صورة من الأرشيف تحوّلت أمس منطقة العنصر بعين الترك في وهران، إلى مسرح لمواجهات داميّة بين فرق التدخلّ ومكافحة الشغب لمصالح الدرك الوطني ومئات من المحتجين والمعتصمين أمام مدخل المحاجر المطالبين بغلقها وتوقيف نشاطها نهائيّا، حيث وجد المواطنون الذين أعلنوا مطلع الأسبوع الجاري احتجاجهم للضغط على السلطات المحليّة أنفسهم أمام وحدات التدخلّ في محاولة تفريقهم وإبعادهم عن المحاجر باستعمال الغازات المسيلة للدموع، ممّا أدّى إلى خروج الوضع عن السيطرة وتحوّله إلى مواجهات حقيقيّة أفضت إلى توقيف العشرات وإصابة 23 آخرا بجروح متفاوتة الخطورة استدعت نقلهم إلى مركز الصحة الجوارية بالعنصر، بالإضافة إلى إصابة 3 آخرين بجروح خطيرة بينهم رعيّة تركي تم نقله إلى استعجالات مستشفى العقيد عبّاس بعين الترك حسب أولى التفاصيل عن الأحداث. والتي تفاقمت جرّاء حرق العجلات المطاطيّة بالقرب من المحاجر والتوغّل إلى داخلها، إذ استمر ذلك طيلة ساعات، وسط حالة من الذعر والقلق من وقوع انزلاقات خطيرة. * * يحدث هذا، في الوقت الذي تلقّى فيه السكان شبه تطمينات ووعود المسؤولين بوقف نشاط اثنين من المحاجر وغلقها نهائيا لتواجدها بالقرب من التجمّعات السكنيّة وتسبّبها في تشقّق وتصدّع بناياتهم، فيما لم يتلق المعتصمون أيّة توضيحات بشأن محجرة ثالثة باتت هي الأخرى مجلبة للتلوث البيئي والأمراض التنفسيّة المزمنة، كما صرّح به سابقا سكان العنصر الساحليّة. محمّلين كامل المسؤوليّة إلى مديرية الطاقة والمناجم التي تغاضت عن الأمر، بالرغم من خطورته بعد أن أصبحت المنطقة تهتز مرارا وتكرارا على وقع التفجيرات التي حوّلت حياتهم إلى كابوس على حدّ تعبيرهم. * في السياق ذاته، وحسب ما علمته الشروق اليومي فإن أحد هذه المحاجر يتم استغلالها من قبل عمّال ومهندسين أتراك منذ مدّة طويلة، إذ سبق لأحد العمّال المحلّيين وأن تخلّى عن مزاولة نشاطه بهذا المكان، نظرا لجملة من التجاوزات والضغط المفروض عليهم من قبل الرعايا الأتراك. حيث تحفّظ عن ذكرها شأنه في ذلك شأن باقي العمّال الآخرين الذين طرحوا مسألة غلق المحجرة وتوقيف نشاطها، خاصّة إذا ارتبط الأمر بالمخاطر الصحيّة والأضرار الجمّة النّاجمة عن تصاعد الغبار وتلوث الهواء، علما أنّهم يعملون من دون أقنعة واقيّة أو بدلات خاصّة تقلّص من حجم المخاطر. مثلما هو الأمر لدى السكان المجاورين الذين طالبوا بحماية أبنائهم والطاعنين في السن من الأمراض التنفسيّة الفتّاكة وأمراض الحساسيّة المنتشرة بشكل مريب وغير مسبوق في أوساطهم.