نبّه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطنين عمار سعداني، إلى الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعرفها منطقة الجنوب، وقال سعداني إن الدولة »أهملت الجنوب«، معلنا عن مخطط للأفلان للنزول إلى المنطقة والاستماع إلى المواطنين ومراسلة رئيس الجمهورية، مبديا تخوفا من أن الذي يجري في الجنوب قد ينذر بالكثير من الأخطار، ودعا إلى التكفل أكثر بالمناطق الجنوبية والاستماع إلى انشغالات المواطنين وتطلعاتهم. ترأس أمس، أمين عام الأفلان، عمار سعداني، اجتماعا للمكتب السياسي، خصص لدراسة التطورات التي تعرفها منطقة الجنوب، خاصة في ظل تنامي الاحتجاجات ضد الغاز الصخري، وفي هذا الموضوع قال سعداني إن ما يجري في الجنوب ليس بالأمر العادي، متحدثا عن الاضطرابات التي مست عدة ولايات، مما يوحي بأن هناك وضعا غير عادي. وفي كملة ألقاها بالمناسبة، أوضح سعداني بأن حزب جبهة التحرير الوطني بصفته صاحب الأغلبية » كان من الواجب علينا أن نتدارس هذه الأوضاع في شكلها وفي مواضيعها الاجتماعية والأمنية والسياسية وكل ما يجري في الجنوب«، وأشار إلى أن هناك اضطرابات وقعت في ورقلة وقيل إنها عن التشغيل، نفس الشيء بالنسبة لتقرت وقيل أنها عن الأراضي وأخرى في تمنراست عن قضايا أمنية وعين صالح حول الغاز الصخري. وتحدث بلغة الواثق حول ما يعانيه سكان منطقة الجنوب عندما قال »أنا من الجنوب وأعرف الجنوب جيدا«، مضيفا » لذلك علينا نحن كأحزاب، وهذا نداء أوجهه لجميع التشكيلات السياسية، علينا تأطير هذه المنطقة التي فيها الكثير من التخلف«، منبها إلى أن كل المشاريع تبنى في العاصمة، » أما الجنوب الذي هو المورد الأساسي لهذا الشعب فبقي مهمشا لسنوات« ضاربا المثال بمدارس تكوين الجمارك والشرطة والدرك وتكوين الأساتذة وإطارات الإدارة في العاصمة، متسائلا عن السر وراء إقصاء الجنوب من انجاز مثل هذه المدارس. وذكر سعداني بأن هذا الجنوب »يحتاج وقفة منا نحن كأحزاب، لسنا متواجدين بشكل يجعل المواطنين مؤطرين«، ملفتا الانتباه إلى أننا كأحزاب سياسية» علينا أن نأخذ المبادرة ضمن التشكيلات السياسية التي تهمها هذه الجهة العزيزة علينا من البلاد، وأعلن أمين عام الأفلان عن خطة تم وضعها، يتم بموجبها توزيع أعضاء المكتب السياسي على الولايات الجنوبية في زيارات ميدانية بغية التعرف على المشاكل وأيضا للمساهمة في حلها ولنتقرب منه سكان هذه المناطق أكثر فأكثر. وأعاب سعداني على الجهات المختصة عدم تحسيس المواطنين حول مشروع الغاز الصخري مما أثار حفيظتهم حول هذا المشروع، وأشار إلى أنه لو سبقت توضيحات من السلطات ولقاءات حول كيفية استخراج أكبر طاقة حديثة الآن في العالم لما خرج سكان عين صالح للاحتجاج، وتساءل كيف نبدأ استخراج الغاز الصخري دون ندوات ونأتي مباشرة ونبدأ في الحفر وبعدها تخرج دعايات تتعلق بخطورة هذه العملية، فالمواطن البسيط الذي لا يعرف كيفية استخراج الغاز ولا الأشياء التقنية، يتظاهر لأنه يخاف على الموارد المائية وليس شيئا آخر . وأبدى سعداني تخوف الأفلان من أن الذي يجري في الجنوب مثل الذي جرى في دول ما يسمى الربيع العربي، وتساءل لماذا الاحتجاجات في ورقلة وتمنراست دون غيرها من الولايات، مضيفا» نحن نتساءل، هل هذه الأحداث بريئة أم لا«، وعبر عن الاهتمام البالغ الذي يوليه الأفلان للجنوب بما أنه يحتوي على مورد الجزائريين وأمنه يهمنا كلنا.