سعي المغرب وراء التسلح، ومحاولاته المتواصلة الهادفة إلى تحقيق توازن في القوة مع الجزائر، جعله يدخل قائمة الزبناء العشرة للأسلحة الأمريكية، علما أن الجيش المغربي يحتل المرتبة الثالثة إفريقيا ويعتبر المغرب من بين أكثر البلدان إنفاقا على السلاح في العالم. كشفت خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس الأمريكي في تقرير جديد أن المغرب احتل المرتبة العاشرة في قائمة الدول التي اقتنت أسلحة أمريكية من سنة 2005 إلى غاية بسنة 2008، وبلغت قيمة الصفقات التي أبرمتها الرباط مع واشنطن، يضيف نفس المصدر الذي تناقله الموقع الاليكتروني المغربي »هسبريس« 2.5 مليار دولار، وبهذا يكون المغرب قد دخل » نادي« العشرة دول التي تقتني السلاح الأمريكي. وكان المغرب قد ابرم العديد من الصفقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لاقتناء أسلحة متطورة، من بينها اتفاقية مع سلاح الجو الأمريكي بخصوص صفقة تزويد القوات الجوية الملكية المغربية بتقنيات Db-110 الخاصة بالرؤية الليلية للطائرات العمودية وجهاز الصد »بلوك 52«، إضافة إلى 24 من مقاتلات ال»أف 16« ذات أنظمة الهجوم المتعددة، وتتيح الأنظمة الجوية الحديثة التي اقتناها المغرب ، لربان الطائرات المقاتلة التقاط الصور ليلا باستخدام تكنولوجيا إلكتروبصرية وصوتية يتم تحليلها بشكل فوري، وهو النظام الذي يستخدمه سلاح الطيران الملكي البريطاني وبحرية الدفاع اليابانية ، وهو يمثل آخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الحرب الجوية، فضلا عن دبابات أمرية مستعملة. وكشفت مصادر على صلة بالملف أن واشنطن تكون قد وافقت مؤخرا على بيع المغرب 6 طائرات مروحية، عبارة عن ناقلات الجند وداعمات عسكرية، من نوع تشينوك د 47، كانت قد أبرمتها القوات المسلحة الملكية المغربية، من خلال إدارة الدفاع الوطني، مع شركة "بوينغ" في شقها الدفاعي، وحسب مصادر وصفت بالعليمة فإن قيمة الصفقة قُدرت ب 134 مليون دولار، ويُتوقع أن يتسلم المغرب أول طائرة من النوع المشار إليه خلال شهر مارس من سنة 2011، وهي طائرات مروحية متطورة نسبيا . وتعتبر المملكة العربية السعودية حسب التقرير ذاته أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية خلال الفترة من 2005 إلى 2008 وأبرمت صفقات قيمتها 11.2 مليار دولار تليها الإمارات العربية المتحدة بقيمة عشرة مليارات دولار. وقال تقرير "مبيعات الأسلحة الأمريكية" الصادر مؤخرا أن استراليا احتلت المركز الثالث بقائمة خدمة الأبحاث التابعة للكونغرس إذ اشترت معدات قيمتها 6.4 مليار دولار ثم مصر التي اشترت بقيمة 5.2 مليار دولار تليها باكستان التي اشترت بقيمة 4.5 مليار دولار ثم العراق بقيمة 3.5 مليار دولار، وأضاف التقرير أن باقي أكبر عشر دول خلال تلك الفترة هي كوريا الجنوبية بقيمة 3.1 مليار دولار واليابان بقيمة ثلاثة مليارات دولار وإسرائيل بقيمة 2.7 مليار دولار والمغرب بقيمة 2.5 مليار دولار، واستند التقرير إلى بيانات جمعتها وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع (البنتاغون) والتي ترعى مثل تلك الصفقات. ويرى العديد من الملاحظين أن إنفاق المغرب على السلاح يتطور بشكل بلافت في السنوات الأخيرة ن فالمغرب ينظر بعين الريبة إلى تسلح الجزائر ويحاول من خلال الصفقات التي عقدها مع العديد من الدول بما في ذلك روسيا وإسرائيل تدارك التأخر الذي يعاني منه خصوصا أمام الجزائر، فالجيش المغربي يحتل المرتبة الثالثة إفريقيا بعد كل من الجيشين المصري والجزائري، ويضيف الملاحظون أن سباق التسلح الذي يحاول المغرب فرضه على الجزائر منذ تسعينيات القرن الماضي، لما كانت الجزائر تواجه أزمة اقتصادية عويصة ومعضلة أمنية خطيرة، يؤدي به إلى التضحية بالعديد من الأولويات المتعلقة بالتنمية، في بلد يعاني سكانه الأمرين على جميع المستويات، واقتطاع الملايير من الدولارات من خبز الشعب المغربي.