حمّل أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري الإعلام في كل من مصر والجزائر مسؤولية التوتر والتأزم الحاصل بين البلدين، وشدد سرور على ضرورة احتواء الهوة التي تسبب فيها الإعلام ومعالجة تداعيات المقابلة الكروية بين البلدين، دون المبادرة في المقابل بإسكات أبواق الفتنة عبر عدد من الفضائيات المصرية والتي ما تزال تخوض حربها القذرة ضد كل ما هو جزائري. جاءت تصريحات رئيس مجلس الشعب في مصر في إطار رسائل التهدئة التي بادرت بها القاهرة في الأيام الأخيرة من أجل إخماد حملة الكراهية التي أشعلتها الفضائيات المصرية بمباركة عدد من المسؤولين المصريين في مقدمتهم نجلي الرئيس مبارك، ضد الجزائر عقب فوزها في مباراة التأهل لكاس العالم في السودان، وقد أعربت مصر مؤخرا من خلال تصريحات رسمية عن رغبتها في الحفاظ على العلاقات القوية مع الجزائر ، منها التصريح الأخير لرئيس الوزراء المصري أحمد نظيف الذي أكد أن ما حدث بين البلدين عقب مباراة كرة القدم لا يعدو أن يكون أكثر من خلاف عادي لا يمكن أن يؤثر على العلاقات مع الجزائر. وفي نفس السياق جاء التصريح الأخير لأحمد فتحي سرور الذي أدلى به لصحيفة الوفد والذي لم يتوان فيه عن تحميل وسائل الإعلام مسؤولية الفتنة الحاصلة بين البلدين، مؤكدا أن مصر ليست ضد الجزائر وأن الخلاف معها رياضي فحسب وقال: لسنا في قطيعة مع الجزائر سياسياً وأن ما حدث لا يعدو أن يكون وقفة مع الأخ والصديق في المجال الرياضي، وحسب ما ذهب إليه رئيس مجلس الشعب في مصر فإن الإعلام في البلدين تسبب في زيادة الهوة وكان وراء التداعيات التي خلفتها مقابلة كرة القدم بين البلدين، مشددا على ضرورة أن يعمل العقلاء على احتواء هذه الهوة، مشيرا إلى أن البلدين قادرين على تجاوز تداعيات هذه المنافسة الكروية. ويعد تصريح سرور أول اعتراف رسمي مصري بمسؤولية الإعلام في هذه الأزمة، لكن في المقابل لم تبادر القاهرة بوقف الحملة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها الجزائر من قبل بعض فضائيات الفتنة والتي ما تزال إلى اليوم تشن حملتها القذرة ضد كل ما هو جزائري، وهو ما يقود إلى التساؤل حول جدية خطوات التهدئة التي تقوم بها مصر دون المبادرة بإسكات أبواق الشتم والقذف الموجهة إلى الجزائر، خاصة وأن رئيس الوزراء المصري سبق له وأن اعتبر أن الأزمة مع الجزائر يجب وضعها في نطاقها الطبيعي والصحيح وأن ما حدث هو خلاف عادي في مباراة لكرة القدم التي تشهد الكثير من المشاحنات كل يوم ولذلك فأنها لا يمكن أن تؤثر على العلاقات المصرية – الجزائرية. كما أكد سرور على صعيد آخر اشتراك بعض القانونيين الجزائريين في المؤتمر الثاني والثلاثين للمعهد الدولي والمؤتمر الخامس للجمعية المصرية للقانونيين المتصلين بالثقافة الفرنسية والذي يبدأ أعماله اليوم بالقرية الذكية.