الهزة الأرضية شردت عائلات في وهران/تصوير: مكتب الشروق في وهران خلّف زلزال قوي ضرب ولاية وهران وضواحيها ليلة أول أمس قتيلا وأكثر من 30 جريحا معظمهم وقع بسبب صدمات نفسية. وحسب مصادر رسمية فإن القتيل يدعى "ح.أ" 38 سنة كان يمارس الصيد بمنطقة الجوالق قبل أن تسقط عليه صخور كبيرة الحجم، فتم فقدانه أولا قبل الإعلان عن وفاته أمس. * * السلطات تقرر ترميم 200 بناية وترحيل 5 آلاف عائلة * * وان لم تبيّن أنباء أخرى ما إذا تم العثور عليه أو ليس بعد، كما تم أيضا تسجيل إصابات ناجمة عن انهيارات جزئية في عدة أحياء مثل سيدي الهواري الذي وقعت فيه انهيارات كبيرة خلفت 3 إصابات إحداها خطيرة لفتاة في العقد الثاني من العمر، إضافة إلى حيّ الدرب، علما أن الزلزال كانت درجته 5.5 على سلم ريشتر، وتم تحديد موقعه على بعد 30 كلم شمال غرب وهران في عرض البحر. * * استعاد الوهرانيون ليلة أول أمس مخاوف التاسع جانفي الفارط حين اهتزت المدينة فجأة على وقع زلزال درجته 5.3 على سلم ريشتر، وأدى وقتها إلى مصرع امرأة متأثرة بالهلع في منطقة بوفاطيس والتي اعتبرت وقتها منكوبة، علما أن عشرات العائلات ما تزال فيها بدون مأوى منذ ذلك الوقت إضافة إلى مكوث بعضهم، ملزمين لا مخيرين، في محلات تجارية بحثا عن الحل النهائي لنكبتهم. * وقد أدّت الهزة الأرضية ليلة أول أمس وتحديدا عند التاسعة وخمس دقائق إلى خروج عشرات الاشخاص من منازلهم خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه ناهيك عن تفضيل كثير من العائلات البقاء حتى ساعات متأخرة من الليل في الخارج خشية وقوع هزات ارتدادية قد تنهار بفعلها الأسقف القديمة والهشة وتتحول إلى خراب، وما أكثرها بعاصمة غرب البلاد، حيث أشار في وقت سابق أخصائيون في العمران أن أكثر من 3000 بناية مهددة بالانهيار كلّيا إذا ما تكررت زلازل قوية كتلك التي وقعت في الأشهر الستة الأخيرة. * حيث أنّ الأمر لم يعد سرّا بالقول إن كثيرا من العائلات التي تقطن في بنايات آيلة للانهيار بكل من أحياء سيدي الهواري، البلانتير، الدرب إضافة إلى أحياء أخرى في الضواحي والمناطق النائية اعتصموا أكثر من مرة لتحميل السلطات مسؤولية ما قد يلحق بهم جراء تحذير أخصائيين من تحوّل وهران إلى منطقة زلزالية من النوع الأول، وهو ما قابلته السلطات المحلية بالصمت في كثير من الأحيان رغم قولها أكثر من مرة أنها قامت بترحيل تلك العائلات ضمن برنامج مستعجل، ولا يزال هناك حسبما كشفه مصدر رسمي برنامج آخر لترحيل 5 آلاف عائلة الشهر القادم، ناهيك عن ترميم حوالي 200 بناية خلال هذا الشهر. * * الحديث عن الزلزال لم ينته بالأمس، وحسب الآراء التي استمعت إليها الشروق اليومي من المواطنين فإن معظمهم كانوا بصدد مشاهدة مقابلة الفريق الوطني لكرة القدم عندما أحسوا بالأرض تهتز تحت أقدامهم، وهو الإحساس الذي شعر به أيضا سكان 6 ولايات مجاورة هي سيدي بلعباس، عين تموشنت، معسكر، مستغانم، تلمسان، غليزان، علما أن أكثر حالات الهلع تم تسجيلها بولاية عين تموشنت التي لها ذكريات سيئة مع الزلازل، خصوصا أن هزة أول أمس تم تحديد مكانها في نقطة حدودية بين الولايتين، وقد ذكرت تقارير رسمية للحماية المدنية في تلك الولايات أنه لم يتم تسجيل خسائر مادية أو بشرية كما أن بعض المناطق لم تكترث للأمر نهائيا بسبب ضعف الهزة فيها. * * للإشارة، فإن والي وهران اضطر للتدخل ساعة بعد وقوع الزلزال لطمأنة المواطنين عبر الإذاعة والتلفزيون قائلا إنه يوجد من بين الجرحى امرأة حامل، ومواطن آخر رمى بنفسه من الطابق الثاني في عمارة بحي فيليب، كما لم يذكر الوالي إن كان الأمر يستلزم خلية أزمة، لكن مصادر رسمية أكدت للشروق أمس أنه تم تشكيل خلية متابعة تضم أيضا رؤساء البلديات والحماية المدنية، وذلك لاحتواء خسائر الزلزال وأيضا توقع أي هزات ارتدادية. *