تتجه الأوضاع داخل نقابة القضاة، إلى تجديد الثقة في رئيس النقابة الحالي، جمال العيدوني، الذي تولى المنصب في أعقاب الانتخابات الرئاسية لسنة 2004. وبدا جمال عيدوني خلال أشغال الدورة السادسة للجمعية العامة الانتخابية المنعقدة، السبت، بفندق الرياض بسيدي فرج بالجزائر العاصمة، يرغب في مواصلة مهمته على رأس النقابة، من خلال تأكيده على الانجازات المحققة، والإشارة إلى تطلعات النقابة وأهدافها المستقبلية، من جهة ومن جهة أخرى لعدم بروز أي مترشحين أو منافسة لخط الرئيس الحالي للنقابة. وفي كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح الأشغال أكد رئيس النقابة جمال العيدوني على أن النقابة تهدف منذ انشائها في التسعينات إلى تكريس "استقلالية فعلية و حقيقية للسلطة القضائية". وأضاف العيدوني ان النقابة عملت أيضا على "الدفاع و حماية القضاة وضمان حقوقهم , والعمل على تحسين ظروفهم المهنية والإجتماعية والسمو بهذه المهنة إلى مراتب أعلى و الدفاع عن مصالحهم المشروعة" و مصالح المتقاضين على حد السواء. ودعا رئيس النقابة بالمناسبة الى ضرورة "تعزيز السلطة القضائية بمقومات وضمانات وظروف لحماية القاضي من كل الضغوط والمغريات". كما أكد بالمناسبة أن الإصلاحات التي مست قطاع العدالة منذ تولي رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الحكم سنة 1999 جعلت من القضاء أولوية وطنية، "لان بدون قضاء عادل وقوي ونزيه لا تكون دولة قوية" . وبالرغم من ذلك اعتبر أن برنامج إصلاح العدالة "غير كاف" اليوم, بالنظر إلى التطور الذي يعيشه المجتمع وتفشي الجريمة وتعقدها وخطورتها" داعيا إلى ضرورة مواصلة الإصلاحات بغرض تعزيز أكثر لاستقلالية السلطة القضائية عن طريق تحسين الظروف المهنية الاجتماعية للقضاة. وأكد في نفس السياق أن "جل الموظفين قد تمت مراجعة نظامهم التعويضي باستثناء القضاة". وذكر بالمناسبة بالتضحيات التي دفعها القضاة خلال سنوات المأساة الوطنية، والتي سجلت خلالها عائلة القضاة وفاة 47 قاضيا على المستوى الوطني، مؤكدا بقاء أصحاب هذه المهنة صامدون يمارسون مهامهم في إطار تشاور مع جميع فئات الفاعلة في المجتمع. كما ذكر بالمقترحات التي قدمتها النقابة خلال المشاورات المتعلقة بتعديل الدستور السنة الماضية والمتمثلة أساسا في تكريس مبدأ الفصل بين السلطات وتعزيز وظائف الحكم الرئيسية ما بين الهيئات منفصة ومستقلة حتى لا تتركز السلطة في يد جهة واحدة. وتمت قراءة التقريرين المالي والأدبي للنقابة وتشكيل لجنة التوصيات ولجنة اثباث العضوية. للإشارة فإن أشغال الجمعية العامة تتواصل حيث سيتم تقديم لجنة الترشيحات والإعلان عن أسماء المترشحين لتولي منصب رئيس النقابة. ويظهر من تصريحات الرئيس الحالي جمال العيدوني، أنه يرغب في تبوء عهدة أخرى على رأس النقابة، ويتجلى ذلك أيضا في غياب مرشحين بارزين لمنافسته. وستعقد ندوة صحفية في ختام أشغال الدورة الأحد.