كما هو معروف فإن "غلطة الشاطر بألف"، ولذلك فإن الخطأ الذي وقعت فيه صحيفة "لوموند"، يعتبر فادحا بكل المقاييس، لأن الصحيفة المذكورة معروفة بمهنيتها ويشهد لها بأنها جريدة محترمة، ذات مصداقية فيما تنشر. لذلك، كان من الطبيعي جدا أن تحتج الجزائر رسميا لدى السلطات الفرنسية، بخصوص إقدام الصحيفة على نشر صورة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، فيما يعرف بفضيحة "بنما"، ولتي كشفت تورط مسؤولين كبار في العالم وعديد النجوم من عالم الفن والرياضة، في عمليات تهرب ضريبي. لقد سارعت صحيفة "لوموند" في طبعتها يوم أمس إلى التراجع وتقديم ما يشبه الاعتذار عن الخطأ المهني، الذي وقعت فيه، حيث أوضحت أن ما تضمنته صفحتها الأولى، في طبعة يوم الاثنين الفارط قد تم "خطأً"، وأن اسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لم يرد في الوثائق المذكورة، لا من قريب ولا من بعيد. لقد قامت "لوموند"، بعد أن احتجت الجزائر رسميا لدى السلطات الفرنسية، بخصوص الوثائق التي نشرتها الصحيفة على صفحتها الأولى بالبنط العريض تحت عنوان "المال الخفي لرؤساء الدول"، مرفقة بصور لخمس قادة من العالم من بينهم الرئيس بوتفليقة، ب "تصحيح التصويب"، وقد وصفت الجزائر المعلومات التي نشرت ب "المقالات التضليلية" واعتبرتها حملة تستهدف سلبا السلطات الجزائرية، وبلغ السفير الجزائري في باريس عمار بن جامع هذا الاحتجاج الرسمي للخارجية الفرنسية "كيدورسي". إن ما أقدمت عليه صحيفة "لوموند" بنشرها صورة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، يعد خطأ مهنيا فادحا، خاصة وأن الصحيفة المعنية ذات عراقة في الممارسة الصحفية الاحترافية والمحترمة. وهكذا تكون غلطة "لوموند" بألف!