كشفت دراسة أجرتها مجموعة من الأطباء، عن تغلغل المخدرات داخل المؤسسات التربوية، بإحصاء قرابة 83 بالمائة من التلاميذ الذين يتعاطون هذه السموم، وخلصت الدراسة إلى أن أغلب المدمنين هم من الذكور وأن 91 بالمائة منهم يستهلكون القنب الهندي والكوكايين -بأقل كمية-، مما يستدعي تدخلا جادا للجهات المسؤولة من أجل وضع حد لتفاقم هذه الظاهرة التي أضحت تنخر المؤسسات التربوية. دقت دراسة أخيرة، ناقوس الخطر ودعت إلى إنقاذ المؤسسات التربوية والجامعية من بارونات المخدرات والمروجين لها، الذين امتدت أيدهم إلى تلاميذ المدارس وحولتهم إلى مدمنين، وكشفت نتائج الدراسة عن أرقام مخيفة تعكس سورة قاتمة عن واقع بعض المؤسسات التربوية التي تحولت بفعل هذه الآفة إلى مراكز إدمان وحادت عن مهمتها الأساسية المتمثلة في تربية النشئ. وجاء في الدراسة التي شملت 10 مؤسسات تربوية، أن 37.7 بالمائة من التلاميذ يتعاطون المخدرات، واختار فريق الدراسة المتكون من أطباء مختصين في علم الأوبئة وعلم النفس، جامعة مولود معمري بتيزي وزو كعينة لتحديد نسبة الإدمان داخل المحيط الجامعي، حيث أحصوا معدل انتشار تعاطي المخدرات ب9 بالمائة من بين 5 آلاف طالب بهذه الجامعة. وفي الشق المتعلق بالجنس الأكثر إقبالا على تعاطي المخدرات، كشفت الدراسة أن أغلب المدمنين ذكور، بنسبة 73.3 بالمائة في حين بلغت نسبة الفتيات المتمدرسات اللاتي يتعاطين المخدرات 6.7 بالمائة، كما أشارت الدراسة إلى أن 49 بالمائة من المدمنين توجهوا نحو تعاطي المخدرات بمحض إرادتهم في حين أثر رفاق السوء على 15 بالمائة من الشباب مقابل 9 بالمائة من الفتيات. ولفتت الدراسة إلى أن 7.4 بالمائة من التلاميذ يتعاطون القنب الهندي 91.4 بالمائة منهم هم ذكور، مقابل 8.6 بالمائة تلميذات، في حين أن التلاميذ ما بين 19 و24 سنة هم الفئة الأكثر تعرضا لهذه الآفة، وحسب الدراسة فإن 94.5 بالمائة من التلاميذ المدمنين تعاطوا القنب الهندي خلال ال12 شهرا الأخيرة في حين 1.8 بالمائة من التلاميذ يتعاطون الكوكايين أغلبهم ذكور بنسبة 88.9 بالمائة، وأرجع الأطباء سبب عزوف هؤلاء على تعاطي الكوكايين إلى أثمانها الباهظة غير أن 44 بالمائة منهم تعاطوه خلال السنة الماضية، في حين أغلب التلاميذ يتعاطون المؤثرات العقلية.