أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو أن تباطؤ الفرنسيين في تسليمهم كل ما نهبوه من الجزائر من أموال وأدوات ومعدات وأرشيف ليس في صالح تطوير العلاقات بين الجزائروفرنسا ويؤجل الدخول في تعاون حقيقي بين البلدين. وخلال نزوله أمس، ضيفا على القناة الإذاعية الأولى، جدد عبادو رفضه لأي صداقة على حساب الذاكرة الجزائرية، مصرحا أنه إذا أراد الفرنسيون أن تكون هناك معاهدة صداقة، ويكون هناك تطور...فما عليهم إلا أن يطبقوا القوانين الدولية، ويرجعوا للجزائر كل ما أخذوه منها كما فعلت دول أخرى. وأضاف عبادو في هذا الشأن قائلا: »كنا ننتظر – بالنظر إلى الشعارات التي ترفعها فرنسا كشعار الأخوة والعدالة والمساواة – أن تسبق فرنسا إيطاليا في مواقفها، لكن ظهر أن مواقف إيطاليا متقدمة على مواقف فرنسا، من حيث أنها اعترفت بجرائمها التي ارتكبتها في ليبيا، واعتذرت وعوضت«. وأضاف أنه من أجل دفع فرنسا للاعتراف والاعتذار والتعويض يجب علينا كجزائريين أفرادا كنا أو مؤسسات تابعة للدولة الجزائرية أن نتجند لذلك، ضاربا بذلك مثلا على الضغط الذي مارسته فرنسا بدعم من الحلفاء على ألمانيا لحملها على الاعتراف والتعويض عن الجرائم التي ارتكبتها في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وقال عبادو إنه »إذا كان الفرنسيون قد حققوا مطالبهم من ألمانيا .. فنحن نريد أن يحبوا ما يحبونه لأنفسهم على الآخرين«. كما سجل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين خلال ذات اللقاء تطورا في الموقف الفرنسي بالاتجاه الصحيح مضيفا أن فرنسا خطت خطوات محتشمة في الموضوع، وفي النهاية أن مصالح فرنسا في الجزائر وضغوط الأمة الجزائرية والدولة الجزائرية تسير في اتجاه إخضاع فرنسا، وحملها على الاعتراف. وبخصوص التصريحات الواردة من بعض الدوائر الفرنسية بخصوص رفع دعاوى قضائية أمام الأممالمتحدة تتعلق بأملاك المعمرين، قال عبادو »إنه يوجد هناك 600 مغتصب لأراضي الجزائريين رفعوا دعاوى ضد الحكومة الجزائرية، يطالبون باسترجاع ممتلكاتهم، التي هي في الواقع ليست ممتلكاتهم، وقد رفضت دعاويهم من طرف الأممالمتحدة....ثم إنه من واجب الجزائريين أيضا رفع دعاوى ضدهم«. وفي هذا السياق أوضح المتحدث أن هؤلاء قد دمروا الجزائر، وساعدوا منظمة الجيش السري على قتل الجزائريين وتدمير ممتلكاتهم. كما أشار إلى أن فرنسا بمطالبتها بأملاكها هنا في الجزائر تكون قد خرقت اتفاقيات إيفيان، موضحا أن محتوى هذه الاتفاقيات يقول إن الفرنسيين إذا اختارا الجنسية الجزائرية والبقاء على التراب الجزائري فإن أملاكهم تبقى لهم ويعاملون كجزائريين، أما إذا اختاروا الجنسية الفرنسية فإن الدولة الجزائرية تعاملهم كأجانب، وأضاف أن الدولة الجزائرية منحتهم مهلة إذا بقوا في الجزائر ولم يرتكبوا أخطاء ضد الدولة والشعب الجزائريين فيتمتعون بأملاكهم ويتمتعون أيضا بحرية العبادة في كنائسهم وغيرها. وأضاف السعيد عبادو أنه تم الشروع في القيام باستشارات مع رجال القانون من داخل الجزائر ومن خارجها ومع مؤرخين وباحثين من أجل رفع دعاوى ضد فرنسا لحملها على الاعتراف بجرائمها والاعتذار وتعوض ما خلفه وجودها بالجزائر من عمليات إبادة أو عمليات الألغام والأسلاك الشائكة أو التجارب النووية أو استعمال النابالم أو غيرها من جرائم، مضيفا أنه إذا كان من حق الغربيين رفع دعوى ضد رئيس السودان أو زعيم صربيا أو أي أحد، فإنه من حقنا أن نرفع نحن دعاوي في لجان أو مجالس حقوق الإنسان. وفي حديثه عن الزيادات في منح أرامل الشهداء أكد المتحدث أن هذا يدخل كله في الزيادة في الأجر الوطني المضمون، موضحا أنه كلما تطور هذا الأجر، كلما كانت زيادة في هذه المنح. وبخصوص تحويل منحة المجاهد إلى أرملته أضاف المتحدث أنه مهما كانت نسبة العطب في حياة المجاهد فإنها ستصبح 100 بالمائة بمجرد وفاته، حيث يتم تحويلها إلى أرملته.