جدد السيد سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أمس دعم هذه الأخيرة لقانون تجريم الاستعمار، وشدد في هذا السياق على أن الشعب الجزائري لن يتنازل عن مطالبة فرنسا بالاعتذار والتعويض عما اقترفته من جرائم في الجزائر، وعما سلبته من أموال الجزائريين، داعيا المؤسسات الحقوقية التابعة للأمم المتحدة إلى لعب دورها لحمل فرنسا على الاعتراف والاعتذار والتعويض للشعب الجزائري، مثلما تقوم به عندما يتعلق الأمر باليهود أو بشعوب أخرى حصلت على تعويضات من الدول التي كانت تستعمرها. وأكد الأمين العام لمنظمة المجاهدين لدى نزوله ضيفا على حصة ''تحولات'' للقناة الإذاعية الأولى أنه يتعين على منظمة الأممالمتحدة، التعامل مع كل الأمم والشعوب بميزان العدل و المساواة، لأنه ''ليس اليهود ولا الفرنسيون ولا الأشقاء الليبيون الذين حققوا مطلب الاعتذار من الحكومة الإيطالية أفضل من الجزائريين''، مشيرا إلى أن القوانين الدولية ينبغي أن تطبق على الجميع وأن الشعب الجزائري لا يجب أن يشذ عن هذه القاعدة. وتساءل السيد عبادو في سياق متصل، لماذا ''يطلب من الشعب الجزائري أن يتنازل عن حقه في الوقت الذي يكفي فيه ذكر مدة 132 سنة التي قضاها الاحتلال الفرنسي بالجزائر لنفهم الأسباب التي أدت ببلادنا إلى تسجيل تأخر في مختلف الميادين، متأسفا لكون روح الهيمنة وروح التسلط لازالت تعشعش في أفكار بعض الساسة الفرنسيين. وحول موضوع استرجاع الجزائر لأرشيفها من فرنسا، ذكر المتحدث بأن القوانين الدولية في هذا المجال تنص على أن من حق أي شعب مستعمر عندما يستعيد استقلاله أن يسترجع كل الأرشيف الخاص به وكل ما نهب منه الاستعمار، مشيرا إلى أن هناك شعوبا في العالم استفادت من هذه القوانين، ''ولذلك الدولة الجزائرية من جهتها تطالب بنفس الحقوق التي حصلت عليها دول أخرى لا أقل ولا أكثر، بما في ذلكالأموال التي أخذها المستعمر الفرنسي من خزينة الجزائر، وكذا المنقولات والمعدات الأخرى''. وفي هذا الصدد أكد السيد عبادو أن منظمته تطالب باسترجاع الجزائر لكل شيء نهب منها أثناء الاستعمار، وأنها لن تتنازل عن أي شيء، ''مهما كانت الظروف''. كما استغرب من جانب آخر التصريحات التي تطالب برحيل جيل الثورة في الجزائر، والصادرة من بعض المسؤولين في الحكومة الفرنسية وكذا الظروف والتوقيت التي جاءت فيها، معتبرا إياها دليلا على أن الأفكار الاستعمارية لازالت تعشعش في أذهان أحفاد المستعمرين، وقال السيد عبادو في هذا الإطار ''كنا نعتقد انه بإمكان الفرنسيين التعايش مع الجزائريين في إطار الاحترام المتبادل والتوجه نحو المستقبل على أساس التعاون الحقيقي وترك الماضي للماضي، لكن وبعد قانون تمجيد الاستعمار جاءت تصريحات ''حمقاء وغبية''، تطالب برحيل جيل الثورة، والغريب أنها تأتي من مسؤولين رسميين من دولة متحضرة ترفع شعار ''الحرية والعدالة والمساواة'' وتريد ان تتزعم الديمقراطية في العالم''. معربا عن أسفه لمثل هذه المواقف، التي تنذر حسبه الجزائريين بضرورة الاعتماد على أنفسهم والعمل أكثر مع التحلي باليقظة والتجند لحماية الوطن وبنائه على أسس متينة. ونوه السيد عبادو في سياق متصل بحكمة القيادة الجزائرية ممثلة في الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي عرف كيف يجعل الجزائر تسير في تصرفاتها مع الغرب في الاتجاه الصحيح بالرغم من أنها خرجت مؤخرا فقط من مأساة وطنية، مذكرا في هذا الإطار برد فعلها الحكيم من أجل صون كرامة مواطنيها ورعاياها أثناء السفر وكذا ما اتخذته من احتياطات وسياسات حذرة لحماية اقتصادها ومصالحها. على صعيد آخر تطرق الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين إلى مهمة تبليغ رسالة الثورة للأجيال، معتبرا بأنه إذا كان المجاهدون هم من صنعوا الثورة والمقاومة والتاريخ فإن المؤرخين والكتاب والباحثين والإعلاميين هم من ينبغي ان يتحملوا مسؤولية الاهتمام بهذا التاريخ وتبليغه، وأشار في هذا الصدد إلى ان الدولة الجزائرية تتوفر اليوم على كل الإمكانيات والوسائل التي تسهل آداء هذه المهمة، ولا سيما بعد التعديلات الدستورية الأخيرة التي منحت مكانة هامة لرموز الثورة التحريرية. وكشف المتحدث عن وجود برنامج واسع لدى المنظمة لتسجيل الشهادات الحية من مجاهدين ومجاهدات ليتم وضعها بين أيدي المؤرخين من أجل مقارنتها وضمان كتابة تاريخ موضوعي وحقيقي، ثم تبليغه للأجيال الصاعدة عن طريق المنظومة التربوية. وعاد السيد عبادو إلى فكرة إنشاء قناة تلفزيونية موضوعاتية تهتم بالتاريخ الوطني، والتي أكد بأنها تبقى مطلبا من المطالب الأساسية لكل الأسرة الثورية والشعب الجزائري، مذكرا بأن المنظمة تلقت الموافقة المبدئية من قبل السلطات المعنية لتجسيد هذا المشروع الذي يبقى قائما حسبه ''ويعد أكثر من ضروري بالنظر إلى ان أعداء الجزائر يملكون مثل هذه القنوات التاريخية''.