والشتم، قد ألحق أضرارا جسيمة بالتلاميذ وحولهم إلى أشخاص عنيفين يعتدون على المعلمين داخل المؤسسات التربوية، وأوضحت تقارير مخبر علم الاجتماع أن نسبة كبيرة من الأولياء لا يقتنعون بما يقوله الأستاذ، بل هناك من الآباء من يستعمل العنف مع الأستاذ أورفع دعوة قضائية ضده، لحماية ابنه من العقاب. أما ضحايا العنف اللفظي والتهديد من طرف التلاميذ أغلبهم من الموظفين والعمال، يتعرضون حتى للضرب والجرح العمدي. وفي سياق آخر، يرى المختصون في علم الاجتماع أن أسباب العنف المدرسي مرتبط بالفشل المدرسي، إلى جانب إقدام بعض التلاميذ على أخذ الثأر والانتقام من المعلمين بعد طردهم من القسم وتسريحهم إلى الشارع، بالإضافة إلى الحرمان العائلي والبؤس الاجتماعي. كل هذه العوامل ساهمت في انتقال العنف المدرسي إلى مستوايات أخرى، مثل أن يتابع الأستاذ بالقذف والتجريح أوالكتابة على الجدران والمضايقات، وأحيانا، يتحول إلى تحطيم ممتلكاته الشخصية، مثل تحطيم سيارته أوتخريب وإتلاف كافة التجهيزات المدرسية، مثل تكسير الكراسي والطاولات، وهوالأمر الذي يعكس كراهية التلميذ للمعلم.