قالت صحيفة ''الوفد'' المصرية المعارضة أمس، أنه تقرر إعادة الخبراء المصريين العاملين في شركات أوراسكوم والمقاولون العرب وآسيك وإجيماك إلى الجزائر. اتفقت مجموعة ''أوراسكوم'' برئاسة نجيب ساوريس على نقل 3200 مهندس وفني مصري إلى الجزائر على خطوط مصر للطيران اليومية، التي خصصت بدورها 12 رحلة إضافية خاصة لاستعادة العمل في مشروعات مصنع الأسمدة في المسيلة والإنشاءات التي تتركز في وسط وغرب الجزائر. في حين ذكرت الصحيفة أن وفدا يضم نحو300 مهندس وفني سافر مساء السبت في أول رحلة للعودة إلى الجزائر، على أن تصل الطاقة الطبيعية للعمالة نهاية الأسبوع المقبل. وأضافت أن مجلس إدارة شركة ''المقاولون العرب'' سيصدر اليوم قراراً بإنهاء إجراءات تجميد العمل في مشروعات الجزائر التي توقفت عقب أحداث القاهرة التي أشعلت شرارة الغضب في الوسط الشعبي الجزائري. وأفادت ''الوفد'' بأن ما أسمته انفراجا في العلاقات الثنائية عقب الوساطة الشعبية التي قام بها علماء من رابطة العالم الإسلامي بجدة، وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي والرئيس الليبي معمر القذافي وأسفرت عن تبادل رسائل التهنئة بمناسبة عيد الأضحى بين مؤسستي الرئاسة في البلدين. وزعمت الصحيفة أن الجزائر تعهدت للوسطاء بحماية الخبراء المصريين بمشاركة من القوات الأمنية والأئمة وشيوخ القبائل، مع إلزام مثيري الفتنة بالتهدئة، وتوفير كافة الظروف الملائمة لاستقبال المصريين، كما وافقت على مواصلة صفقات تصدير غاز البوتاجاز لمصر والتي تحصل فيها على امتيازات خاصة بالتسعيرة مقارنة عن مثيلاتها في أوروبا والشركات الدولية. ومن المقرر أن يصل إجمالي عدد العاملين من الخبراء والفنيين المصريين بالجزائر إلى 6 آلاف فرد قبيل نهاية الشهر الحالي مع بقاء نحو ألفي شخص يقضون إجازاتهم العادية بالقاهرة سيعودن إلى الجزائر مع بداية الشهر المقبل، وكان الخبراء المصريون قد وصلوا جميعاً من المدن الجزائرية إلى مصر قبيل إجازة العيد على رحلات مصرية وأجنبية مع تصاعد الأزمة بين البلدين، ويعمل الخبراء في مشروعات صناعة الأسمدة والمقاولات الإنشائية الكبرى والطرق وخطوط الكهرباء في استثمارات تصل قيمتها إلى نحو 6,5 مليار دولار. وجاءت التطورات الجديدة عقب الزيارة التي قام بها وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل إلى مصر، على هامش مشاركته في مؤتمر وزراء المنظمة العربية للأقطار المصدرة للنفط أوبك، واتصالاته بالمسؤولين المصرين هناك والمقرر أن تتوج بلقاء رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف وكذا التوقيع على اتفاق لإنشاء شركة للطاقة. ويبدو أن الجانب الجزائري فضل تجاوز آثار الهجوم الإعلامي والسياسي المصري على الجزائر ورموزها مؤقتا لضمان عدم توقف المشاريع التي يتولاها مصريون، لأن من شأن توقف هذه المشاريع تعطيل المخططات التنموية المرتبطة بها وخصوصا في البتروكيماويات والأسمدة والمشاريع السكنية. وهدد وزير الطاقة في وقت سابق بفصل العمال المصريين الذين تأخروا عن العودة من عطلة العيد وتعويضهم بعمال من جنسيات أخرى، مع العلم أن ذلك يتطلب وقتا أطول لاستئناف العمل في هذه المشاريع. وساهمت تصريحات مسؤولين جزائريين ومصرين في إضفاء أجواء جديدة على العلاقات المتشنجة. حيث أكد وزير الطاقة مثلا أن العلاقات بين مصر الجزائر ''تتحسن'' وذلك بعد الأزمة الدبلوماسية التي أثارتها أعمال العنف التي أعقبت لقائي منتخبي البلدين في تصفيات كأس العالم لكرة القدم للعام .2010 وقال الوزير لدى وصوله إلى العاصمة المصرية أمس السبت، حيث يشارك في اجتماع لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للنفط (أوبك) أن العلاقات بين البلدين ''تتحسن وها أنا هنا'' وأشار أيضا إلى أن البلدين سيطلقان شركة نفطية مشتركة. وستوقعان الأسبوع القادم اتفاقا لإنشاء شركة مشتركة للنفط والغاز. وسيكون المشروع مناصفة بين شركة ''سوناطراك'' الجزائرية للطاقة من الجانب الجزائري والشركة المصرية القابضة للغازات والهيئة المصرية العامة للبترول. وقال خليل للصحفيين ''لدينا اجتماع يوم الأحد (اليوم) وآمل أن يتم خلاله توقيع اتفاقية لإنشاء شركة مشتركة للقيام بأعمال الاستكشاف والإنتاج في كل من مصر والجزائر ودول أخرى''. مشاركة محامين جزائريين في ندوة بالقاهرة دكرت مصادر إعلامية مصرية في سياق إصلاح العلاقات الثنائية بين البلدين أن وفدا من المحامين الجزائريين شارك في أشغال المؤتمر الثاني والثلاثين للمعهد الدولي والمؤتمر الخامس للجمعية المصرية للقانونيين المتصلين بالثقافة الفرنسية بالقاهرة والذي بدأ أعماله اليوم الأحد على مدى يومين بالقرية الذكية. ونقلت الجريدة عن رئيس مجلس الشعب المصري فتحي سرور الرئيس المنتهية عهدته للمعهد الدولي للقانون بالدول الفرانكفونية أن اشتراك بعض أساتذة القانون والمحامين الجزائريين في المؤتمر يتم بناء على صفاتهم العلمية كونهم أعضاء في المعهد الدولي لقانون الدول الناطقة بالفرنسية. وقال فتحي سرور للصحيفة أن مصر ليست ضد الجزائر وأن الخلاف معها رياضي فحسب وقال ''لسنا في قطيعة مع الجزائر سياسياً وأن ما حدث لا يعدو أن يكون وقفة مع الأخ والصديق في المجال الرياضي''. وأضاف ''لقد تسبب الإعلام في البلدين بزيادة الهوة وخلق تداعيات يجب أن يعمل العقلاء على احتوائها ونحن قادرون على ذلك''.