عدد مرات القراءة الكلي : 1 | عدد مرات القراءة اليومي : 1 خضع المقال المنشور بجريدة "صوت الأحرار" في عدد أول أمس، والذي كان بعنوان "سعداني يلتقي رئيس الجمهورية قريبا" إلى قراءات لم تكن مقصودة، لا تصريحا ولا تلميحا، خاصة وأن الأمر يتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، الذي هو وحده من يقرر الأجندة والصيغة. لقد حمل عنوان المقال المذكور صيغة المستقبل، وهذا اعتمادا على مجرد اجتهاد، يرتكز على ما جاء في الدستور، وليس بناء على معلومة ولم يكن الهدف شيئا آخر غير هذا. قد يكون هناك بعض الالتباس في عنوان المقال، في حين أنه لم يشر إلى موعد أو أجندة، بل استند إلى الدستور المعدل، بعيدا عن الخوض في مسألة تجسيد الإجراء، ومتى وكيف تكون الاستشارة، خاصة وأن الأمر يتعلق بصلاحية دستورية واضحة، تخص رئيس الجمهورية تحديدا. لذلك، فإن القراءة الصحيحة للمقال، ترتكز على مجموعة حقائق، ومن أهمها: أولا، إن رئيس الجمهورية هو من يحدد الصيغة الملائمة، التي يراها مناسبة في مسألة تشكيل الحكومة وطريقة الاستشارة، علما بأن هذه الصلاحية تعود إليه وحده، وهو الذي يختار الكيفية والأجندة المتعلقة بهذا الموضوع. ثانيا: إن رئيس الجمهورية هو رئيس الحزب، وانطلاقا من هذا المعطى الهام، بما يقتضيه من ثقة مطلقة لا حدود لها، فإن حقوق الحزب محفوظة، في إطار ما تمليه مصلحة البلاد وما يخدم توجهاتها الكبرى وما يقرره رئيس الجمهورية، باعتباره المؤتمن على هذه المصلحة والمدرك لالتزامات كل الأطراف في الساحة الوطنية، وفوق هذا وذاك هو الضامن لتنفيذ الدستور. ثالثا: إن حزب جبهة التحرير الوطني يدعم أي إجراء يتخذه رئيس الجمهورية بخصوص التعديل الحكومي، من منطلق أن هذه الصلاحية بيد الرئيس، وإن الحزب يحترم ويلتزم بأي قرار يتخذه في هذا الشأن. وكما هو معروف، فإن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، قد أكد مرارا، على أحقية حزب الأغلبية في رئاسة الجهاز التنفيذي، هذا ما شدد عليه الحزب في مقترحاته، خلال المشاورات الخاصة بتعديل الدستور، وهذا ما تضمنته المراجعة، التي صادق عليها أعضاء البرلمان بأغلبية واسعة، لذلك فإن الحديث عن هذه المسألة ليس جديدا ولا يطرح أي تساؤلات أو إشكاليات، خاصة وأن رئيس الجمهورية، وهو صاحب المبادرة في التعديل، قد أدرج مادة خاصة بتشكيل الحكومة. لذلك كله، فإن عنوان المقال المذكور، الذي أثار بعض الجدل والكثير من التساؤلات وقد يكون هناك من حاول توظيفه لتحقيق »حاجة في نفس يعقوب«!، لم يكن خبرا أو معلومة، بل مجرد تخمين، حتى وإن تضمن التباسا في الصياغة وفي طرح الفكرة، مما أدى إلى نوع من الغموض وسوء الفهم والكثير من التأويل، خاصة وأن عنوان المقال يفيد بأن هناك لقاء سيتم بين رئيس الجمهورية والأمين العام للحزب قريبا، في حين أن المخول بالإعلان عن مثل هذه اللقاءات، إن كانت مقررة، هو رئيس الجمهورية. لذلك كله، وجب هذا التوضيح لرفع كل التباس أو غموض حول مضمون المقال المذكور. يحظى الأمين العام للأفلان عمار سعداني بلقاء رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. نذير بولقرون