أميناتو حيدر حطت الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر بمطار العيون بإقليم الصحراء الغربية فجر أمس على متن طائرة طبية إسبانية قادمة من جزر الكناري لتضع حدا لإضرابها عن الطعام، بعد أن سمح لها بالعودة إلى موطنها في مدينة العيون في الصحراء الغربية، لتدون انتصارا آخر للقضية الصحراوية وتخلط حسابات المملكة المغربية التي لم تستطع مواجهة الضغوط الدولية التي رافقت قرار حرمان حيدر من العودة لبلادها. وكانت حيدر قد نقلت إلى مستشفى إسباني، بعد أن بدأت إضرابا عن الطعام منذ حوالي شهر إثر رفض السلطات المغربية السماح لها بدخول الصحراء الغربية بعد عودتها من الولاياتالمتحدة.ولدى خروجها من المستشفى أول أمس وكانت على كرسي متحرك، ابتسمت حيدر على الرغم من مظاهر الوهن والتعب الظاهرة عليها وصفت خروجها بأنه: "انتصار للقانون الدولي وحقوق الإنسان وقضية الصحراء".ورغم نجاح حيدر في دخول مدينة العيون إلا أن الغموض ما يزال يخيم على الأسباب التي دفعت بالسلطات المغربية للسماح لها بالالتحاق بأهلها، خاصة بعد أن أكدت مصادر من جبهة البوليساريو التوصل إلى صفقة بشأن عودة حيدر، بيد أنها لم تعط التفاصيل. وتضاربت الآراء والمعطيات حول القضية، حيث أعلنت الرباط أنها سمحت لحيدر بالعودة إلى بيتها وستعطيها جواز سفر بعد تدخل من الرئيس الفرنسي وطلبه من الملك محمد السادس إعطاءها جواز سفر.وتسببت هذه القضية في خلاف دبلوماسي بين مدريدوالرباط اللتين تتعاونان في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات، كما أحرجت رئيس الوزراء الإسباني لويس رودريجيس ثاباتير والذي تعرض إلى انتقادات من المعارضة على خلفية هذه القضية.وقد تدهورت صحة الناشطة الصحراوية وتم نقلها إلى قسم العناية المركزة في مستشفى لنثاروتي الإسباني، حيث كانت تواصل إضرابها عن الطعام الذي تواصل لأكثر من شهر.وقال شهود عيان من مطار مدينة العيون في الصحراء الغربية أن أميناتو حيدر قد حيت عائلتها على بوابة الطائرة عند وصولها إلى مطار العيون ثم نقلت إلى بيتها في سيارة برفقة أمها وطفليها.وكانت السلطات المغربية قد أوقفت أميناتو حيدر البالغة من العمر 43 عاما لدى وصولها إلى مدينة العيون في 13 من نوفمبر الماضي قادمة من جزر الكناري، واتهمتها بأنها رفضت الامتثال لإجراءات الشرطة المغربية العادية، ورفضت السلطات المغربية مبدئيا عودة حيدر ما لم تقدم قسم الولاء للمغرب وملكه محمد السادس وأبعدتها في اليوم التالي إلى جزر الكناري، حيث بدأت حيدر إضرابا عن الطعام مطالبة بالعودة إلى مدينتها.مراد بوعنزول