يتردد هواة صيد الأسماك بعنابة خلال فصل الصيف على الأنهار والسدود المتواجدة في أبعد نقطة حدودية تربط منطقتي سرايدي بشطايبي حيث تعرف هذه المنتجعات السياحية إقبالا كبيرا من طرف العائلات العنابية والتي تجد مياه السدود الدافئة بمثابة المتنفس الوحيد للتخلص من الضوضاء وحركية المدينة خاصة خلال موسم الاصطياف. وقد وجد بعض الصيادين مثل هذه الأنهار والسدود فضاء خصب لممارسة هوايتهم في الصيد بواسطة الصنارات والشبكات خاصة بمنطقة شطايبي السياحية التي تتوفر على عدد كبير من السدود المسيجة بالبساتين الخضراء. وحسب البعض فإن مثل هذه السدود وحتى الأنهار التي تقطع المنطقة الحدودية التي تربط شطايبي بسرايدي تتوفر على كميات هائلة من الأسماك حولها أصحابها إلى مورد رزق حقيقي، وذلك من خلال عرض مختلف أنواع الأسماك التي لا تتواجد في الأسواق المحلية بعنابة مثل الشبوط والسمك الأزرق وغيرها من الأسماك التي تتميز بذوق مختلف يفتح الشهية للباحثين عن مختلف أنواع الفواكه البحرية. ويجمع أغلب المختصين في سياحة الشواطئ، أن المقومات السياحية التي تزخر بها المواقع المحيطة بسدود التريعات وسرايدي وشطايبي، تحيط بها آلاف الهكتارات من المساحات الغابية التي تحتوي على مختلف أصناف النباتات، يمكن تحويلها إلى أقطاب صيد ومن شأنها أن تفتح أبواب الاستثمار في السياحة الجبلية بهذه المناطق التي تحولت إلى قبلة للصيادين الذين صنعوا التميز والفرجة في التنافس حول من يصطاد الأسماك كبيرة الحجم من نوع الشبوط، والتي تحولت إلى الطبق المفضل للعديد من الزوار والسواح الأجانب القادمين إلى عنابة خلال فصل الصيف. وقد سجلت مديرية السياحة بعنابة مؤخرا إقبالا كبيرا للسواح الأجانب على السدود المتواجدة بشطايبي وسرايدي وعددهم 5آلاف سائح، وعليه طالب شركاء القطاع السياحي بضرورة الاهتمام بمثل هذه المنتجعات والفضاءات المفتوحة على الترفيه وذلك من خلال تهيئة السدود والأنهار وتعبيد الطرقات المؤدية لها حتى يسهل على السائح التنقل، وفي سياق متصل أكد بعض هواة الصيد على ضرورة تجسيد مشروع مركز خاص بالصيد السمكي يتكون من فضاءات لبيع السمك ومخازن للتبريد والتخزين ومركبات خاصة بصنع الجليد المطلوب في عمليات حفظ الأسماك وأرصفة خشبية ذات نمط محلي وهو المشروع الحلم الذي ينتظره سكان تريعات وسرايدي منذ سنوات لأنه سيساهم في تحسين نشاط الصيادين ومن ثم عرض الأسماك التي يصطادونها من الأنهار والسدود في سوق السمك بمدينة عنابة.