أثارت قضية المناضلة الصحراوية اميناتو حيدر وعودتها منتصرة إلى عائلتها بفضل عزيمتها الفولاذية في قهر سياط الجلاد إعجاب الرأي العام الدولي المدني والسياسي على السواء الذي حيا فيها شجاعتها وإصرارها على الذهاب بعيدا في تحقيق قناعاتها وهو ما تحقق لها في النهاية رغم المتاعب الصحية التي واجهتها ومازالت تداوي تداعياتها.فقد حيا الأمين العام الأممي بان كي مون بعودة المناضلة الحقوقية الصحراوية إلى ذويها في مدينة العيون ووضع حد للطريق المسدود الذي آل إليه إضرابها عن الطعام لأكثر من شهر. (الوكالات) كما رحبت السلطات الروسية بعودة الناشطة الصحراوية إلى موطنها الأصلي في نفس الوقت الذي أكد فيه اندريه نسترينكو الناطق باسم الخارجية الروسية على درجة قلق موسكو بنفس درجة قلق المجتمع الدولي حيال الأوضاع الصعبة التي كانت تعيشها السيدة حيدر نتيجة إعلانها عن إضراب مفتوح عن الطعام دام أكثر من شهر. كما أشادت العديد من الأحزاب السياسية الإسبانية ب"شجاعة" و"كرامة" المناضلة الصحراوية التي تمكنت من العودة إلى العيونالمحتلة "دون شروط" . فقد حيا حزب اليسار الجمهوري الكتالاني "كفاح وتضحيات وشجاعة" حيدر داعيا في نفس الوقت إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي بعد أن وصف فكرة الحكم الذاتي المغربية ب"غير المقبولة". أما حزب التحالف الكناري فقد أعربت رئيسته كلودينا موراليس عن ارتياحها لعودة حيدر إلى بلدها وقالت أن "شجاعتها يجب أن تحث المجتمع الدولي على التفكير كي يتم احترام حقوق الإنسان الشرعية الدولية في الصحراء الغربية". ودعت موراليس الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة إلى الإسراع لاستئناف المفاوضات المباشرة بين جبهة اليوليزاريو والمغرب من أجل وضع حد لنزاع يعد الشعب الصحراوي أولى ضحاياه". كما حيا الحزب الشيوعي الإسباني من جهته انتصار الناشطة الصحراوية وأكد أن"كرامتها تعكس درجة إصرار شعب يعاني منذ أكثر من 30 سنة" وضرورة تقرير مصيره بكل حرية" مضيفا أن نضالها سمح أيضا بالكشف عن وجود "عدة حالات تعذيب واعتقالات غير شرعية مرتكبة من قبل قوات الاحتلال العسكرية المغربية ضد الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة". أما الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني (الحاكم) فقد أكد هو الآخر بأن التزامه تجاه الشعب الصحراوي "لم يتغير ولن يتغير" منوها بالدور الذي لعبته النقابات والمجتمع المدني عن طريق أرضية دعم أميناتو حيدر. وجددت قياده الحزب الاشتراكي التأكيد على أن حل نزاع الصحراء الغربية "لا بد أن يكون عادلا ونهائيا ويقبله طرفاه شريطة أن يحترم مبدأ تقرير مصير الشعب الصحراوي". وعبر الحزب الشعبي (المحافظ) أهم قوة معارضة في اسبانيا عن ارتياحه لعودة أميناتو حيدر لكنه أوضح أن حل قضية المناضلة الصحراوية "لا يعفي" حكومة ثاباتيرو من مسؤولياتها بشأن "إهمالها الكبير" مطالبا إياها بتوضيح موقفها من النزاع في الصحراء الغربية. ومن جهته أكد مركز روبيرف. كيندي للعدالة وحقوق الإنسان في الولاياتالمتحدة أمس أن عودة حيدر إلى العيونالمحتلة تعتبر "فوزا" بالنسبة لكافة المناضلين من أجل حقوق الإنسان عبر العالم. وأضافت مونيكا كارلا فارما مديرة هذا المركز الحقوقي الدولي أنها مارست ضغوطات على قادة المغرب واسبانياوفرنساوالولاياتالمتحدة وكذا مسؤولي الأممالمتحدة "للتدخل ومساعدة هذه المناضلة من أجل عودتها إلى بلدها" مضيفة أن أعضاء المركز كانوا متواجدين بلانزاروتي بجانب حيدر خلال إضرابها عن الطعام. أما في فرنسا فقد طالبت كلود مانجين-أسفاري رئيسة اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في الصحراء الغربية بعد انتهاء مأساة اميناتو حيدر بضرورة الإفراج عن شعب بأكمله". حرم من حقوقه الأساسية.