غدا يبدأ المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم تحضيراته للمقابلة التأهيلية لكأس العالم مع نظيره المصري، وبعد غد تحل الذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين، معلنا »انهيار القطب الاشتراكي« وميلاد عهد جديد ليس في ألمانيا فقط وإنما على الصعيد الدولي، إنه عهد ما بعد الثنائية القطبية. ويحتفي الألمان سنويا بذكرى سقوط جدار برلين بوصفه جدار العار، الذي فرق بين الأخ وأخيه، حيث كان على مقربة من الجدار في الجهة الشرقية الجنود السوفيات، ومن الجهة الغربية الجنود الأمريكان. عندما سقط جدار برلين، استوعبت ألمانيا بسرعة عامل التفرقة، ولمت شملها وقدمت ألمانياالغربية الدعم الكافي لألمانياالشرقية، فتعزز الاقتصاد الألماني الموحد، وأصبحت ألمانيا أهم قوة اقتصادية في أوروبا اليوم. وعندما نقول نحن، وتقول الصحافة الدولية برمتها، وحتى المنظرون في العلوم السياسية عبارة »انهيار« جدار برلين، فإن هذه الكلمة »انهيار« تقلل من شأن الأمان في العملية، لأن جدار برلين لم يتهاو تلقائيا، إنما بإرادة وسواعد الشباب الألماني وشاباته الذين حملوا الفؤوس وراحوا يدقونه دقا، ويسقطونه إسقاطا. والظاهرة الألمانية تشهدها أيضا كوريا حاليا، التي قسمتها الدول العظمى إلى »شمالية« وجنوبية، الأولى شيوعية وعاصمتها بيونغ يونغ، والثانية ليبرالية عاصمتها سيول، كوريا الشمالية دولة نووية، والجنوبية دولة صناعية متطورة. والكوريون من الجانبين يعانون من مسألة الحدود المغلقة بين العائلات والأشقاء وحاليا هناك محاولات رسمية لإزالتها، وفتح المجالات للعائلات للتزاور فيما بينهم. لكن بدون شك فإن دول الجوار أو الدول الكبرى لا تسمح بتصالح بين النووي الشمالي والصناعة الجنوبية لذلك هناك تعثرات. لكن المحاولات تبين أن هناك إدراكا تاما لضرورة إسقاط جدار برلين 2 في كوريا. وبكل أسف، لا نستفيد نحن العرب من تجارب الشعوب العريقة، لأننا نعمل على إعادة بناء جدران برلين في الوطن العربي، أشهرها بين الجزائر ومصر ، بدون أن تكون حرب بيننا بل بسبب لعبة شعبية إنها »مباراة في كرة القدم « .. لقد كتبت جريدة الخبر أمس تتصور لو حضر الرئيس بوتفليقة مباراة 14 نوفمبر مع الرئيس مبارك، ينزلان مع بعض إلى الملعب متشابكي الأيدي، يعطون معا إشارة انطلاق المباراة، ويهنئون معا الفائز ، لتحقيق هدف أسمى، إنه تفويت الفرصة على أنصار بناء جدار »الدبوخة« بين الأشقاء. أنا من أنصار هذا الطرح.