" أكد المجاهد محمد بن يحيى أن أحسن طريقة للرد على ممجدي الاستعمار هي كتابة تاريخ الثورة الجزائرية بأيدينا دون انتظار الأرشيف أو استعادته من فرنسا، مشيرا في حوار خص به »صوت الأحرار« إلى أن فرنسا لا يمكنها أن تعترف بجرائمها البشعة التي ارتكبتها في حق الجزائريين كونها تفتقد للكرامة وبالتالي صعب عليها الاعتذار عن الجرائم. * كيف كان التحضير للثورة التحريرية الكبرى؟ * لقد كان أغلب الجزائريين الشباب في سنوات الأربعينات والخمسينات منخرطين في صفوف الكشافة الإسلامية أين كان العديد يتلقى تدريبا كشفيا، وكنت من بين هؤلاء الذين شاركوا في مظاهرات 1 ماي 1945 بولاية بجاية، إضافة على الجزائريين الذين كانوا في الخارج والذين كانوا يشرفون على تنظيم الكفاح المسلح من بينهم محمد خيضر، أحمد بن بلة وغيرهم. وقد كان التحضير على المستوى المحلي وفي مختلف المناطق التي كانت تستعد للقيام بالثورة وطرد الاستعمار الغاشم من الجزائر، كما كان التحضير جاريا أيضا بالخارج من خلال جلب الأسلحة والمؤونة للمجاهدين، حيث لقيت الثورة أحضان الجزائريين الذي كانوا عازمين على طرد الاحتلال الفرنسي. * ما ردكم على إقدام فرنسا على تمجيد الاستعمار؟ *حقيقة، البرلمان الفرنسي أقدم على تمجيد الاستعمار من خلال قانون 23 فيفري 2005 الذي صادق عليه مؤخرا، وهي محاولة من فرنسا إلى تبييض ماضيها الاستعماري في الجزائر والجرائم التي ارتكبتها في حق الشعوب المستعمرة، وإنكار ما اقترفته من تعذيب وتقتيل وتشريد لملايين الجزائريين والابتعاد عن العقاب والمحاسبة. وللرد على قانون العار الذي شرعته فرنسا، يجب على البرلمان الجزائري القيام بمبادرات والرد على هذا القانون من خلال العمل على وضع قانون يجرم الاستعمار ويفضح الممارسات اللاإنسانية التي تعرض لها الشعب الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية. *هل بإمكان فرنسا الاعتذار عن جرائمها؟ * لا يمكن للجلاد أن يعترف بتعذيبه للضحية، ففرنسا لا يمكنها أن تعترف بجرائمها ومن ذلك فإنها لا تستطيع الاعتذار، ففرنسا ليست لديها الكرامة والشجاعة للاعتذار عن جرائمها، والجزائر لا يمكن لها أن تجبر فرنسا على الاعتذار وهنا يكمن الخلل. فإذا أرادت الجزائر فعلا الحصول أو انتزاع الاعتذار من فرنسا فيجب أولا فضح جرائم فرنسا أمام العالم، بالإضافة إلى قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع هذه الدولة وذلك من خلال اتخاذ موقف صارم من طرف الجزائر. * لم تتم كتابة تاريخ الثورة الجزائرية، في رأيك لماذا هذا التأخر؟ * يجب الاعتماد في كتابة تاريخ الثورة الجزائرية على المؤرخين والمجاهدين الذين لايزالوا أحياء، إضافة إلى الوثائق التي هي بحوزة الجزائر، وليس بالضروري استعادة أرشيف الثورة من فرنسا، لكن من واجب المؤرخين عند كتابتهم لتاريخ الثورة الرجوع إلى الولايات التاريخية وكتابة تاريخ كل ولاية ومن ثمة بإمكانهم جمع كافة المعطيات والأرشيف والشهادات التي تقدم لهم من طرف المجاهدين والوثائق. وأشير إلى أن تاريخ الثورة كبير وعليه يجب الاستعانة بأكبر عدد ممكن من المجاهدين الذين شاركوا فغي الثورة في مختلف المناطق ويمكنهم تقديم شهادات كافية دون استعادة الأرشيف من فرنسا، لأن الفرنسيين لا يمكنهم سوى تقديم الأشياء السلبية ويحاولون دائما تغليط الرأي العام وإعطاء صفحة بيضاء عن ماضيها الاستعمار، لذا يمكن الاستغناء عن الأرشيف الذي بحوزتهم. * هناك من ينادي بإدخال حزب جبهة التحرير الوطني للمتحف، ما تعليقكم؟ * إن الذين يدعون إلى إدخال حزب جبهة التحرير الوطني لم يكونوا يوما في الجبهة ولا في الحزب، فلا تربطهم أي صلة بالأفلان كحزب أو كحركة ثورية، فجبهة التحرير الوطني هي التي كافحت الاستعمار الفرنسي وطردته من الجزائر و لا يدركون قيمة الأفلان. إن جبهة التحرير الوطني قدمت كل ما لديها من شهداء ومجاهدين في سبيل نيل الاستقلال، وحتى بعد الاستقلال ساهمت في بناء الجزائر ولا يمكن لأحد أن يتنكر على دور الأفلان وموقعه.