كشفت مصادر قضائية فرنسية أن عددا من عائلات المعمرين الذين استوطنوا بالجزائر خلال الفترة الاستعمارية شرعوا في مقاضاة الدولة الفرنسية وذلك بتهمة التخلي عن المقابر المسيحية والموجودة بالجزائر، وفي هذا السياق أكد محامي هذه العائلات أن دعاوى قضائية رفعت من طرف 9 عائلات لحد الآن في انتظار أن تتوسع القائمة إلى عائلات أخرى خلال الأيام القادة. قالت مصادر قضائية فرنسية إن دعاوى قضائية تم رفعها من طرف بعض العائلات التي لها أفراد مدفونون في المقابر المسيحية والفرنسية وغيرها بالجزائر وذلك إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر وذلك ضد الدولة الفرنسية بحجة أنها تخلت عن حماية المقابر المسيحية وغيرها بالجزائر وتركتها عرضة للتخريب والإهمال. وفي هذا الشأن أعلن محامي هذه العائلات جاك كفانا أن عددا من العائلات الفرنسية قررت رفع دعاوى قضائية ضد الدولة الفرنسية أمام مجلس قضاء الدولة بتهمة اغتصاب المقابر وأخرى أمام الغرفة الإدارية. وذكر هذا المحامي الذي أوكلت له مهمة الدفاع عن مصالح العائلات المتضررة أن عددها يقدر في الوقت الحالي بتسعة وهو رقم مرشح للزيادة حسب نفس المتحدث الذي يلوم السلطات الفرنسية على ترك مقابر الفرنسيين عرضة للفوضى، ويقول في سياق متصل إن العائلات التي وكلته للدفاع عنها ضد الدولة الفرنسية متفقة على الاحتجاج ضد سلوك الدولة الفرنسية تجاه موضوع مقابر الفرنسيين في الجزائر، ما يعني أن هذه العائلات لن تسكت وتتهم فرنسا الرسمية »ببتر ثلث مقبرة وهران من جانب واحد ودون استشارة العائلات المعنية« مثلما يؤكد محامي دفاع العائلات المتضررة. وتشكو هذه العائلات أمرها للقضاء الفرنسي بعدما جرى تعدي فرنسي على مقابر موتاها في الجزائر بشهاداتها ومنها أن الثلث المبتور من مقبرة وهران الكولونيالية تم بأيد فرنسية وباستعمال الرفش في نبش القبور رغم الحرمة التي توجب في هذه الحالة احترام الموتى أثناء نقل رفاتهم، وهي شهادة تنفي التهمة على الجزائر والجزائريين. ويكون المحامي »جاك كافانا« الذي جاء إلى الجزائر هذه الأيام على رأس وفد مكون من 15 عضوا يأتون كل عام لزيارة قبور ذويهم، ويسعون إلى صيانة مقابر الفرنسيين والمسيحيين عن طريق مساهمة الجمعية الخاصة بذوي المدفونين في جزائر ما قبل 1962.