تواصل الرباط سياسة التسلح المكثف، وبعد الصفقات الكثيرة التي أبرمتها مع العديد من الدول من بينها إسرائيل، كشفت مصادر مغربية أن المملكة قد تسلمت الدفعة الأولى من صفقة الدبابات الأمريكية في إطار صفقة تتكون من 140 دبابة من طراز "إم 60 إي"، علما أن المغرب يعتبر من بين 20 دولة في العالم الأكثر اقتناءا للسلاح، ويعتبر جيشها الثالث إفريقيا بعد الجيشين الجزائري والمصري. تسلمت القوات المسلحة المغربية الدفعة الأولى من صفقة الدبابات أمريكية الصنع من طراز "إم 60 إي" التي توقفت أمريكا عن إنتاجها سابقا، تم اخضعتها لتطويرات تقنية وتكنولوجية جعلت الكثير من الخبراء العسكريين يشبهون الجيل الجديد منها بالنسخة المصغرة لدبابة "إبرامز" الأمريكية والتي تعتبر رأس الحربة بالنسبة لسلاح المدرعات الأمريكي، استخدمها القوات البرية الأمريكية في العديد من العمليات منها في العراق وأفغانستان، وحسب مصادر إعلامية مغربية فإن هذه الدفعة من الأسلحة تدخل ضمن صفقة أبرمت بين المغرب وأمريكا تضم 140 دبابة. وحسب نفس المصادر فإن القوات المسلحة الملكية حسمت في اختيار الموديل الأمريكي بعد صرف النظر عن الموديل الصيني "2000 أم بي تي /2/90 " الذي كان الهدف منه التصدي للدبابات الروسية من نوع تي "90/أس" المتطورة التي يملكها الجيش الجزائري. وكان المغرب قد تسلم أيضا 102 مدرعات من صنع بلجيكي في إطار صفقة عسكرية سرية أبرمت بين البلدين سنة 2008 واتفق المغرب مع الجانب البلجيكي على تسليمه المدرعات المشار إليها على دفعات إلى غاية شهر جوان المقبل، وتسلم إلى حد الآن 60 مدرعة بلجيكية من نوع "أي إي أف في بي 50" وعشر مدرعات من نوع "أي إي أف في /بي سي/25،ويسعى الجيش المغربي حسب نفس المصادر إلى اقتناء مدرعات روسية من نوع "بي إم بي 3"، وهي من أحدث المدرعات الروسية وتمتلكها القوات العسكرية الجزائرية، وقد تم الاتفاق على هذه الصفقة خلال الزيارة التي قام بها وفقد مغربي إلى موسكو في 2006. وقالت المصادر المغربية أن القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية تسعى إلى اقتناء مروحيات هجومية من نوعي "إم 35" و"إم 17"، وتعتبر من أحدث الطائرات العمودية التي تستخدم في تقديم الدعم لفرق المشاة، كما يبحث الجيش المغربي أيضا اقتناء مصفحات فرنسية وأنظمة إلكترونية إسبانية لإطلاق الصواريخ ودبابات أمريكية من نوع "إم تي 90 إي". ويأتي هذا التهافت المغربي على السلاح بعد ما أعطى العاهل المغربي محمد السادس الضوء الأخضر من أجل إبرام صفقات عسكرية وصفت بالهامة خلال السنتين المقبلتين بقيمة تناهز 64 مليار درهم، تتمثل في اقتناء أسلحة متطورة من دول بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وروسيا وبيلاروسيا، ويعتبر قرار رصد 64 مليار درهم لتحديث عتاد الجيش خارجا عن الميزانية المرصودة للقوات المسلحة الملكية برسم سنة 2009 والمقدرة ب 34 مليار و625 مليون درهم. وكانت القوات المسلحة المغربية قد تسلمت مؤخرا صفقة متكونة من أكثر من 20 مقاتلة جوية من نوع "أف 16"، وأبرمت من جهة أخرى عدة صفقات لاقتناء بوارج حربية خاصة من بلجيكا وايطاليا وعتاد عسكري متطور من إسرائيل، ضمن إطار سعي متواصل إلى مجارات الجزائر، خاصة بعد الصفقات الكبيرة جدا من الأسلحة المتطورة "مقاتلات جوية، أنظمة صواريخ، دبابات وبوارج حربية وغواصات" ، أبرمتها الجزائر خاصة مع روسيا والتي فاقت قيمتها 7 ملايير دولار أمريكي، رغم أن العديد من المتتبعين يعتقدون بأن الإنفاق العسكري المغربي يؤثر سلبا على ميزانية المغرب التي تعتمد أساسا على عائدات السياحة والفلاحة خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية. للإشارة يحتل الجيش المغربي المركز الثالث إفريقيا بعد كل من الجيشين المصري والجزائري، وهذا حسب ما نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية، وكان معهد (ستوكهولم) قد كشف في تقريره الصادر قبل عام أن المغرب يحتل المرتبة الخامسة عربيا من حيث الإنفاق العسكري، وأكد التقرير أن المغرب أنفق أكثر من ملياري وثلاثمائة مليون دولار على صفقات الأسلحة خلال العام الماضي، ويصل عدد أفراد القوات المسلحة الملكية المغربية حسب مؤسسة "فوركيست" الدولية المختصة في الشؤون العسكرية والدفاع إلى 250 ألف جندي، 175 ألف منهم في القوات البرية موزعين بين منطقتين عسكريتين كبيرتين، هما المنطقة الشمالية التي يوجد مقرها في الرباط، والمنطقة الجنوبية ومقرها بأغادير، ويتراوح عدد القوات البحرية ما بين 7500 رجل و10 آلاف، في الوقت الذي يبلغ عدد القوات الجوية 13500 رجل موزعين على القواعد الجوية في القنيطرة ومراكش ومكناس والرباطسلا وسيدي سليمان إضافة لقواعد متنقلة بالجنوب بالراضي الصحراوية المحتلة، وتتوفر القوات الجوية المغربية على أزيد من مائة طائرة حربية و24 طائرة مروحية هجومية.