تسعى بعض الأطراف إلى نشر الكثير من المغالطات، في محاولة منها لإضفاء الغموض على مواقف حزب جبهة التحرير الوطني، بالإدعاء حينا أنه يخطب لنفسه أو أن مواقفه ترتكز على رؤية مصلحية ضيقة، وبالإدعاء حينا آخر أنه يسعى لاحتكار الساحة السياسية وفرض منطقه وتوجهاته على البقية! إن مثل هذه الإدعاءات، وهي كثيرة، مفضوحة من أساسها، ومن حيث دوافعها وأهدافها، وبالتالي فهي غير مؤسسة ولا يعتد بها، غير أن ذلك لا يمنع من إبراز بعض الحقائق، التي قد تكون غائبة عن ذوي النوايا السيئة، الذين ما فتئوا يروجون الأكاذيب، في محاولة يائسة لتضليل الرأي العام: أولا: إن مواقف حزب جبهة التحرير الوطني من كل القضايا، بما في ذلك المعقدة، تتميز بالوضوح التام، خصوصا منذ تولي عمار سعداني الأمانة العامة للحزب، حيث يحرص على أن تكون مواقف الحزب صريحة، لا لبس فيها ولا غموض، وهذا ما حرص عليه، من خلال قول كلمته بصوت مسموع، لا يخاف في قول كلمة الحق لومة لائم. ثانيا: إن دعم حزب جبهة التحرير الوطني الرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لا يحتاج إلى إثبات أو شواهد أو إلى قسم، لتأكيد هذا الدعم، الذي يظل في كل الظروف صادقا ومخلصا، لا يخضع للمتغيرات ولا للمساومات، لأنه في الأصل والأساس دعم ثابت، ينبع من الولاء الصادق لحزب جبهة التحرير الوطني لرئيس الجمهورية الذي يحظى بثقة الشعب، هذا أولا.. أما ثانيا، فإن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو رئيس الحزب، ومن ثم فإن دعم الرئيس لا نقاش فيه، وليس مطروحا بتاتا للجدل وليس هناك من يطرح هذه المسألة للأخذ والرد، لأن هذا الدعم محسوم عن إيمان واقتناع والتزام، وهو في الخلاصة يختصر دعم الحزب لرئيسه. ثالثا: إن دفاع حزب جبهة التحرير الوطني عن حق الأغلبية في تولي مسؤولية قيادة الجهاز التنفيذي، لا ينطلق من مصلحة حزبية ضيقة، بل يصب في مصلحة الجزائر والديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات. لقد استجاب رئيس الجمهورية لهذا المطلب الديمقراطي، من خلال ما تضمنه الدستور المعدل، ولم تكن مرافعة الحزب لصالح هذه المسألة الحيوية، بهدف الاحتكار أو الاستحواذ أو ممارسة الإقصاء، بل لإعطاء مفاهيم حقيقية للانتخابات والأغلبية البرلمانية والمساءلة الشعبية. رابعا: إن مواقف حزب جبهة التحرير الوطني تبدأ وتنتهي عند مصلحة الجزائر أولا وأخيرا، وانطلاقا من هذا المنظور الوطني، ظلت بوصلةالحزب تتحدد وفقا لهذه الرؤية الواضحة، لا تحيد عنها، لأنها ترتكز على ثوابت راسخة، تشكل جوهر وجود جبهة التحرير الوطني واستمرار الرسالة، التي تناضل من أجل تجسيدها حاضرا ومستقبلا. لذلك كله، وباختصار شديد: -إن الأمين العام عمار سعداني قد أضفى كل الوضوح على مواقف الحزب، وهذا ما يشهد عليه الرأي العام ووسائل الإعلام، لذلك فإن ما تروج له بعض الأطراف الحاقدة، ليس إلا أراجيف تفندها الوقائع الملموسة. -إن دعم الحزب لرئيس الجمهورية، في كل القرارات التي يتخذها، ليس مناسباتيا ولا موسميا ولا مصلحيا، كما هو لدى البعض، من الذين يخضعون دعمهم للمصلحة، ويكون القرب والبعد مرهونا بمدى حجم المنافع! ولذلك فإن ولاءهم مزيف، لأنه غير صادق أصلا. -إن الإيمان بالتعددية السياسية وحق الشعب في المساءلة هو الذي يملي على حزب جبهة التحرير الوطني تبنيه لحكومة الأغلبية، مع اقتناعه الكامل بأن صلاحية التعديل الحكومي تعود إلى رئيس الجمهورية، فهو وحده الذي يملك سلطة القرار، متى يكون وكيف يكون وما هي الأجندة التي يراها مناسبة لتنفيذ ذلك. لذلك كله، فإن التساؤلات المطروحة، وهي ليست بحاجة إلى أجوبة، لأنها تتضمن الإجابات الصريحة: -هل هناك مواقف أوضح وأكثر صراحة من مواقف الأمين العام عمار سعداني؟ -هل هناك دعم جلي وأكثر صدقا لرئيس الجمهورية من الدعم الكبير والقوي والمخلص الذي يبديه حزب جبهة التحرير الوطني لرئيسه المجاهد عبد العزيز بوتفليقة؟ -هل هناك حرص على تجسيد الديمقراطية في الممارسة السياسية أكثر من الذي يلتزم به الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، إيمانا منه بأنه قد أن الأوان لكي تمارس الأغلبية حقها في الحكم ويكون للمعارضة حق النقد والمراقبة؟ إذن، لا غموض في مواقف حزب جبهة التحرير الوطني، ولا تردد ولا خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء، بل هناك وضوح وجرأة وسير إلى الأمام، من أجل الجزائر لا غير. التحرير