أكد الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو أمس أن الفكر الاستعماري مازال يعشش في رؤوس بعض المسؤولين الفرنسيين، مؤكدا أن الجزائر لن تسمح في حقها بالحصول على الاعتراف والاعتذار والتعويض، معتبرا في الوقت ذاته أن مشروع قانون الاستعمار الذي بادر به نواب المجلس الشعبي الوطني بمثابة رد قوي على قانون تمجيد الاستعمار الذي سنه البرلمان الفرنسي. وأوضح عبادو خلال نزوله ضيفا على برنامج ''تحولات'' للقناة الإذاعية الأولى أن إصدار قانون تجريم الاستعمار بات أكثر من ضروري بعد أن سن البرلمان الفرنسي قانون تمجيد الاستعمار ،مضيفا انه بعد هذه الخطوة الفرنسية بات علينا الرد بقوة على هذه الادعاءات . وأكد عبادو أن منظمته تدعم وثيقة مشروع قانون تجريم الاستعمار، مبينا أن القرار في يد البرلمان الذي يخول له الدستور أن يبت في مصير هذه الوثيقة، ومبديا في هذا الإطار قناعته بان البرلمان يصادق على هذا القانون إذا ما تم عرضه عليه من طرف الحكومة . ولفت عبادو النظر إلى أهمية هذا القانون، كون التجريم بوثيقة رسمية صادرة عن مؤسسة تشريعية ذو دلالات خاصة، على عكس التجريم بالتصريحات والنداءات الشفوية التي لا يكون لها تأثير، وهو الأمر الذي هز الفرنسيين عندما سمعوا بقرار النواب الجزائريين . وقال الأمين العام لمنظمة المجاهدين إن الشعب الجزائري سيواصل مطالبته باعتراف واعتذار فرنسا عما ارتكبته من جرائم، وكذا تقديمها تعويضا للجزائر عن 132 سنة التي استعمرتها فيها، مؤكدا أن مطالبتنا بالاعتذار أمر طبيعي مثلما حصل الفرنسيون على الاعتذار من ألمانيا، وحصلت ليبيا عن اعتذار من ايطاليا، كما نفى المسؤول ذاته أن تكون الجزائر محتاجة في الوقت الراهن لسياسة هجومية لتحصيل الاعتراف بما تعرضت إليه، كون أنها اليوم تدافع عن شرفها، بعدما استفزها الفرنسيون عندما سنوا قانون 23 فيفري 2005 . وأكد عبادو أن الدولة الفرنسية لم تستطع التخلص من فكرها الاستعماري المتشبع بالاستبدادية والكارثية، مشيرا أن روح التسلط والهيمنة لازالت تعشش إلى اليوم في رؤوس الساسة الفرنسيين. وبخصوص مسألة الأرشيف، قال عبادو إننا سنواصل مطالبتنا بالحصول على أرشيفنا التاريخي ،مبينا أن القوانين الدولية تفرض على الدولة المستعمرة إرجاع الأرشيف إلى الدولة التي كانت محتلة من قبلها فور حصول الاستقلال. ولدى تطرقه لملف تبليغ رسالة الثورة إلى الجيل الجديد، قال عبادو إن المجاهدين هم من صنعوا الثورة لكن من يكتب التاريخ هم المؤرخون والباحثون والصحفيون، رافضا في هذا الإطار أن يتولى مهمة تبليغ هذه الرسالة كتابا أجانب ، لان أداء هذه المهمة مرهون بامتلاك صاحبها للروح الوطنية، وكاشفا عن برنامج سطرته منظمته متعلق بتسجيل شهادات من أفواه المجاهدين لتقديمها بعد ذلك للمختصين للمقارنة بينها. وأبدا وزير المجاهدين السابق عدم رضاه بما تقدمه المنظومة التربوية من برامج متعلقة بالتاريخ ، إلا انه اعترف أنه تطور مقارنة بما كان قبل التعديلات الدستورية التي أقرت مؤخرا. وفي سياق آخر، قال عبادو إنه يؤيد الأصوات المنادية بإعطاء صفة الشهيد لضحايا مجازر 8 ماي 1945 لأنهم '' شهداء الحرية ''.