دخل أمس، سكّان بلدية العنصر بعين الترك بوهران، في مواجهات دامية مع مصالح الدرك الوطني بعد احتجاجهم المتواصل منذ 4 أيّام ومطالبتهم بغلق المحاجر، حيث خلّف الصدام والمشادّات مع عناصر الدرك أزيد من 20 جريحا من بينهم رعيّة تركي و3 في حالة خطيرة، بينما تمّ توقيف أزيد من 10 أشخاص من المتواجدين في ساحة الشغب. انزلقت الاحتجاجات التي نظّمها سكّان بلدية العنصر المقيمين في تجمّع سكّاني قرب 3 محاجر، في يومها الخامس، نحو نشوب مشادّات عنيفة مع مصالح الدرك الوطني، هذه الأخيرة التي اضطرت إلى التدخّل لتفرقة المحتجّين باستعمال الغازات المسيّلة للدموع، بعد أن أبدى السكّان نوعا من العصيان المدني ورفضوا مغادرة مكان اعتصامهم، إذ نصبوا خيمة بالقرب من المحاجر الثلاثة التي طالبوا بغلقها، وخلّفت هذه المواجهات حسب مصادر من عين المكان أكثر من 20 جريحا من بينهم ثلاثة أشخاص يتواجدون في حالة خطيرة، تمّ نقلهم نحو مصلحة الاستعجالات، كما تمّ تسجيل إصابة عامل بالمحاجر يحمل الجنسية التركية، على مستوى أذنه، وقامت مصالح الدرك خلال تدخّلها وبعد أن تطوّرت الأحداث إلى الشغب، بتوقيف 10 أشخاص، فيما لا تزال الأجواء متوتّرة بالبلدية التي عرفت تعزيزات أمنية مشدّدة للتحكّم في الوضع، وجاء احتجاج سكّان العنصر، بعد الصمت الذي قوبلت به شكاواهم المتعدّدة طيلة السنوات الماضية الموجّهة لمختلف السلطات والهيئات، إذ سبق وأن طالبوا بغلق المحاجر الثلاثة المتواجدة على بعد حوالي 200 متر فقط عن التجمّع السكّاني الذي تتواجد به أزيد من 500 عائلة منذ سنوات، ليعتصم عدد كبير الجمعة الماضية بالقرب من المحاجر الثلاثة المذكورة، من بينهم أطفال حملوا لافتات مناهضة لعدم مبالاة السلطات بما يحدث بالبلدية من تخريب للبيئة وما ينتج عن نشاط المحاجر من تأثيرات سلبية على صحّة السكّان، من مثل "لا لتخريب البيئة"، "حافظوا على صحّة الأطفال"، "نطالب بغلق المحاجر"، وقد أكّد العديد منهم أنّ عدد حالات الإصابة بضيق التنفّس على سبيل المثال، فاقت 2500 حالة أغلبها لدى الأطفال، فضلا عن الإصابة بأمراض أخرى، موضّحين أنّ الغبار المنتشر في كلّ مكان يمثّل خطورة كبيرة عليهم، فضلا عن الضجيج الذي يسبّبه أزيز الشاحنات التي تباشر نشاطها 24 ساعة على 24 على مستوى المحاجر، إذ تمّ إحصاء نحو 500 شاحنة تنغّص يوميات السكّان بحركتها الدائمة بالقرب من المجمّع السكّاني، زيادة على التفجيرات المتكرّرة التي أحدثت تشقّقات كثيرة على مستوى المساكن، وتهدّدها بالانهيار، وتقلق الأسماع بدويّها اليومي، وقد طالب السكّان تبعا للظروف المذكورة جميع الوزارات المعنية كوزارة الطاقة والبيئة بالتدخّل من أجل وقف عمل هذه المحاجر وإيجاد حلول فعلية لوقاية السكّان من الإصابات بأمراض خطيرة وكذلك حماية البيئة من التأثيرات الإيكولوجية لهذه المحاجر، على المساحات الخضراء المجاورة.