وافقت واشنطن على بيع المغرب عبر شركة » ريثيون« الأمريكية منظومة صواريخ جو-جو متوسطة المدى من طراز »أآي أم س7-120«،وهو نفس النوع الذي سوف يسلم أيضا لكل من الكويت وأردن، وتأتي هذه الصفقة التي تصفها الصحافة المغربية بالهامة في إطار سعي الرباط المتواصل إلى استدراك التأخر حاصل فيما يتعلق بتجهيز الجيش المغربي مقارنة بالجيش الجزائري الذي يحتل المرتبة الثانية إفريقيا بعد الجيش المصري. أورد الموقع الاليكتروني المغربي » هسبريس« نقلا عن صحيفة » الاتحاد الاشتراكي « أن الحكومة الأمريكية قد كشفت عن موافقتها على إبرام صفقة لبيع صواريخ للمغرب عبر شركة « ريثيون « ويتعلق الأمر بطراز مطور من صواريخ جَو جَو متوسطة المدى من نوع (AIM-120-C7)، وهو نفس الطراز الذي يرتقب أن يكون موضوعا لصفقات مماثلة مع دول عربية أخرى وهي الكويت والأردن. وفيما لم تعلن واشنطن عن عدد هذه الصواريخ و القيمة المالية للصفقة المبرمة مع الرباط،أوضح قائد المجموعة 328 في نظام التسليح التابع للقوات الأمريكية، مايكل أندرسن، أنه: »من شأن تزويد حلفائنا بصواريخ من طراز (AIM-120-C7) من خلال برنامج بيع السلاح للدول الأجنبية، أن يعزز الأمن القومي الأمريكي على الصعيد الإقليمي ويدعم تحالفنا»، وهو ما يشير صراحة إلى خلفيات تسليح الغرب وخصوصا أمريكا للمغرب، والذي يقوم كما هو معروف بأداء ادوار بالوكالة عن واشنطن للدفاع عن بعض خياراتها الأمنية الإستراتيجية في شمال إفريقيا. وقال المشرف على برنامج إعداد تلك الصواريخ بالشركة الأمريكية، جيم نوكس، أنه: »ليست هناك صواريخ أخرى، على مستوى الإنتاج أو التطوير، يمكنها مضاهاة صواريخ (AIM-120-C7) من حيث قدرتها في الفتك والدقة«، وأضاف بأن هذه الصواريخ »هي الخيار الأفضل لحماية الناس والبنيات التحتية والموارد ذات الحساسية الكبرى لحلفائنا العرب، بحيث يمكن استعمالها حتى في الدفاعات الجوية انطلاقا من الأرض«، وقد تمكنت الشركة المصنعة من جعل تلك الصواريخ متوافقة وخاصيات مجموعة من الطائرات الحربية، ومن بينها مقاتلات »إف 16« التي سيحصل المغرب على 24 منها في إطار صفقة أخرى سبق للكونغرس الأمريكي أن وافق عليها في وقت سابق من هذه السنة بقيمة لا تقل عن 2.4 مليار دولار، علما أن هذه الطائرات التي افتكتها واشنطن مقابل تخلي المغرب عن صفقة كان يتم التحضير لها وتتعلق بشراء مقاتلات جوية من نوع » رافال« الفرنسية، هي مقاتلات مستعملة، مع العلم أن هذه الصفقة تضاف إلى سلسلة الصفقات العسكرية التي يعقدها المغرب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي كان آخرها تقدم الرباط بطلب اقتناء ثلاث مروحيات عسكرية من طراز "تشينوك" إلى جانب العديد من المعدات اللوجيستية بقيمة تصل إلى 134 مليون دولار، كما تستفيد القوات العسكرية المغربية بمقتضى صفقات الأسلحة تلك، من تكوين لصالح الأطر الحربية المغربية من أجل تأهيلها لاستعمال المقتنيات الجديدة. وتأتي الصفقة الجديدة التي حصل عليها المغرب والمتمثلة في منظومة صواريخ حديثة في إطار التسابق على السلاح الجاري في المنطقة بين الجزائر والمغرب، فالرباط تسعى وبكل الوسائل إلى تدارك التأخر الذي يعنيه تسليح الجيش المغربي مقارنة بالجيش الجزائري عددا وعدة. وكان معهد البحث الإستراتيجي الدولي في بروكسل قد صنف الجيش المغربي في المرتبة الثالثة إفريقيا بعد كل من الجيش المصري والجزائري، في إطار تصنيف لقوة 50 جيشا في العالم اعتمادا على مقياس التسليح والتجهيز، كما سبق لمجلة »جون أفريك« الفرنسية أن أكدت في أفريل الماضي أن مصر تتصدر أكبر عشرة جيوش في أفريقيا، فيما يحتل المغرب المركز الثالث تليه إريتريا فنيجيريا وأثيوبيا والسودان أنغولا وليبيا وجنوب أفريقيا، وكشف معهد ستوكهولم في تقرير أصدره قبل أكثر من عام أن المغرب أنفق أكثر من ملياري وثلاثمائة مليون دولار على صفقات الأسلحة في 2008 ، ويحتل المرتبة الخامسة عربيا من حيث الإنفاق العسكري. ويصل عدد أفراد الجيش المغربي، حسب مؤسسة » فوركيست «الدولية المختصة في الشؤون العسكرية والدفاع إلى 250 ألف جندي، منهم 175 ألف في القوات البرية، وبين و 7500 و10 ألاف جندي في القوات البحرية، في حين يبلغ عدد القوات الجوية المغربية 13500 جندي، علما أن ميزانية الدفاع المغربية ارتفعت بشكل محسوس في السنة الجارية. لكن رغم ذلك يبق الجيش المغربي متخلفا عن الجيش الجزائري في التسلح والتجهيز، وقد صنف معهد البحث الاستراتيجي الدولي ببروكسل الجيش الجزائري الثاني في أفريقا بعد الجيش المصري، وفي المرتبة ال 20 عالميا، والثامن ضمن جيوش الدول الإسلامية التي تضم قوى عسكرية إقليمية والعالمية كبيرة على غرار الجيش الباكستاني والجيش التركي والجيش الإيراني. وأشار نفس المصدر أن الجيش الجزائري يضم في صفوفه أكثر من 300 ألف جندي وهو مجهز بأكثر من ألفي دبابة ،ونحو 300 طائرة مقاتلة متطورة، و160 طائرة نقل أغلبها سوفياتية الصنع، و180 مروحية متنوعة المهام، وأضاف نفس التقرير بأن الجيش الجزائري يعرف بانضباطه الشديد ويعد الأكثر تنظيما في شمال إفريقيا.