تساءلت الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي ''الناتو'' حول الكيفية والطريقة التي تعتمد عليها الجزائر في إرساء الديقراطية وحماية حقوق الإنسان، في الوقت الذي تعتمد فيه على الإسلام كركيزة لقيام الدولة وتستند عليه في الكثير من التشريعات• تمحورت أسئلة ممثلي الوفد، أمس، بمناسبة انعقاد الندوة البرلمانية حول الناتو، بالمجلس الشعبي الوطني، خاصة حول الفرص والإمكانيات التي توفرها الدولة للعنصر الشباب والتكفل بانشغالاته، وذهب أحد الأعضاء وهو مندوب بريطاني بالناتو، إلى حد طلب تقديم الإجابة حول هذا الانشغال من طرف عنصر شاب بالقاعة لا يتعدى سنه 40 سنة• كما تساءل أعضاء الوفد عن الخطة التي تعتمدها الدولة لإرساء الديمقراطية بالجزائر وحماية حقوق الإنسان والحفاظ على حقوق المرأة في المجتمع، يعتمد على الدين الإسلامي في الكثير من الأمور• واستدل المتدخلون الأجانب في هذا الشأن بالتقهقر الذي يميز هذه الحقوق في العديد من البلدان التي تعتمد على الإسلام وتتخذه كركيزة لقيامها واستمرارها• وفي رده على هذه الانشغالات أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي محمد صغير باباس أن الجزائر تهتم بشبيبتها، مستدلا بالحماس الوطني الذي أظهره الشباب بعد الانتصار الفريق الوطني على المنتخب المصري، كما دعا الوفد لطلب الحصول على تقرير وطني مفصل حول السياسات العمومية للتكفل باهتمامات الشباب وانشغالاته في مختلف المجالات• أما فيما يخص العوائق التي سجلها أعضاء الناتو والمتعلقة بكيفية التوفيق بين إرساء الديمقراطية واعتماد الإسلام دينا للدولة، أكد باباس أن الإسلام لا يمكن أن يكون عائقا لقيام دولة ديمقراطية، مستدلا بالنموذج التركي، الذي يقوده زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، مضيفا أن هناك العديد من الأحزاب الإسلامية الجزائرية داخل كل من المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة تنسق مع أحزاب ذات توجهات مخالفة دون أي إشكال• أما فيما يخص المكانة التي تخصصها الجزائر لحماية حقوق المرأة، فسجل باباس، تزايد عدد النساء بالمؤسسات التربوية مقارنة بالذكور، فمقابل كل 150 فتاة هناك 100 شاب بالجامعات الجزائرية، ومقابل كل 143 تلميذة هناك 100 تلميذ بالطور الثانوي، معتبرا ذلك نقلة نوعية حققتها الجزائر• ولم يفوّت النواب هذه الفرصة لتسجيل المبادرة الشجاعة التي اتخذها رئيس الجمهورية من أجل توسيع حظوظ المرأة في المجالس السياسية المنتخبة• وذكر محمد الصغير باباس بعدد جمعيات المجتمع المدني التي تنشط وكذلك التعددية السياسية في الجزائر، معتبرا أن ما حققته الجزائر في هذا المضمار مرتبط بتاريخها واستقلالها الحديث واستغراقها وقتا في مواجهة الإرهاب• واغتنم نائب الأرندي بناي الفرصة لدعوة أعضاء الناتو للاطلاع على الإسلام والتدقيق في حيثياته قبل الحكم بأنه يمكن أن يكون عائقا في طريق إرساء الديمقراطية بالجزائر أو أي دولة أخرى• أما نائب الأرسيدي نور الدين آيت حمودة فسجل من جهته غياب الحرية الدينية بالجزائر، من خلال تعرض إحدى المواطنات بولاية تيارت للاعتقال بسبب حملها الإنجيل، وأضاف أن الجزائر ترفض إعادة النظر في قانون الأسرة من خلال عدم تحريمها لنقطة تعدد الزوجات، معتبرا ما قامت به كل من تونس والمغرب في هذا الصدد تطور• ولم يفوّت نائب الأرسيدي الفرصة للتأكيد لأعضاء الوفد أن إرساء الديمقراطية أمر مستبعد في الجزائر مستدلا بأن ''المجلس الشعبي الوطني هو مؤسسة نابعة عن التزوير الانتخابي، وأن الديمقراطية لا يمكن أن تقوم في بلد تنتشر فيه الرشوة والفساد''• ورد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والجالية، عبد الحميد سي عفيف على نائب الأرسيدي بأن الجزائر لم تعدل قانون الأسرة فيما يخص تعدد الزوجات لاعتبار أساسي متمثل في عدم وجود الظاهرة أو قلتها بالجزائر• وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن رئيس المجموعة الاقتصادية في البرلمان قدم لوفد الناتو عرضا مفصلا عن المسار الذي اتخذته الجزائر منذ الاستقلال وإلى غاية تعديل الدستور الذي يسمح بالتعددية السياسية والإعلامية سنة ,1989 والتخلي عن الاقتصاد الموجه وانتهاج اقتصاد السوق كخيار للاندماج في المجموعة الدولية، مع وقوفه عند أهم المحطات التي اتخذتها الدولة لمواجهة الإرهاب وإعادة إدماج المغرر بهم في المجتمع• أما رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري فدعا في مداخلته أعضاء الوفد إلى أهمية تنسيق الجهود بين ضفتي المتوسط لحل مشكلة الهجرة غير الشرعية• كما أشار الأستاذ الجامعي في الاقتصاد إلياس بوذراع مشكل المياه في منطقة الشرق الأوسط، وقدم عرضا عن النزاعات القائمة بالمنطقة بسبب هذا المورد الحيوي• وتنقل وفد الناتو في الفترة المسائية إلى إقامة الميثاق لعقد لقاءات مع وزراء الطاقة، الموارد المائية والتربية•