تتوفر ولاية الطارف على مؤهلات طبيعية وسياحيةهائلة، بإمكانها أن تنافس بها الولايات الأخرى، بل وأن تكون رائدة في المجال السياحي الذي أصبح هو المستقبل ومن بين هذه المؤهلات بحيراتها ومحمياتها ومنتجعاتها الغابية التي كانت إلى وقت قريب غير مستغلة، مهملة ومنسية بما فيها التي تصنف عالميا حيث قررت السلطات المحلية إعادة الاعتبا لها وفتحها أمام السياح وأهل المدينة. سيتمتع أخيرا أهل الطارف وزوارهم، بما حباها الله من جمال آخر خلاب، عذري وساحر خلال الصائفة القادمة ) المحميات العالمية والمنتجعات، بحيرة الملاح، طونغة، وبحيرة الطيور والأوبيرا... (، بقرار من والي الولاية محمد لبقة الذي تأسف لحالها كثيرا لدرجة قال فيها أن ثروات وكنوز الطارف أصبحت نقمة عليها، بسبب غياب ثقافة التسيير وتحمل المسؤوليات، فبعد تلوث وإهمال ونسيان دام لسنوات كثيرة عاثت فيها النفايات والأوساخ والمهربون ومافيا البحيرات من مهربي سمك الحنكليس فسادا وذلك برغم الأهمية الاقتصادية لها ولما توفره من دخل للخزينة العمومية ومناصب شغل بين دائمة وموسمية للشباب البطال، والتي تحسر لها أيضا أهل الاختصاص، الذين أكدوا أن بحيراتها المحمية كافية لأن تصنع الإقلاع السياحي والاقتصادي، وتجعلها جالبة لعشرات الملايين من السياح وتنافس بها زميلاتها من الولايات الأخرى بل وحتى جارتها الشقيقة تونس ، حان الوقت لأن يعاد إليها الاعتبار وإعادة تأهيلها من كل الجوانب من خلال برامج ومشاريع هامة تسمح بإقامة سياج وجدار حول المنتجعات والبحيرات المهملة، نزع الحشائش الضارة، إزالة النفايات والمياه القذرة التي تصب في مجاري البحيرات من خلال قنوات صرف صحي، وغيرها من المشاريع التي لم يفصل فيها والي الولاية صاحب القرار قائلا ''تفتح جميع بحيرات ومنتجعات الطارف أمام سواحنا وزوارنا وعائلاتنا قريبا، مستطردا من المهم جدا أن يستمتع الجميع بجمال الطارف العذري''. ومن بين تلك البحيرات المصنفة عالميا، بحيرة الطيور المحمية الطبيعية الدولية التي نعتقد أنها آخر اهتمامات السلطات المحلية، بسبب وقوعها خارج محيط الحظيرة الوطنية للقالة التي تلقى ولو- نسبيا - كل الرعاية والاهتمام عكسها تماما، حيث بات هذا الكنز الطبيعي مهددا بمخاطر التلوث والجفاف ومجازر مرتكبة في حق الطيور والبط المائي الذي هاجر تلك البحيرة الحية الميتة التي لازالت رغم كل شئ حسناء خضراء صامدة على الطريق الوطني رقم 44 تبهر كل مسافر وسائح يدخل أو يخرج من الطارف . فالمحمية العالمية التي سيتم فتحها هي الأخرى أمام زوار أهل الطارف وسواحها، تبعد حوالي 18 كلم عن مدينة الطارف عاصمة الولاية وتقريبا نفس المسافة عن الحدود الغربية للحظيرة الوطنية للقالة تابعة للحظيرة الوطنية، سجلت ضمن قائمة »رامسار« للمناطق الرطبة ذات أهمية دولية كمحمية طبيعية سنة ,1999 تحتل المرتبة الثالثة من حيث أهميتها في حوض البحر الأبيض المتوسط بعد كل من بحيرة »الدلتا« بإسبانيا وبحيرة »كمارق « بفرنسا . مساحتها الحقيقية 120 هكتارا وتقلصت بعد جفاف محيطها إلى 70 هكتارا وتعتبر موطنا لآلاف الطيور المهاجرة منها خمسة أنواع من الطيور والبط المائي وعلى رأسها » الأرزماتور« ذات الرأس الأبيض وهذه الأنواع من الطيور نادرة على المستوى الدولي حسب الخبراء وعلماء الطبيعة، مياه بحيرة الطيور عذبة جدا تغذيها مياه الأمطار والسيول المتدفقة من الجبال وبعض المنابع، وسيستمتع بها زوارها أيما استمتاع خاصة، بعدما لاحظت ووقفت » صوت الأحرار « على اهتمام كبير وجدي بهذه الأخيرة من خلال تسطير برنامج خاص بها بدأ ت السلطات المحلية في تجسيده فعليا، حيث الشاحنات لا تتوقف عن الدخول والخروج منها مسابقة الزمن لفتحها في اقرب الفرص على بقية المنتجعات والمحميات المنتشرة في محيط منطقة القالة ومعلوم أن الطارف، تتوفر أيضا على الحظيرة الوطنية التي تتربع على مساحة تقدر بأكثر من 8 آلاف هكتار، تتميز بتنوعها الكبير وأنماط بيئية متنوعة بدورها تعتبر ملجأ لمختلف الطيور المهاجرة والقارة، بالإضافة إلى أن الولاية أراضيها الشمالية تتميز بتكوين جيولوجي يسمح لمياه الأمطار بالتجمع في أحواض باطنية، ينجم عنها وفرة في مياه الينابيع التي تمون البحيرات المختلفة وتجعل كثيرا من النباتات تنمو وتتكاثر، أما غاباتها فتبلغ نسبتها ال60 بالمائة من المساحة الكلية للولاية، تتألف من أشجار الزان، الصنوبر البحري والفلين وغيرها، مساحة أراضيها الفلاحية أكثر من 74 ألف هكتار، ناهيك عن العديد من المميزات التي تجعل كنوز الطارف دائمة الخضرة ووجهة كل باحث عن الجمال والراحة النفسية والجسدية .