مثل أوّل أمس، 24 متّهما أمام قاضي التحقيق بمحكمة عين الترك بوهران، في أعقاب أحداث الشغب التي نشبت مؤخّرا ببلدية العنصر بسبب نشاط 3 محاجر غير خاضعة للمعايير، حيث أودع منهم 19 شخصا الحبس الاحتياطي في انتظار محاكمتهم هذا الاثنين. بدأت بلدية العنصر تعرف طريقها للاستقرار، بعد أيّام عاصفة من الشغب والاشتباكات ما بين أبناء المنطقة وقوّات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك الوطني والتي لا تزال مرابطة أمام الأماكن الحسّاسة احتياطا وللتصدّي لأيّ تطوّرات جديدة، خصوصا بعد تحويل الموقوفين على العدالة، ويقدّر عددهم ب 24 شخصا من بينهم رئيس جمعية البيئة ورئيس الإتّحاد الولائي للشبيبة الجزائرية، وقد مثلوا أمام قاضي التحقيق بمحكمة عين الترك هذا الخميس، حيث أمر بوضع 19 منهم رهن الحبس الاحتياطي من بينهم رئيس جمعية البيئة، وذلك بتهمة التجمهر غير المسلّح والإخلال بالنظام العام والتخريب، فيما تمّ توجيه استدعاء مباشر للبقيّة، لتتّم محاكمتهم بنفس المحكمة يوم الاثنين المقبل، مع الإشارة إلى أنّ مسلسل التوقيفات تواصل حتّى بعد هدوء المواجهات الدامية التي أسفرت عن إصابة أكثر من 20 شخصا، إذ قامت مصالح الدرك الوطني بتصوير المحتجّين ومن ثمّ القبض عليهم لاحقا، وموازاة مع إيداع الأشخاص ال 19 الحبس الاحتياطي، خرج النساء والأطفال في مسيرة سلمية جابت مختلف أنحاء بلدية العنصر واستقرّت أمام محكمة عين الترك، أين قامت مصالح الدرك بتفريقهم، وقد طالبت عائلات الموقوفين بالإفراج عنهم، أمّا فيما يتعلّق بنشاط المحاجر الثلاثة التي تشرف على تسييرها شركتان تركيتان والتي كانت سببا في التهاب الوضع، فقد تقرّر إخضاعها ل 10 التزامات للحفاظ على صحّة السكّان والبيئة، من بينها إنجاز أغطية تمنع انتشار الغبار نحو المجمّعات السكنية وتحويل مسار الشاحنات التي تنقل الحصى والمقدّرة ب 500 شاحنة، نحو طريق آخر خارج المدينة، إضافة إلى توقيف التفجيرات عند منتصف النهار وتوقيف نشاط المحاجر عند الخامسة مساء، بعدما كانت تشتغل ليل نهار. يجدر الذكر أنّ المنطقة مهدّدة من قبل 5 محاجر، تمّ توقيف اثنين منهما سابقا بسبب عدم بعدها إلاّ بحوالي 160 مترا عن المجمّعات السكنية في حين من المفترض أن تكون بعيدة بما لا يقّل عن 3 كيلومتر، وقد سبق للسكّان وأن وجّهوا عدّة شكاوى للجهات المعنية إلاّ أنّها قابلت مطالبهم بالصمت إلى أن انفجرت الأوضاع وخلّفت أحداث شغب واسعة قابلتها مصالح الدرك بالقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ولحسن الحظّ لم تخلّف هذه الأحداث خسائر ماديّة معتبرة.