نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الأربعاء 07 يناير 2015 09:06 تباينت وجهات النظر بين السياسيين بشأن الاحتجاجات التي تجتاح بعض مدن وولايات الجنوب، الرافضة لاستغلال الغاز الصخري، فهناك من قدر بأنها تعبر عن وعي سكان الجنوب بمخاطر الغاز الصخري، فيما لم يستبعد البعض الآخر البعد السياسي في هذا الحراك. يرى الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن ظروف البلاد مهيأة لأي احتجاج بغض النظر عن خلفياته، وقال: "الاحتجاجات عموما لا تخلو من رائحة السياسة، هذا أمر مفروغ منه، لأن السياسة موجودة في كل شيء، لكن في حالة الاحتجاجات التي تشهدها بعض مدن الجنوب، يمكن القول إنها مبررة من كثير من الجوانب". وأوضح ذويبي، في اتصال مع "الشروق" أمس، أنه زار الجنوب منذ أيام، ووقف على حقيقة مفادها أن المواطنين هناك غاضبون من الظروف الصعبة التي يعيشونها، ف "السلطات في ولاية ورڤلة مثلا، عجزت حتى عن توزيع قطع أرضية من أجل بناء سكنات بالرغم من وجود ترتيبات تنظيمية بهذا الخصوص، غير أن غياب التنسيق بين مصالح أملاك الدولة والسلطات المحلية، عطل مصالح السكان". ويضيف المتحدث: "لذلك، نحن نطالب السلطة بأن تقوم بالقراءة السياسية السليمة للاحتجاجات، حتى تتمكن من تفكيك ألغام أي تذمر شعبي قبل انفجاره، وهذا لا يتأتى إلا من خلال تبنى برامج تنموية تراعي التوازن الجهوي". كما استغرب ذويبي عجز السلطة عن توظيف الأموال النائمة في صندوق الجنوب. من جهته، يعتبر رئيس حزب جيل جديد، سفيان جيلالي، أن ما يقوم به سكان الجنوب الكبير، يعبر عن "وعي مدني متقدم". وقال جيلالي، في اتصال مع "الشروق" أمس: "درس في المواطنة والمسؤولية، هو ذلك الذي يقدمه لنا مواطنونا في عين صالح". ولاحظ رئيس حزب جيل جديد أن الاحتجاجات ضد استغلال الغاز الصخري "تدل على أن الوعي المدني لدى الجزائريين ينمو ويتطور بشكل رائع، ويعبر عن تمسك ناس عين صالح بأرضهم وبمنطقتهم، وهذا يجلب لهم الاحترام". ونفى سفيان جيلالي الطابع "السياسوي" عن هذه الاحتجاجات، غير أنه لم يسقط عنها الاعتبارات السياسية، كما دعا إلى تثمينها، لأن مختلف فئات وحساسيات المجتمع خرجت للتظاهر. وقال: "الواقع يقول إن سكان الجنوب يرفضون استغلال الغاز الصخري لمخاطره على البيئة، فلماذا تتسرع السلطة في ذلك؟ وهل لذلك علاقة بضغوط خارجية أو ابتزازات مقابل العهدة الرابعة؟" أما القيادي بجبهة العدالة والتنمية، لخضر بن خلاف، فينفى الطابع السياسي عن احتجاجات عين صالح، لكنه يحمل السلطة تبعات ما قد ينجر عن هذه التظاهرات، ويقول: "سمعت بأن الأعيان هم من تقدم واجهة احتجاجات عين صالح، وهو ما ساهم في خروج أعداد هائلة من المواطنين". ويعطي النائب بالغرفة السفلى للبرلمان شيئا من المشروعية للاحتجاجات: "الجميع يعلم مخاطر استغلال الغاز الصخري على البيئة، ففرنسا مثلا ترفض استغلاله في بلادها، ثم نسمع عن دعوة وزير الطاقة لشركة "طوطال" الفرنسية للاستثمار في الغاز الصخري بالجزائر". أما مصطفى معزوزي، عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، فيختلف عمن سبق، ويؤكد على التوظيف السياسي للاحتجاجات، وقال، في اتصال مع "الشروق" أمس: "رائحة السياسة تفوح بقوة من احتجاجات عين صالح". وأكد المتحدث أنه تناهى إلى علمه من بعض المصادر المحلية، أن هذه "الاحتجاجات تحركها أطراف داخلية". ولاحظ معزوزي، الذي يوجد في مهمة حزبية نحو الجنوب، أن "بعض الجهات (لم يسمها) استغلت ورقة الغاز الصخري لتأجيج الوضع في الجنوب"، رافضا مزيدا من الخوض في المسألة إلى غاية الاستماع إلى بعض إطارات حزبه في المنطقة بخصوص هذه القضية.
المشاركون هتفوا: "يا للعار باعوا الصحراء بالدولار!" مسيرة للطلبة بتمنراست تضامنا مع محتجي عين صالح استجاب معظم طلاب المركز الجامعي بمدينة تمنراست أمس، إلى نداء مختلف التنظيمات الطلابية، التي دعت إلى تنظيم مسيرة حاشدة تضامنا مع سكان مدينة عين صالح، الدين خرجوا في مسيرات ونظموا وقفات احتجاجية، رافضين مشروع استخراج الغاز الصغري من بعض مناطق التدكلت. الطلاب رفعوا لافتات تحمل عبارات مختلفة، منها ما يطالب بالوقف الفوري للمشروع بعين صالح، وأخرى تشير بأن الطلاب مع أهاليهم في عين صالح، كما رددوا هتافات مثل "يا للعار باعوا الصحراء بالدولار.. يا للعار ولاية بلا قرار .. لا تقتلوا سكان عين صالح لتعيشوا بالدولار، وغيرها من العبارات. المسيرة جابت شوارع وسط مدينة تمنراست، حيث انضم العديد من سكان المدينة للمسيرة الطلابية الحاشدة، حيت تم تسليم بعض الطلبة أوراق مطبوعة تعدد ما وصفته بالمخاطر التي تنجر على استخراج الغاز الصخري من عين صالح، وأخرى توضح بأن الماء القادم على مسافة 770 كلم إلى تمنراست، ممكن أن يتأثر بمخلفات استخراج هاد الغاز، حيت تتسرب هذه المواد إلى المياه الباطنية والتي من شأنها التأثر على المياه الجوفية، خصوصا وأن سكان المنطقة يعتمدون بصورة كبيرة على المياه الباطنية، المسيرة وصلت أمام مقر الولاية، حيث تم ترديد كل الهتافات السابقة الذكر بحدة أكبر. المحتجين سلموا إلى ممثلي السلطات المحلية، رسالة موجهة إلى رئيس الجمهورية عن طريق السلطات المحلية، تحمل المطالبة بالوقف الفوري للمشروع من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة حسب محرريها.
تواصل الفعاليات الاحتجاجية بعين صالح وعشرات المتضامنين يحلون بالمدينة تواصلت الاحتجاجات السلمية أمس بمدينة عين صالح في تمنراست، كما لم تفض زيارة والي تمنراست الخاطفة أول أمس، إلى تلبية مطالب المحتجين منذ أيام أمام مقر الدائرة، للمطالبة بضرورة وقف عملية استخراج الغاز الصخري. حيث تنقل الوالي رفقة ممثلي المحتجين، ومجموعة من الخبراء من أبناء الولاية إلى مكان حفر الآبار، حوالي 75 كلم جنوب عين صالح، حيث تم حفر أول بئر وتجري حاليا عملية حفر البئر الثانية، وهي متواصلة وبلغت مراحلها الاخيرة. أما البئر الثالثة، فإن الأشغال لم تنطلق بها، بحسب تصريح ممثل لجنة الخبراء الذي رافق الوالي. وكشف ممثل المحتجين أن االوالي لم يتخذ قرار وقف عملية الحفر، ولم يعط وعودا بذلك، بدعوى أن الأمر من اختصاص السلطات العليا للبلاد. ومن المنتظر أن يحل غدا بالمدينة وفد وزاري مع مجموعة من الخبراء. وإلى ذلك تواصلت الاحتجاجات أمام مقر الدائرة، لليوم الخامس وسط إغلاق المحلات التجارية والإدارات العمومية والمدارس وتأهب أمني، حيث وصلت أعداد كبيرة من قوات مكافحة الشغب إلى المدينة. كما شهدت مسيرة سلمية جابت الشوارع شارك بها المئات، وسجل وصول متضامنين مع المحتجين من عاصمة الولاية تمنراست، قدر عددهم بحوالي 120 شخص. وينتظر أن تنظم وقفات تضامنية مع محتجي عين صالح في عدد من دوائر ولاية غرداية.
وقفة تضامنية مع محتجي عين صالح بالمنيعة دعت أمس، تنظيمات شبانية بدائرة المنيعة جنوب ولاية غرداية، شباب مدينة المنيعة إلى المشاركة في وقفة تضامنية سلمية، خلال هذا الأسبوع أمام مقر بلدية المنيعة، تأييدا للحركة الاحتجاجية المتواصلة بمدينة عين صالح في مطلبها الرافض لعمليات التنقيب عن الغاز الصخري في المنطقة، وعليه فقد وجهت هذه التنظيمات دعوة لجميع شرائح المجتمع للمشاركة في هذه الوقفة التضامنية. وأوضح شباب من المنطقة للشروق أن الهدف من الدعوة للوقفة التضامنية التي ستكون بطريقة سلمية هو الضغط على السلطات العليا بالبلاد لسرعة احتواء الوضع القائم بعين صالح ووقف عمليات التنقيب والدخول في حوار مفتوح مع المحتجين لتشريح ملف الغاز الصخري. وقالت مصادر أمنية مطلعة ان هناك تعليمات بإرسال قوات أمنية إضافية للمنطقة تحسبا للوقفة المرتقبة في ظل الظروف الحالية، حيث اتخذت مصالح قيادة المركز العملياتي المشترك بولاية غرداية عدة إجراءات احترازية هدفها الحفاظ على أمن المنطقة في الأقاليم الجنوبية للولاية. يذكر أن وحدات من قوات مكافحة الشغب وصلت عين صالح جوا عبر ست طائرات عسكرية.