أجرت شبكة ضياء حوارا مع الأستاذ الدكتور أحمد حمدي أكاديمي وكاتب وشاعر، أحد رواد حركة التجديد في الشعر الجزائري، وأبرز شعراء ما يعرف بجيل السبعينيات، صدرت له عدة مؤلفات، في مجالات الشعر والمسرح والبحث الأكاديمي، وهو حاليا عميد كلية علوم الإعلام والاتصال..وهذا نص الحوار. يسعد شبكة ضياء أن تتواصل معكم لتقديم جهودكم الأكاديمية لعموم السادة الباحثين والمهتمين بالبحث العلمي في العالمين العربي والإسلامي، في البدء، نحب أن تقدموا نظرة عامة عن كلية علوم الإعلام والاتصال التي تشرفون على إدارتها ؟ في البداية أودّ أن أشكركم على هذه الاستضافة الكريمة، وأثمن جهودكم الرامية إلى خلق جسر تواصل بين الجامعات والجامعيين العرب والمسلمين. أما فيما يتعلق بسؤالكم هذا، فاذكر بأننا في شهر نوفمبر الماضي احتفلنا بخمسينية الدراسات الإعلامية في الجزائر، وهذا الاحتفاء إنما أقيم إحياء للذكرى الخمسين لتأسيس » المدرسة الوطنية العليا للصحافة « الذي جاء تنفيذا للمرسوم الصادر بالجريدة الرسمية الجزائرية يوم 21 ديسمبر 1964، وإنشاء هذه المدرسة العليا للصحافة كان بهدف تكوين صحفيين باللغتين العربية والفرنسية، قادرين على الارتقاء بالصحافة الجزائرية إلى مصاف الاحترافية، ويستلهم هذا القرار الآمال المعقودة على دور الإعلام في المساهمة الفعالة في عملية البناء والتشييد الوطني، وأيضا يشير إلى ارتباط الثورة الجزائرية بالإعلام التي انطلقت قبل ذلك بعشر سنوات، أي ابتداء من أول نوفمبر 1954. وهذه المؤسسة الفتية كانت هي الأولى من نوعها في الوطن العربي، وقد أطرها في البداية أساتذة كبار من المشرق العربي وفرنسا، كما استقبلت من أيامها الأولى عددا معتبرا من الطلبة العرب والأفارقة الذين أصبحوا إطارات في دولهم، ومؤسسي الدراسات الإعلامية في بلدانهم، كما أنها تعتبر إشارة الانطلاق للدراسات والتكوين والبحث في مجال علوم الإعلام والاتصال في الجزائر. ولا شك أن قصة الدراسات الإعلامية في الجزائر جديرة بالمراجعة والتأمل، فقد تطورت بصفة تدريجية من أستاذين أو ثلاث جزائريين إلى أكثر من 200 أستاذ حاليا ناهيك عن انتشار أساتذة الدراسات الإعلامية في العديد من الجامعات العربية وكل الجامعات الجزائرية وهي نابعة من صلب هذه المدرسة الأم. كما أن تطور عدد الطلبة من حوالي 19 طالبا سنة 1970 إلى أكثر من 6000 طالب الآن وهي أرقام جد معبرة عن التطور والإقبال الذي تعرفه الدراسات الإعلامية التي انتقلت من مدرسة إلى قسم ثم إلى معهد ثم إلى الكلية الحالية. يمكن أن نشير أيضا إلى أن التطور والأهمية التي يكتسيها الإعلام والاتصال في عالم اليوم قد انعكست على الدراسات الإعلامية فتطور تكنولوجيات وسائل الإعلام والرقمنة وظهور الصحافة الالكترونية كلها تحديات جديدة صارت تفرض نفسها على الدراسات الإعلامية والاتصالية. ما هي أبرز المشاريع العلمية التي تشتغل عليها مختبراتكم البحثية؟ إلى جانب المهام البيداغوجية حيث توفر التعليم من الليسانس إلى الدكتوراه علما أنها الآن تسير وفق نظام LMD »ليسانس، ماستر، دكتوراه « فإنها تقوم بالعديد من الأعمال العلمية والبحثية، من ضمنها ثلاثة مؤتمرات علمية دولية تتعلق بالمرأة والإعلام وحرية التعبير وجمهور وسائل الإعلام والظواهر الاتصالية والإعلامية الجديدة، كما تضم الكلية ثماني فرق بحث تقدم أعمالها سنويا في ملتقيات وندوات علمية، وكذلك تضم الكلية ثلاثة مخابر بحث تقدم حصائلها العلمية وأعمالها في ندوات وطنية ودولية، إضافة إلى النشاطات العلمية الطلابية التي يتم تشجيعها وحثها على روح المبادرة في هذا المجال، وتصدر عن الكلية مجلة نصف سنوية هي » المجلة الجزائرية للاتصال «، كما تصدر عنها مطبوعات علمية تحتوي نتائج وأشغال الندوات والورشات العلمية التي تسهر على تنظيمها الكلية. من المعلوم أن مجال الإعلام والاتصال تتنازعه مجموعة من المؤسسات منها الجامعات والمعاهد ووكالات الأنباء والفضائيات والوزارات وغيرها، هل وضعتم استراتيجية للتنسيق والتعاون مع هذه المكونات بما يحقق الأهداف والمقاصد العليا للوطن والأمة؟ نحن ننظر إلى الموضوع من زاويتين، زاوية علمية أكاديمية ، وزاوية مهنية احترافية، ونرى أن الأولى سابقة عن الثانية، لكنها ملتصقة بها، ولهذا نأمل في السنوات المقبلة، وفقا لنظام LMD أن نكثف الأعمال التطبيقية والتربصات خاصة وأن التجارب البيداغوجية الجديدة تؤكد على أن التدريس في مجال الإعلام والاتصال أثناء العمل يكون أكثر مردودية، ولكم مثال جامعة ميسوري الأمريكية عميدة الجامعات في هذا المجال، واعتقد أن مهمة الجامعة في هذا المجال هي التكوين والإنتاج العلمي أما الوكالات والوزارات والفضائيات والجرائد ..الخ، فمجالها تطبيقي بل ويوفر النظام الجديد – بالنظر إلى مرونته – أن يُكوّن كوادر لهذه المؤسسات وفق الطلب .
فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد حمدي، نشكركم ونرجو لكم ولمؤسستكم التوفيق في جميع ما أنتم مقبلون عليه من مشاريع أكاديمية نافعة للجزائر والأمة العربية والإسلامية.