أعلن وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي، أمس، أنه سيتم نشر 1000 رجل أمن داخل وخارج المنشآت السياحية في تونس، وهو القرار الأول من نوعه في البلاد، والذي جاء على خلفية الاعتداءات الإرهابية التي أصبحت تستهدف المنشآت ذات العلاقة بقطاع السياحة، على غرار استهداف متحف باردو بالعاصمة تونس شهر مارس الماضي، وصولا إلى هجوم سوسة، الجمعة الماضي، وهما الهجومان اللّذان أوديا بحياة العشرات من السيّاح الأجانب. وقال الغرسلي خلال لقائه أمس مع وزيرة السياحة سلمى اللومي وكاتب الدولة المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي، إن هذا الإجراء يتخذ لأول مرة في تونس وهو يجسد قرار رئيس الحكومة الحبيب الصيد الذي أعلن عنه السبت والمتعلق بحماية المنشآت السياحية والشواطئ والسياح بوحدات مسلحة. ويأتي هذا الإجراء غداة العملية الإرهابية التي استهدفت الجمعة فندقا سياحيا في مدينة سوسة وسط شرقي تونس وأسفرت عن 39 قتيلا و39 جريحا غالبيتهم من السياح الأجانب من جنسيات مختلفة، وأجلت السلطات التونسية السياح الناجين من مجزرة القنطاوي بمدينة سوسة السياحية من فندق "إمبريال مرحبا"، في مشهد لأعنف عملية إرهابية تشهده البلاد في تاريخها. وقد أثارت هذه العملية مخاوف كبيرة لدى العاملين بالقطاع السياحي في تونس خاصة في ظل قطع المئات من السياح إجازاتهم التي يقضونها في تونس ومغادرتها والعودة إلى بلدانهم وكذلك قرار العديد من وكالات السفر التوقف عن إيفاد السياح إلى تونس علما بأن القطاع ما زال يعاني من مضاعفات العملية المماثلة التي استهدفت في 18 مارس الماضي متحف باردو في ضواحي غربي تونس العاصمة وخلفت هي الأخرى العشرات بين قتلى وجرحى في صفوف السياح الأجانب. فبعد 3 أشهر فقط على واقعة باردو، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 20 سائحا، تتلقى السياحة التونسية ضربة جديدة يقول العارفون إنها ستذهب بما تبقى من آمالها في إنقاذ الموسم السياحي، وتجهز على قطاع يوفر خمس مداخيل البلاد من العملة الصعبة. تجدر الإشارة إلى أنّ مساعد وزير الخارجية البريطاني توبياس إلوود، قال إن 15 بريطانيا على الأقل قتلوا في هجوم منتجع القنطاوي السياحي بمدينة سوسةالتونسية والذي تبنّاه تنظيم داعش، وأضاف إلوود، أن التحقق من هويات الضحايا ما زال مستمرا، وأن عددهم مرجح للارتفاع، ما يجعله الأكبر منذ هجوم لندن عام 2005. وأضاف "هذا هو الهجوم الإرهابي الأكبر على مواطنين بريطانيين منذ هجمات مترو لندن عام 2005، وهو هجوم يلقي الضوء على التهديد الراهن الذي يشكله تنظيم داعش، هذا العمل الوحشي الآثم يظهر بوضوح الدافع الذي يحتم علينا مواجهة هذا النوع من التطرف، سواء داخل بلدنا أم خارجه".