تشرع دائرة وهران، الأسبوع المقبل في عملية ترحيل للسكّان القاطنين ببنايات مهترئة على مستوى عدّة أحياء، بعد أن سلّم جزء من مشروع إنجاز السكنات بحيّ الياسمين، وذلك على مراحل إذ ستشمل أولى العمليات ترحيل 165 عائلة. تصدّر ملف البنايات الهشّة والآيلة للسقوط، اهتمامات السلطات المحليّة بعاصمة الغرب منذ سنوات بسبب توسّع نسيج السكنات القديمة واحتجاجات السكّان المتكرّرة بغضّ النظر عن حوادث الوفاة والإصابات في الانهيارات المتكرّرة التي ينتج عنها غالبا تشرّد العديد من العائلات وخروجها إلى الشارع محتمية بالخيم، وزاد انشغال السلطات المحليّة بهذا الملف مع قرب موعد الندوة العالمية للغاز المميّع المزمع عقدها في أفريل من السنة المقبلة، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق للتخلّص من المظاهر المشوّهة لصورة المدينة والتكفّل بالنقائص المسجّلة على مستوى النقاط السوداء بمختلف الأحياء، وقد شرعت هذه الأيّام لجان إحصاء في معاينة البنايات القديمة المهدّدة بالانهيار وتعداد السكّان المتضرّرين ليتّم ترحيلهم وإعادة إسكانهم بسكنات لائقة بحيّ الياسمين شرق الولاية، وذلك على مراحل، إذ تخصّ عملية الإحصاء في هذه الفترة 12 عمارة وحوش عتيق تقيم بها العشرات من العائلات على أن يتّم ترحيل نحو 165 عائلة ابتداء من الأسبوع المقبل حسب الأولوية ودرجة الخطورة المهدّدين بها، ومن المتوقّع أن تثير هذه العملية اضطرابا سبق وأن عرفته الولاية في فترات سابقة أثناء عمليات الترحيل، إذ هبّ السكّان المقصيّون إلى شنّ حملة احتجاج واسعة، متّهمين لجان الإحصاء والمسؤولين بارتكاب تجاوزات، جعلتهم يسقطون من قوائم المستفيدين، لكنّ الأمور تبدو مدروسة أكثر لترحيل العائلات المذكورة في ظروف مناسبة خصوصا مع انفجار الأوضاع ببلدية طفراوي الأسبوع الماضي بعد صدور قائمة استفادة 120 ساكنا من بين 800 طلب، والتي دفعت الوالي إلى إلزام جميع السلطات باتّخاذ الإجراءات المناسبة لتهدئة الأوضاع في الفترة التي يقرب فيها عقد الندوة العالمية للغاز المميّع، كما تشهد في نفس السياق، شوارع المدينة وأحيائها عملية تعبيد للطرقات وتجهيز بالإنارة العمومية تخصّ 5 آلاف نقطة ضوئية جديدة.