بداية من صباح اليوم، يدخل الأطباء العامون والأخصائيون، والصيادلة، وجراحو الأسنان، العاملون في الصحة العمومية، في إضراب وطني مفتوح، وهو تكملة للإضرابات المتقطعة، ثلاثة أيام كل أسبوع، التي خاضوها على امتداد شهر كامل، وهم في هذا الإضراب يصرون على المطالبة بالمشاركة الفعلية في إعداد نظام المنح والتعويضات، والقانون الخاص، وعلى رفع ما يسمونه بحالة الإقصاء والتهميش للشريك الاجتماعي، الذي هو النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية. ينطلق من جديد بداية من صباح اليوم ممارسو الصحة العمومية في إضراب وطني مفتوح، غير محدد زمنيا، ويشمل كافة التراب الوطني، ويأتي هذا الإضراب مباشرة عقب انتهاء الإضرابات المتقطعة، التي خاضتها الشرائح العمالية المذكورة على امتداد شهر كامل، ولقد تأخر انطلاق الإضراب لليوم الثاني من الأسبوع الجاري، بسبب المدة الزمنية القانونية للإشعار بالإضراب، التي لا تكتمل إلا نهار اليوم. وحسب الدكتور الياس مرابط ، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الذي تحدث أمس مع » صوت الأحرار « ، فإن » الأطباء العامين والأخصائيين، والصيادلة، وجراحي الأسنان جاهزون للدخول بداية من صباح اليوم في هذا الإضراب المفتوح، ونحن مثلما قال، مرغمون على ذلك، بسبب حالة الإقصاء والتهميش، وعدم الاكتراث والاهتمام المفروضة علينا من قبل وزارة الصحة، وحتى تصريحات الوزير فيها كثير من الإهانة لنا، وفيها استخفاف بالشريك الاجتماعي، وفي نفس الوقت تغليط للرأي العام ، فهو يتحدث عن الحوار المفتوح، وأبوابه المفتوحة، ونحن نقول أن لنا نحن النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية أربع مراسلات، نطالب فيها بالإسراع في اللقاءات والاجتماعات، وحل المشاكل، ومع هذا الوزير التزم الصمت، وضرب عرض الحائط بكل ما نطالب به » . وهو نفسه مثلما يواصل الدكتور مرابط » الذي لم يستقبلنا في الوقفة الاحتجاجية ليوم 12 ديسمبر الجاري، وفي اجتماع 22 من نفس الشهر بالوزارة، وتعهد معنا عن القانون الأساسي الخاص، ولكنه سلمه إلى الحكومة دون العودة إلينا، ونحن أصحابه الشرعيون، وحتى هذه اللحظة هو يرفض تشكيل لجنة المنح والتعويضات، ويرفض معالجة الملفات العالقة، التي يتخبط فيها ممارسو الصحة مع العديد من الإدارات في كل من العاصمة،وهران، الأغواط « وغيرها. فحتى هذه اللحظة يواصل الدكتور مرابط : »يتعرض عمال الصحة إلى حالات متعددة من التضييق على العمل النقابي، ويمنع عليهم حتى عقد الاجتماعات النقابية القانونية « . رئيس النقابة قال » لهذه الأسباب كلها نحن مضربون، وصب خيارنا هذه المرة في الإضراب المفتوح «. وفي سياق نفس الانشغالات، لكن على مستوى آخر، قال الدكتور مرابط : » الوزير حاول تغليط الرأي العام حين أوحى في حصة تحولات بالقناة الإذاعية الوطنية الأولى للرأي العام وكأننا نرفض أن نشارك في حملات التلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، فهذا تغليط للرأي العام مثلما قال، ونحن كنا قررنا في الدورة الأخيرة للمجلس الوطني للنقابة التكفل التام بحملات التلقيح، فالوزير يجهل، أو يتجاهل، ويقول التلقيح واجب وطني، ونحن نقول له نعم، ونرفض أن يستعمل هذا الكلام لتسيير الرأي العام في وجهته غير الصحيحة «. وانتقد الدكتور مرابط النظام المتبع من قبل وزارة الصحة ، وشكك في جاهزية الوزارة لمواجهة الوباء ، مثلما قال حتى على مستوى المؤسسات الصحية، التي هي حتى الآن تفتقد لأبسط وسائل الوقاية والحماية، وأكد أن الأولوية الآن هي في استنفار كل الطاقات البشرية من خلال الاهتمام من خلال الاهتمام بالانشغالات والمطالب المرفوعة، والإكتراث بالواقع الاجتماعي والمهني لهذه الشرائح، وليس بالطرق والأساليب التي هي جارية اليوم.