يبرز الدكتور عبر الرزاق قسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، في هذا الحوار الذي خص به »صوت الأحرار«، موقفه من الاعتداء الدموي الذي تعرضت له أسبوعية »شارلي إيبدو« الأربعاء المنصرم، ويؤكد رفضه ربط الإرهاب بالإسلام، الذي يطالب الجالية المسلمة في العالم بالتعريف بقيمه السامية وتقديم صورة ناصعة وحقيقية عنه، كما يدعو في المقابل إلى التصدي لجميع الحملات الرامية إلى استفزاز مشاعر المسلمين والاستهزاء بالقيم الإسلامية وتصحيح كل تلك المغالطات بمقالات ورسوم مضادة لما نشرته »شارلي إيبدو«، ويكشف قسوم عن مخاوف مقلقة إزاء وضع الجالية المسلمة بفرنسا التي دعا السلطات الفرنسية إلى سن قوانين تضمن لهم حق ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، وتحصنهم من عقدة الإسلاموفوبيا التي قال إن العديد من الأطراف التي تسعى إلى تأجيجها في محاولاتها اليائسة لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم، كما علق على ربط العمل الإرهابي بالانتقام للرسول الكريم بالقول إن المتهمين في القضية لا يشهد لهما مسلمو فرنسا ارتيادهما المساجد، مستغربا التركيز على أصولهما الجزائرية في الوقت الذي لم تطأ أقدامهما أرض الجزائر، مطلقا مصطلحا جديدا وهو »الجزائروفوبيا«ن نسبة للعداء الذي يكنه بعض الفرنسيين لكل ما هو جزائري. *أعادت أحداث باريس الأخيرة الجدل حول ربط التطرف بالإسلام، وتزايدت المغالطات بنسب الإرهاب إلى الدين الحنيف، كيف تردون على ذلك؟ حقيقة هناك مجموعة من المغالطات سادت بطبيعة الحال هذا النوع من الأحداث الدموية التي نأسف لها، ومن أبرز هذه المغالطات أنه وقبل أن يتبين الفاعلون لهذه العملية وحتى قبل أن تقول العدالة كلمتها، انطلقت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها في الجزائر وفي كافة أنحاء العالم، لتشير بأصابع الاتهام إلى الإسلام لا إلى المنتمين إلى هذا الدين، نقطة ثانية أود الإشارة إليها وهي مغالطة أخرى تكمن في أن الجميع أصبح يتبنى قضية »شارلي إيبدو«، على ما فيها من جوانب إيجاب وجوانب سلب، فإن كنا كمسلمين ندين عملية القتل وسفك الدماء لأي كان من أي جهة كانت، فإننا ندين أيضا وبشدة الاستفزاز التي أقدمت عليه تلك الأسبوعية للمعتقد والاستهزاء برموز العقيدة الإسلامية من أي جهة كانت، المغالطة الثالثة الواجب الإشارة إليها هي أن جميع الفرنسيين بلا استثناء تبنوا مواقف »شارلي إيبدو« على ما فيها من عدوانية على العقل المسلم والقلب المسلم والجالية المسلمة بصفة عامة. نقطة أخرى يجب الإشارة إليها، وهي أن هؤلاء الذين تبين أنهم قد نسب إليهم الفعل الدموي لم يشهد المسلمون لهم بارتياد المساجد والقيام بالعمل الإسلامي وبالتعمق في الثقافة الإسلامية، وبالتالي السؤال الواجب طرحه هنا هو كيف يمكننا إلصاق الإسلام بهؤلاء دون التعمق في هذه الثقافة الإسلامية، وأخيرا لماذا التأكيد على أنهم من أصول جزائرية وهم فرنسيون، هل يمكن أن نقول بأن نيكولا ساركوزي بولوني وهو من كان رئيسا لفرنسا في عهدة سابقة، أو أن نتحدث عن أصول بعض الوزراء كأن نقول أن الوزير الفلاني مغربي أو أيا كان وطنه الأصلي، كل ما سبق قوله عبارة عن مغالطات كنا ننزه الجميع عنها، خصوصا في دولة مثل فرنسا تدعي اللائكية والديمقراطية، مع أن أبسط قواعد اللائكية هي الفصل بين الدين والدولة وأبسط قواعد الديمقراطية تلتزم بحق كل مواطن أيا كانت قناعته ومهما تكن عقيدته بممارسة حقه دون ضغط واستفزاز. في ضوء كل هذه المعطيات فإننا نود أن نفصل بين ما هو إرهاب وهو مدان، وما هو غلو وتطرف وهو مدان، وبين الجالية المسلمة في إسلامها وممارستها لحقوقها، لا نفهم لماذا الاعتداء بعد الهجوم على أسبوعية »شارلي إيبدو« على المساجد، فليست هي من بعث هؤلاء، إن كانوا هم فعلا القتلة. *ألا تعتقدون أن هؤلاء المتطرفون هم نتاج السياسات التي تنتهجها الدول الغربية في الوطن العربي باسم الحرب ضد الإرهاب؟ المقدمات الفاسدة تؤدي إلى النتائج الفاسدة وهي قاعدة منطقية علمية، والمقدمة الفاسدة هنا هي الاستفزاز والاستهزاء والتهكم بالمقدسات الإسلامية التي أقدمت عليها مجلة »شارلي إيبدو« الساخرة، ونعتقد أن هذه المجلة قد ساهمت في زرع الكراهية والحقد تحت عنوان الإسلاموفوبيا، ولكنها أيضا وبالمقابل خدمت الإسلام بأن جعلت الجميع يهتم بدراسة قيمه وقواعده والإطلاع على جوانب القوة فيه، وبالنسبة إلينا فإن معالجة هذا الاستفزاز من جانب هذه المجلة كان يمكن أن يتم من خلال مجموعة من المواقف، التي أحصرها في تصحيح هذه المغالطات بمقالات وبرسوم مضادة لما نشرته »شارلي إيبدو«، إحداث مجلات تشبه هذه المجلات هنا وهناك عندنا وعندهم لتقوم بتصحيح المفاهيم حول الدين الإسلامي، كما كان بالإمكان أن يقدم أغنياء المسلمين على اقتناء تلك المجلة وتحويل اتجاهها إلى اتجاه سليم. وعلى الرغم من كل ذلك، فإننا ندين العدوان على هذه المجلة ولا نعتقد أن القتل وسفك الدماء هو الحل والرد الأنسب على استفزازات المجلة. *إلى أي مدى يمكن للاعتداء على مقر »شارلي إيبدو« تأجيج الإسلاموفوبيا والعداء للمسلمين بفرنسا؟ نعتقد حقيقة أنه قد تم تعتيم الرأي العام بوسائل ليست دائما فرنسية وإنما أجنبية عن فرنسا، يهمها إشعال الفتن حتى بين الفرنسيين والمسلمين ولقد نجحت هذه الوسائل عندما عززت مأساة »شارلي إيبدو« بقتل بعض اليهود لتأجيج الفتنة، وهذا يصب في خانة أن هناك وسائل أجنبية استغلت هذه الأحداث لتعبئة الرأي العام ضد الإسلام والمسلمين، غير أن هذا في اعتقادنا لا يخدم القضية الفرنسية الحقيقية ولا يخدم الموقف الفرنسي اللائكي الحقيقي، لأن المسلمين يمثلون قوة فاعلة في الساحة الفرنسية والأوروبية عموما، كما أنهم هم الذين حموا البلاد الفرنسية ضد النازية الأوروبية وضد الفاشية الأوروبية بدمائهم وسواعدهم وكل ما يملكون من قوة. *هناك من يحاول استفزاز مشاعر المسلمين برفع شعار »أنا شارلي« تحت غطاء حرية التعبير، كيف تردون على ذلك؟ حسب اعتقادي فإن الذين يحاولون استفزاز مشاعر المسلمين مجددا تحت غطاء »كلنا شارلي«، هذا الشعار المظلوم ليصبحوا هم القوة الانتخابية الفاعلة التي تعلي أو تسقط هذا أو ذاك من الانتخابات، ونرد عليها بخطين متوازيين الأول نطالب السلطات الفرنسية بأن تكون في مستوى المبادئ التي ترفعها في كل مناسبة وهي الحرية والمساواة والأخوة، فلا تسقط في كمين الإسلاموفوبيا الذي إن لم يتصدى له سيقضي على جميع مصالح فرنسا ليس في بلادها فحسب وإنما مصالحها في العالم الإسلامي كله. *تتحمل الجالية المسلمة في جميع بقاع العالم جانبا من مسؤولية العنصرية والعداء للإسلام، ما هو الدور المنوط بالمغتربين المسلمين للتعريف بقيم هذا الدين الحنيف وتحصينه من محاولات تشويهه؟ ما يمكن أن نتوجه به إلى المسلمين كجالية أولا وكأمة إسلامية بصفة عامة، هو أن يتصدوا للإسلاموفوبيا كما هم مجندون ضد الإرهاب لأن الإسلاموفوبيا نوع من الإرهاب العقلي والإرهاب الإيديولوجي، كما أنه نوع من الإرهاب العنصري وبالتالي على المسلمين أن يسالموا من سالمهم ويعادوا من عاداهم تحت غطاء ادفع بالتي هي أحسن. الجالية المسلمة بفرنسا بالخصوص وأنا شاهد على ما أقول بحكم السنوات التي قضيتها هناك معهم، هي من أحسن الجاليات مسالمة للعالم، لأنها تتبنى خطابا معتدلا وتسلك سلوكا معتدلا وتتعامل مع الفرنسيين بمنتهى التسامح، المشكل يكمن في الجهة المقابلة ممثلة في القوانين الظالمة والمجحفة التي تضيق على المسلمين والمسلمات من أجل قناعاتهم العقائدية، وإلا بماذا نفسر الأذى الذي يلحق المسلمة من القوانين اللائكية بمجر ارتدائها الحجاب، وما الضرر الذي يتسبب فيه إطلاق شاب مسلم لحيته بالنسبة للحكومة الفرنسية، فمن الفرنسيين أنفسهم من يطلق لحيته وهناك أخوات مسيحيات يرتدين الحجاب ويهود يمشون بالطاقية اليهودية بكل حرية، فلماذا يضيق الجميع باللحية الإسلامية، لذلك لا يكفي أن نوجه النداءات بأن الإسلام ليس هو الإرهاب، بل لا بد أن نتبع ذلك بقوانين متفتحة ومتسامحة لا تضيق على المسلمين في فرنسا أن يعملوا ويقوموا بواجباتها كمواطنين على غرار باقي العالم، إلى جانب ضمان تمكينهم من ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية. *الكل يتفق على أن الأسبوعية الساخرة »شارلي إيبدو« تجاوزت كل الخطوط الحمراء في تهكمها على الدين، ومن هذا المنطلق هناك من يرى أن العمل الإرهابي له ما يبرره، ما تعليكم على هذا الموقف؟ إن كنا ندين العمل الإجرامي الذي أقدم عليه هؤلاء المتطرفون الذين قاموا بسفك دماء مدنيين يحملون القلم، يجب في المقابل أن نتفهم انفعال أي كان عندما تشتم أصوله، وعندما يتم الاعتداء على جذوره وعندما يسب أبوه أو جده أو أصوله، فلماذا لا يدين الفرنسيون الإسلاموفوبيين وهو تطرف إيديولوجي وغلو عنصري واستفزاز جنسي ضد الأجانب المقيمين بأراضيها والحاصلين على الجنسية الفرنسية، لماذا ندين انفعال المتطرفين الدينيين عند المسلمين ولا ندين تطرف وغلو الإسلاموفوبيين؟ يجب أن نتعامل بمنطقية فإذا كنا نحن نستنكر وندين الغلو عندما فلماذا يتهرب الفرنسيون ولا يدينون الإسلاموفوبيا والتضييق على المسلمين؟ وهنا تتأكد السياسة الفرنسية التي تعتمد على الكيل بمكيالين والميزان بميزانين وهنا تكمن المشكلة. * ما هو الدور الذي يجب أن يؤديه رجال الدين والمسلمون بصفة عامة من أجل إيصال الصورة الحقيقية للدين الإسلامي في جميع بقاع العالم؟ فيما يتعلق بمهمة الجزائر أمام كل ما يجري، ينبغي أولا الفصل بين القوانين الفرنسية المتعلقة بالجنسية وباقي القوانين، بالمقابل هناك الجانب الإسلامي فعلى الجزائر أن تحصن جاليتنا المسلمة بفرنسا من كل أنواع الاستفزازات والدفاع عن عقيدتها، بأن يتكفل الأئمة الذين يتم إرسالهم إلى فرنسا وكذا المساجد التي نشرف عليها تكفلا علميا ودينيا صحيحا من شأنه أن يحمي الجالية الإسلامية من الوقوع في التطرف والغلو، فالجزائر مسؤولة عن حماية جاليتها وعن تدينها الصحيح بإرسال الأكفاء الحقيقيين لتقديم الخطاب الإسلامي الصحيح المتسامح والمنتمي حقا للإسلام. *بصفتكم رئيسا لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ما هو الدور الذي تؤديه جمعيتكم في مثل هذه المواقف؟ أما الجمعية فمهمتها تكمن في المساهمة في تصحيح المفاهيم وتوجيه الخطاب الإسلامي في أي مكان وهذا ما نقوم به حينما ندعى للملتقيات العلمية التي تعقدها مختلف المنظمات العالمية والمساجد، كأن ندعا للمشاركة في نشاطات اتحاد المنظمات الإسلامية والاجتماع السنوي لمسجد ليون وكذا مسجد إيستر جنوب مرسيليا، فجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لن تتوانى عن تقديم الخطاب الإسلامي في أي بقعة في هذا العالم، لأن عملها يكمل عمل الجزائر كمؤسسة وهيئة . * في مثل هذه الأعمال الإرهابية تركز السلطات الفرنسية على أصول مرتكبيها، في حين عندما يتعلق الأمر بمكاسب يحققها أبناء الجاليات المقيمين لديها فإنهم يعتبرونهم فرنسيين، بماذا تفسرون هذا التناقض؟ هناك عقدة الإسلاموفوبيا وهناك عقدة الجزائروفوبيا وهي أن بعض الغلاة والمتطرفين الذين كانوا سيئي الذكر في الثورة التحريرية ولم ينسوا لحد الآن النعيم الذي كانوا فيه وحرموا منه لتبقى عقدة الجزائروفوبيا تلاحقهم، فنجدهم ينسبون كل شيء سيء للجزائر، وإلا بماذا نفسر تقديم اللاعب صاحب الأصول الجزائرية زين الدين زيدان عندما ينجح على أنه فرنسي وعندما يقتل كواشي وهو لم يعرف الجزائر يتناسى الفرنسيون ذلك ويذكرون أصوله الجزائرية فإذن يجب على فرنسا أن تتخلص من عقدة الإسلاموفوبيا وكذا عقدة الجزائروفوبيا. *ألا تعتقدون أن الحكومة الفرنسية ستتجه إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، إن لم نقل عقابية، في حق الجالية المسلمة المقيمة بأراضيها عقب الاعتداء على مقر »شارلي إيبدو«؟ أنا أعتقد أن هذا نوع من الغلو في تطبيق القوانين لأن الذين أقدموا على الاعتداء على مقر أسبوعية »شارلي إيبدو« لم يطلبوا الفيزا لدخول الأراضي الفرنسية، بل بالعكس هم فرنسيون ولدوا في فرنسا ويحملون الجنسية الفرنسية، ولا أعتقد أن هذا هو الحل الأسلم إن كان هناك من حل أسلم هو أن نهتم بالجالية المسلمة وأن نمكنها من تقديم الخطاب الإسلامي المتسامح من خلال الدعوة إلى إعطائهم حقوقهم المسلوبة، أما التضييق على الجالية المسلمة فهذا غير ممكن، إن كان ليس من حقنا التدخل في القرارات الداخلية لفرنسا بأن تقرر التضييق على الحدود وهو أمر يهم القانون الفرنسي، فمن واجبنا أن نتكفل بأبنائنا ذوي الأصول الإسلامية من خلال توفير الجو الأنسب الذي يمكنهم من أداء شعائرهم الدينية بكل حرية، كما ينبغي أن يعاقب القانون الفرنسي جميع أنواع التطرف مثلما يحارب الإرهاب، فكما يتم معاقبة هؤلاء الذين يقومون بأعمال إرهابية تحت غطاء الإسلام يجب وضع حد للذين يقومون بعمل تحت غطاء الإسلاموفوبيا، وخلاصة القول أن الجالية المسلمة لا بد أن تحصل على الحماية من طرفين بلدانهم الأصلية والدول التي يقيمون بها. *انتقد البعض مشاركة الجزائر في مسيرة »الجمهورية« المنظمة بباريس تنديدا بالإرهاب، كيف تعلقون على ذلك؟ لا يحق لي التدخل في الأمور الدبلوماسية، وأعتقد أن مشاركة الجزائر في مسيرة »الجمهورية« بباريس أمر متعلق بالدبلوماسيين الذين لديهم حساباتهم الدبلوماسية التي يقتنعون بها وهم اعلم بشؤون دولتهم، لكن في المقابل المواطن الذي ينتقد تلك المشاركة محق من منطلق أن الجزائر عانت لسنوات طويلة من الإرهاب ولم نسجل مشاركة أي سياسي فرنسي آنذاك للوقوف إلى جانبنا، على العموم أنا لا أتدخل في الشؤون الدبلوماسية للبلاد. * في السنوات الأخيرة تحول ربط الإسلام بالإرهاب إلى مرض أصاب شرائح واسعة من المجتمعات الغربية، في رأيكم ما هي الوصفة التي يجب أن تقديمها لعلاج هذا الداء؟ معظم الناس وأنا على يقين بأن 90 بالمائة من السكان في العالم على اختلاف دياناتهم يعلمون بأن الإسلام لا علاقة له مع الإرهاب، وأنه أول ما يدين هذه الظاهرة فهو دين تسامح وأخوة وكل القيم الإنسانية العليا نجدها في الدين الإسلامي، لكن عندما تتدخل السياسة في الموضوع تشوه وجه السياسة والإسلام، لذلك علينا أن نكون مسلمين بحق وأن نقدم للعالم صورة إسلامية ناصعة وحقيقية وهذا ما يجب أن نرد به على هؤلاء فكما يقول المثل (القافلة تسير والكلاب تعوي)، وأحسن جواب هو أن نحسن سلوكنا ومعاملتنا وأخلاقنا وعلاقاتنا الإنسانية مع الآخرين.