انتقد عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني، النائب نور الدين آيت حمودة واتهمه بمحاولة التسويق لمعلومات مغلوطة عن الوضع في الجزائر خلال مداخلته أمام وفد الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، مشيرا إلى أن الحياة السياسية في الجزائر تتميز بالنشاط بخلاف ما جاء على لسان نائب الأرسيدي. وقد جاء تأكيد سي عفيف في أعقاب المداخلة المقتضبة التي ألقاها آيت حمودة نائب الأرسيدي بالمجلس الشعبي الوطني، وهو ما أثار استياء النواب الذين انسحب العديد منهم من الجلسة احتجاجا على ما جاء لسان النائب الذي حاول أن يقنع وفد الجمعية العاملة لل »الناتو« ببعض الحيثيات المتعلقة بما أسماه »تدهور الوضع في الجزائر« من جانب حماية حقوق المرأة وكذا الحريات الفردية والجماعية، حيث سارع الحضور إلى نفي هذه التصريحات عندما خاطبوا الضيوف بتأكيدهم أن حرية التعبير التي تحدث بها آيت حمودة تؤكد وجود حرية الرأي في الجزائر وديمقراطية النقاش. وكان ردّ عبد الحميد سي عفيف أكثر حدة عندما قال »يبدو أن الديمقراطية في الجزائر لم يتقبلها البعض إلى درجة يسعون فيها إلى الهدم أكثر من البناء في الجزائر«، قبل أن يوضح في هذا الاتجاه »لكن هؤلاء قدموا لنا خدمة كبيرة وكشفوا لضيوفنا من الناتو حقيقة الديمقراطية في بلادنا«، مضيفا في تعليقه على اتهامات نائب الأرسيدي بوجود تضييق على حرية المعتقد »لا وجود لهذا الأمر بتاتا لأن هناك حياة سياسية نشطة وتعددية حزبية فعالية رغم كونها لم تصل بعد إلى المستوى الذي نأمله«. وبعدها تفرّغ سي عفيف للحديث عن دور الدبلوماسية البرلمانية في الجزائر، مشيرا إلى تولي الجزائر حتى الآن 19 مسؤولية عليا في مختلف الهيئات البرلمانية العالمية مما يدل، حسبه، على الحضور القوي للبرلمان الجزائري في الفضاءات الدولية من خلال المشاركة الفعالة في المنتديات والندوات الدولية التي تنظم بشكل دوري. وأبرز المتحدث من هذا الجانب دور البرلمان الجزائري بغرفتيه في السياسة الخارجية التي رغم تأكيده بأنها من صلاحيات رئس الجمهورية إلا أنه حرص في المقابل على التوضيح بأن المادة 131 من الدستور تخوّل للبرلمان صلاحيات الموافقة على المعاهدات رغم كونه، أي البرلمان، لا يشارك في مرحلة التحضير لها منذ البداية، معتبرا أن البرلمانيين يمارسون الرقابة البعدية لتطبيق نصوص الاتفاقيات التي توقع عليها الجزائر، وأكد أن هذا من بين مؤشرات نجاح الدبلوماسية البرلمانية في بلادنا.