طالب الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، فرنسا بضرورة الاعتراف بارتكابها لجرائم في حق الشعب الجزائري، من دمار ونهب وقهر، وألح على الاعتذار وتقديم التعويضات في كل الميادين وفق القوانين والنصوص الدولية التي تعترف بذلك، معبّرا عن عدم معارضة الجزائر، دولة وشعبا، لفكرة طي صفحة الماضي شريطة أن تعترف فرنسا الرسمية اليوم بالجرائم الاستعمارية البشعة وتعتذر رسميا، وتسلّم كل الأرشيف وتقدم تعويضات كدلالة على حسن النية وراء الاعتراف بالخطأ• واعتبر السعيد عبادو، في حوار لمجلة ''الجيش''، شهادة المجاهدين الذين صنعوا الملحمة التحريرية واجبا يساهم في كتابة التاريخ، من خلال وضعها بين أيادي المؤرخين والمراكز المختصة، ومصدرا أساسيا للذاكرة الجماعية للأمة، مما يدفع إلى التفكير في الوسائل الكفيلة التي تسمح بنقل الأحاديث عن التاريخ الجزائري من خلال إنشاء قنوات تلفزيونية وإذاعية خاصة بهذا الجانب، باعتبار أن الجيل الصاعد من حقه الاطلاع على أحداث الثورة من أفواه صانعيها ومن عايشوا أحداثها ومؤرخين أكفاء• ودعا السعيد عبادو جميع تنظيمات المجتمع المدني والحقوقيين إلى رفع وتيرة التنسيق فيما بينها وعلى المستوى الدولي عبر الهيئات العالمية لدفع فرنسا إلى الاعتذار، وإسكات أفواه الفرنسيين الذين يدّعون بأن الجرائم المرتكبة في حق الشعب الجزائري كانت بغرض جلب الحضارة إلى الجزائر، مشيرا في السياق ذاته، إلى أن اتفاقية إيفيان تنصّ في إحدى بنودها على أن الدولة المستعمرة عليها أن تساعد الجزائر ماديا، غير أن فرنسا اليوم تتهرب من الاعتذار في حين تتغنى بشعار ''الأخوة والعدالة والمساواة''، ولم تتمكّن من اجتياز عقدة الاستعمار• وقال عبادو ''لسنا ضد الشعب الفرنسي، ولكن نحن ضد ذلك اللوبي الفرنسي الذي يسيطر ويروج لفكرة الجزائر فرنسية أثناء الثورة''• وعارض الأمين العام لمنظمة المجاهدين، السعيد عبادو، التوقيع على اتفاقية صداقة وتعاون حقيقية مع فرنسا دون الاعتراف والاعتذار والتعويض، وقال ''كنا نتمنى أن يتطور مستوى العلاقات العادية الحالية إلى التوقيع على اتفاقية الصداقة والتعاون''، غير أن تعنّت الفرنسيين وتمسكهم بمواقفهم لا يخدمهم على الإطلاق، والجزائر اليوم متفتحة على كل لغات وثقافات العالم ولديها البدائل، ما يسمح للأجيال الصاعدة بالوقوف أمام التحديات واستكمال معركة التحرير بمعركة البناء والتشييد لمستقبل زاهر•