استطاعت مبادرة الجدار الوطني التي اقترحها حزب جبهة التحرير الوطني وشارك فيها أكثر من 37 حزبا سياسيا و300 جمعية، بالإضافة إلى شخصيات وطنية أن تصنع الحدث بالقاعة البيضاوية، أمس، بحضور أكثر من 30 ألف مشارك، جاؤوا من كل حدب وصوب لنصرة الجزائر وتأكيد مساندتهم لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وبرنامجه، إلى جانب دعم الجيش الوطني الشعبي المرابط في الحدود الجزائرية، اللقاء كان مهرجانا شعبيا ووطنيا بامتياز وانتصارا من أجل الجزائر. كانوا بالعشرات بل بالمئات، قادمين من كل ولايات الوطن، لدعم مبادرة الجدار الوطني التي تهدف إلى تحصين الجزائر من كل المخاطر، الأمنية كانت أو السياسية أو الاقتصادية، وقفة من اجل الجزائر جعلت أكثر من 37 حزب سياسي، ممثلين عن المجتمع المدني وشخصيات سياسية ووطنية، تكون في الموعد بالقاعة البيضاوية، وبمجد ران تم فتح الأبواب بدأت قوافل الوفود تحط الرحال وتحجز الأماكن، مما جعل القاعة تعج بالحضور على آخرها، وهذا ما جعل القضايا التنظيمية تكون في غاية الصعوبة وليس من السهل على أية حال التحكم في قاعة تحمل أكثر من 30 ألف مشارك، لم يتمكن جزء كبير منهم الولوج إلى الداخل. أجواء نضالية ووطنية كانت تطبع اللقاء، هذا المهرجان الشعبي الذي أرادته أحزاب المولاة كما قد يفضل البعض أن يلقبها أو أحزاب الأغلبية بكل بساطة، أغلبية اجتمعت من أجل نصرة الجزائر والانتصار لها، أغلبية قررت أن تجدد عهدها مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وتؤكد دعمها لبرنامجه وكذا دعمها للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، لقاء أراده أصحابه أن يكون وطنيا بعيدا عن كل المزايدات فهو تجمع لا يستهدف أحدا لا المعارضة ولا غيرها، ويبقى في إطاره جدارا وطنيا منيعا ضد كل من تسول له نفسه أن يضرب الجزائر من الداخل أو من الخارج. وفي حدود الساعة الحادية عشر صباحا دخل عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني مرفوقا بعدد من المناضلين وأعضاء المكتب السياسي، وكذا مناضلين من أحزاب أخرى وناشطين في الحركات الجمعوية، وبعدها ألقى كلمة مقتضبة تحدث فيها عن هذه المبادرة التي جاءت لتأييد الرئيس والجيش في الوقت الراهن بما يسمح بحماية الجزائر من كل المخاطر، ليفسح المجال أمام باقي المشاركين لقول كلمتهم حول المبادرة. شخصيات كثيرة ووزراء كانوا في الموعد على غرار وزير الصحة عبد المالك بوضياف، وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون، محمد طلعي وزير النقل، الوزير السابق سعيد بركات، رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة الذي كان يجلس جنبا غلى جنب مع عمار سعداني، أعضاء البرلمان بغرفتيه، مناضلين عن الأفلان وباقي الأحزاب السياسية، حركات جمعوية وشخصيات وطنية، كما أثار حضور بلعيد عبد السلام رئيس الحكومة السابق استغراب الحضور كونه كان فيوقت سابق مع المعارضة، ولكنه سرعان ما صرح بأنه جاء من اجل نصرة الجزائر. وفي تقييمهم للقاء، عبر الكثير من المشاركين عن رضاهم لمجريات هذا المهرجان الوطني الذي جاء لنصرة الجزائر بعيدا عن المساومات والحسابات والمصالح الحزبية الضيقة، كانوا شباب وشيوخا، رجالا ونساء وحتى الأطفال، بحضورهم صنعوا الحدث وأكدوا مرة أخرى لأعداء الجزائر بالداخل والخارج أن الوطن بخير لأنه واحد موحد وأبنائه كلهم مستعدون لتشييد هذا الحصن المنيع ضد كل من يريد خراب الجزائر. سعداني: جئتم هنا لتدعموا رجلا نذر نفسه لهذا الوطن وجّه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني رسالة شديدة اللهجة لمن يحالون زعزعة استقرار البلاد، وقال أمام آلاف المشاركين في تجمع ضخم، أمس، بالقاعة البيضاوية "نحن هنا لنرد الدين لرجل خدم الجزائر وشعبها ونقف وقفة رجل واحد مع جيشها"، محذرا في ذات السياق من مغبة السقوط في فخ من يحالون الزج بالبلاد نحو مستنقع الفوضى، بعد أن أكد أن الرئيس بوتفليقة "وعد بالدولة المدنية وهو أمر بدأ يتحقق". شدد الأمين العام للأفلان عمار سعداني في كلمة له بمناسبة تجمع وطني في إطار المبادرة الوطنية من أجل التقدم في انسجام واستقرار، على ضرورة دعم رئيس الجمهورية ونصرة الجيش الوطني الشعبي في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد، خاصة على الصعيد الأمني بسبب التهديدات الأمنية على الحدود بفعل تعقد الأزمة الأمنية في ليبيا على وجه الخصوص. وفي ذات السياق خاطب سعداني آلاف المشاركين في هذا اللقاء الذي احتضنته القاعة البيضاوية "جئتم هنا لتدعموا رجلا نذر نفسه لهذا الوطن.. جئتم هنا لتقفوا وقفة أكبار لرجل خدم البلاد رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين"، مؤكدا بالقول" رئيس الجمهورية وعد ولم يخلف بعد أن جاء في وقت كانت دماء الجزائريين ما تزال تسيل والخوف يخيم على النفوس، وآلة الإرهاب تقتل في كل مكان، حيث أطفأ نار الفتنة وأعاد الأمن والأمان لكل الجزائريين". من جهة أخرى أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حين تسلم الحكم كانت البلاد منهارة اقتصاديا وكانت تحت رحمة صندوق النقد الدولي "الأفامي" بسبب الديون الخارجية، غير أنه أنقذنا منها"- يضيف سعداني- الذي أكد مستطردا "الرئيس بوتفليقة جعل الإعلام حرا ومستقلا يكتب ما يشاء ويصور من يشاء"، حيث وعد بالدولة المدنية وهو أمر بدا يتحقق. وعلى صعيد متصل ثمن الأمين العام للأفلان الجهود التي تقوم بها وحدات الجيش الوطني الشعبي التي يرابط أفرادها على الحدود من اجل صون البلاد وحماية أمنها واستقرارها مشددا بالقول » حماة الوطن تقولون للأعداء نحن هنا مرابطون«، ملفتا إلى أن تجمع اليوم هو وقفة مع الجيش الوطني الشعبي وكل أسلاك الأمن. من جهة أخرى أكد عمار سعداني أن تجمع مبادرة الجدار الوطني الذي احتضنته القاعة البيضاوية "ليس ضد أحد، بل هو من اجل الوطن فقط، والذي ضحى من اجله مليون ونصف مليون شهيد"، مؤكدا أن تضحيات الشهداء تستوجب منا أن نقف إلى جانب الوطن خاصة وان الجزائر تتعرض إلى التهديدات من كل جانب، وأن المؤامرات تحاك ضدها من اجل جرها نحو مستنقع الفوضى. وحول ذلك حذر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني من المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر وشعبها، داعيا في ذات السياق النزول إلى الولايات من أجل تعبئة المواطنين ودعم برنامج رئيس الجمهورية ونصرة الجيش الوطني الشعبي، على اعتبار أن تجمع القاعة البيضاوية هو البداية وليس النهاية من اجل أن أمن البلاد واستقرارها".