وحسب خبراء في البيئة، فإن عدد الطيور في تناقص خلال السنوات الأخيرة خاصة بالجهتين الغربية والشرقية للبلاد، وذلك بسبب التقلبات الجوية، وارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى الصيد العشوائي، دون مراعاة مقاييس وظروف الطبيعة وما تكتنزه من مخزون طبيعي هائل ومتنوع• وتقول ذات الجهة إن مفهوم السياحة في الوقت الحالي مرتبط بالبيئة، وعليه يتوجب على محافظة الغابات ومديرية السياحة تخصيص أيام تحسيسية للحفاظ على الأوساط الطبيعية، وتعزيز الثقافة السياحية لدى الأفراد، خاصة بالمناطق الرطبة، لأن الفضاء البيئي يجمع مكونات طبيعية ساحرة بإمكانها المساهمة في خلق منتجعات غابية يتوافد إليها السياح والأجانب والزوار للبحث عن متعة الترفيه، وعليه تبقى هذه الأخيرة مؤشر حقيقي لتفعيل السياحة و تحسين النمو الاقتصادي• الجدير بالذكر أن ولاية الطارف وغير بعيد عن شريطها الساحلي توجد بها ثلاث بحيرات تتوفر على عدد هائل من الطيور المائية، منها بحيرة "طونقة" شرق القالة، والتي تتربع على مساحة 2600 هكتار، تليها بحيرة "الأوبيرا" غرب القالة، مساحتها تتعدى 2200 هكتار، أما بحيرة المالحة فتتربع على مساحة تقدر ب 860 هكتار• وهذه البحيرات الثلاث تعد محطات للطيور المحلية والمهاجرة القادمة حسب موعد فصول دورتها الحياتية من شرق آسيا وأوروبا وجنوب إفريقيا، فهي فضاءات بيئية حساسة لمختلف النظم ومقياس للتوازنات المناخية• وتتوفر ولاية عنابة على بحيرة "فتزارة" شرق بلدية الشرفة تتربع على مساحة تقدر ب 13 ألف هكتار، وقد صنفت خلال سنة 2003 عالميا يوجد بها 26 نوعا من الطيور بمجموع 17 ألف طيرا مهاجرا، وتتميز هذه البحيرة بفصائل من البنايات الغابية الكثيفة والتي يعول عليها في تزايد عدد أصناف الطيور• وحسب مهندسين في البيئة فإن المنتجعات الغابية تلطف الحرارة وتعزز هجرة الطيور إليها، خاصة مع تنوع الأشجار من الصنوبر الحلبي والبحري والزان و البلوط والدردار والصفصاف والنباتات الغابية العالية، التي تخلق فضاءا بيئيا خلابا ومناسبا للطيور المهاجرة•