انفجرت أمس مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا بإقدام بعض لاعقي الحذاء الباريسي في مدن داخلية على تنظيم وقفة رفعوا فيها لافتات (أنا شارلي) و(حرّية التعبير ليست جريمة)، في إشارة إلى تضامنهم ليس مع ضحايا مجزرة (شارلي إيبدو) في فرنسا فقط وإنما (تضامنا مع ما نشرته المجلّة الوقحة من إساءات إلى الرسول الكريم) بدعوى حرّية التعبير، وهو ما اعتبره ناشطون على (الفايس بوك صنيعة أذناب مخابر تشويه الإسلام في الجزائر). استهجن متفاعلون إقدام هؤلاء (الشرذمة) على دعم هذه الحملة العالمية الساعية لتشويه صورة الإسلام، حسبهم. حيث قال أحد المعلّقين: (نحن ندين الإرهاب، لكن هذا لا يعني أننا شارلي، لأنها مجلّة وقحة تطاولت على رسولنا الكريم)، وقال معلّق آخر: (إنا بورما، أنا إفريقيا الوسطى، أنا فلسطين، أنا العراق، أنا سوريا، لكنني لست شارلي ولن أكون أبدا)، بينما تساءل متفاعل آخر: (لماذا لم يتضامن هؤلاء مع آلاف المسلمين الأبرياء الذين يقتلون حول العالم ويصرّون على المشاركة في مسرحية شارلي إيبدو؟). وراح البعض أبعد من ذلك عندما وصفوا المشاركين في الوقفة بالخونة وعملاء فرنسا، كيف لا وهم يدعّمون تعدّي المجلّة الوقحة على خير الأنام بدعوى حرّية التعبير، في حين أن بعض المفكّرين الغربيين أدانوا إساءتها إلى معتقدات المسلمين، من بينهم محرّر شهير في جريدة (نيويورك تايمز) قال: (أنا لست مع شارلي إيبدو). ومن جانب آخر، تداول ناشطون جزائريون بشكل واسع (هاشتاغ كلّنا فداك يا رسول اللّه) تعبيرا عن رفضهم للإساءات المتكرّرة في حقّ الرسول الكريم، كما طالبوا بضرورة وضع حدّ لازدراء الأديان من جهة ومحاربة التطرّف والفكر التكفيري الذي لا يمتّ بأيّ صلة إلى رسالة المصطفى عليه الصلاة والسلام الذي يدعو إلى السلم وينبذ العنف. كما أطلق ناشطون آخرون (هاشتاغ احترموا الإسلام) دعوا من خلاله إلى احترام المقدّسات الإسلامية وحمايتها من الاعتداءات المتكرّرة والتفريق بين الدين الحنيف والإرهاب والتطرّف. هذا، واتّفقت مجمل ردود أفعال الفايسبوكيين على أن حادثة (شارلي إيبدو) هي مجرّد مسرحية من صنع مخابر تشويه الإسلام، فيما يرى البعض الآخر أنها صنيعة المخابرات الباريسية لضرب ليبيا ومالي بدعوى الحرب على الإرهاب وحشد الشرعية الداخلية والخارجية من بوابة الثأر لضحايا (شارلي إيبدو). لكن ورغم هذا شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا واسعا بالمجزرة الإرهابية التي ذهب ضحيتها 12 شخصا في باريس، حيث أكّد جزائريون أن الإسلام بريء من منفّذي الاعتداء مهما كانت دوافعهم، حيث أن همجية هذا الاعتداء الوحشي أقصت منفّذيه من كلّ ادّعاء بتنصيب أنفسهم كمدافعين أو ممثّلين لأيّ قضية أو جالية مسلمة. هذا الرأي جسّدته الخارجية الجزائرية حينما قالت مؤخّرا إن الرعب الذي ميّز اعتداء (شارلي إيبدو) الدموي يفضح ادّعاء منفّذيه الدفاع عن أيّ قضية كانت أو تمثيل أيّ مجموعة كانت)، مؤكّدة أن (الجزائر التي دفعت ثمنا باهظا بسبب الإرهاب والتطرّف تعرب عن تضامنها مع الشعب والحكومة الفرنسيين، وكذا عائلات الضحايا). وإلى ذلك، شارك وزير الخارجية رمطان لعمامرة أمس في مسيرة ضد الإرهاب في باريس رفقة العديد من القادة في العالم الذين حضروا هذه المسيرة الجمهورية التي نظّمت إثر الاعتداء على مقرّ مجلّة (شارلي إيبدو) المسيئة إلى الرسول الكريم.