دعا المشاركون في أشغال المؤتمر العربي الأول حول تشغيل الشباب، أمس، إلى الإسراع في إنجاز مشروع الشبكة العربية لمعلومات سوق العمل وربطها بوزارات العمل ومنظمات أصحاب الأعمال والعمال في البلدان العربية، والتي تهدف إلى توفير الإحصاءات والبيانات والمعلومات المرتبطة بواقع واحتياجات أسواق العمل وتسهيل مهمة الاتصال بين الباحثين عن العمل وأصحاب الأعمال في الدول العربية. دعا المشاركون في ختام أشغال هذا اللقاء الذي توج بجملة من التوصيات في هذا المؤتمر الذي جرى على مدى ثلاثة أيام، إلى ضرورة تعزيز الحوار الاجتماعي على المستويين الوطني والعربي ودعم دور منظمات أصاحب الأعمال والعمال في هذا الحوار في إطار من التوازن والتكافؤ القادر على تحقيق المشاركة في تحمل المسؤولية وصنع القرار. كما ألح المشاركون على أهمية التعاون في إطار عمل منسق مع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في إطار تنفيذ قرارات القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية المنعقدة مؤخرا في الكويت التي أقرت البرنامج العربي للتشغيل والحد من البطالة والبرنامج العربي للحد من الفقر، حيث يهدف هذا التعاون المنسق إلى تنظيم أنشطة وفعاليات مشتركة لإيجاد فرص عمل حقيقية للشباب والشابات في الدول العربية بما يسهم في تحقيق أهداف البرنامج العربي للتشغيل والحد من البطالة وكذا إلى تنظيم دورات تدريبية مشتركة للشباب في الوطن العربي بغية خلق كوادر شبانية عربية قادرة على الإنتاج والعمل والمنافسة في السوق العربية والدولية. وفي سياق ذي صلة، دعا المشاركون إلى إطلاق جائزة عربية للتجربة العربية التي تحقق أعلى معدلات تشغيل للشباب ومواجهة تحدي البطالة وتخفيض معدلاتها، من جهة أخرى أكدت التوصيات على ضرورة العمل على تطوير نظم تنمية الموارد البشرية بشكل عام ونظم التعليم والتدريب والتكوين المهني والتقني بشكل خاص كميا ونوعيا وكذا العمل على تقارب هذه النظم بين الدول العربية عن طريق المعايير والمؤشرات وبرامج إعداد المكونيين ومواءمة مخرجات هذه النظم مع متطلبات التنمية واحتياجات سوق الشغل. وتعتبر مسألة ترتيب أولويات التنمية بالتركيز على تنمية العلاقة بين التكوين والتشغيل وتأهيل وتكوين الموارد البشرية والارتقاء بالسياسات العامة للتعليم والتكوين والبحث العلمي، من أهم ما جاء أيضا في هذه التوصيات، كما ركز المؤتمر على ضرورة اعتماد البرنامج العربي لدعم القدرات في تأسيس المشروعات الصغيرة والمتوسطة ضمن برامج الصندوق العربي لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذي أقرته القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية باعتباره أحد الآليات الداعمة لاستراتيجيات التشغيل والاستفادة من الحصص التدريبية التي يوفرها هذا البرنامج. وحثت التوصيات على تعزيز الاستثمارات العربية في القطاعات كثيفة العمالة وإيجاد المشاريع الإستراتيجية العربية التي تشجع على التكامل الاقتصادي العربي وتهيئة الظروف لقيام السوق العربية المشترك، مؤكدة على مكافحة ظاهرة عمالة الأطفال وظاهرة التسرب المدرسي والعمل على تحقيق التمكين الاقتصادي أمام المرأة العربية وتذليل الصعوبات والعقبات التي تحول دون مشاركة المرأة خاصة وأن غالبية البطالة بين الشباب تكثر بين الفتيات، كما أوصى المشاركون بدعم وتشجيع إقامة التعاونيات الإنتاجية كونها تعزز دور الصناعات الصغيرة وتشجع المنتج الوطني وقدرته على المنافسة الأجنبية. ومن جهة أخرى، دعا المؤتمر إلى دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني من خلال تمويل إقامة مشاريع تشغيل الشباب لمساعدتهم في الثبات والصمود ومقاومة سياسات الاحتلال العنصري الصهيوني الرامية لتفريغ الأرض الفلسطينية من أصحابها الشرعيين، مع تأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة فوق ثرى وطنه فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. كما دعا المؤتمر إلى دعم شباب العراق في إقامة مشاريع تشغيل وتقدير تضحياتهم من أجل مواصلة البناء والأعمار والعبور إلى بر الأمان والاستقرار ولتقديم العون لشباب الصومال في مجالات التكوين والتشغيل والتعليم الأكاديمي والمهني وفي مجال تمويل وإقامة مشاريع تشغيل الشباب الصومالي لما يواجهه من ظروف استثنائية في بلاده. وفي الختام رفع المشاركون في هذا اللقاء رسالة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أكدوا له فيها خالص شكرهم لرعايته لأشغال المؤتمر وعظيم تقديرهم وبالغ اعتزازهم لما حققه الشعب الجزائري تحت قيادته من تقدم في كافة المجالات، ولما تحظى به قضايا الشباب في الجزائر وفي مقدمتها قضية التشغيل، وكذا توفير الحماية الاجتماعية من اهتمام، مشيرين إلى أن ذلك يعد تجربة رائدة يقتدى بها. كما حيا المشاركون في هذه الرسالة الرئيس بوتفليقة لدعمه المتواصل لقضايا تشغيل الشباب على المستوى العربي ودعمه لبرنامج التشغيل المتكامل الذي تتبناه منظمة العمل العربية خلال القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية المنعقدة بالكويت.