اختتمت أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب جبهة التحرير الوطني بقراءة ودراسة مقترحات القوانين والمشاريع التي أعدتها اللجان الفرعية المكلفة بتحضير المؤتمر التاسع، حيث تميزت الدورة بوحدة صفوف مناضلي الحزب وخروج الأفلان من تبعات الأزمة التي مر بها، وكما كان متوقعا فقد جرت الدورة في ظروف عادية غلب عليها الطابع الفكري والإجماع على التأسيس لمرحلة جديدة للحزب. تبنى أعضاء المجلس الشعبي الوطني للأفلان النصوص التي أعدتها اللجان الفرعية للجنة التحضيرية للمؤتمر التاسع بعد أربعة أيام من الدراسة والنقاش الذي فتحه الحزب للنظر في قوانينه، مشاريعه وكذا البرنامج العام الذي سيطبقه الحزب بعد انعقاد المؤتمر التاسع، حيث تم فتح ورشات فكرية شارك فيها كافة إطارات الأفلان وقدموا فيها آرائهم بعد قراءة التقارير المنجزة من طرف أعضاء اللجان الفرعية التي كلفها الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم بإعداد مشاريع قوانين يتم إثرائها في المؤتمر التاسع للحزب الذي سينعقد قبل 31 مارس المقبل. وفي ذات المناسبة، وكما كان متوقعا فقد جرت الدورة العادية للمجلس الوطني في ظروف جد عادية ميزها العمل الفكري من خلال دراسة المقترحات التي أعدت من طرف اللجان السبعة، ويتعلق الأمر بالمرجعية الفكرية بحزب جبهة التحرير الوطني وكذا المنطلقات الفكرية، بالإضافة إلى مشروع القانون الأساسي، البرنامج العام للحزب، تحديد ضوابط التمثيل وإعداد النظام الداخلي، دراسة المؤسسات ومرجعية نوفمبر، حيث تم فحص المقترحات من طرف أعضاء المجلس الوطني وتم إدخال بعض التعديلات من أجل إنزالها إلى القواعد ومن ثمة إعادة رفعها إلى الأمين العام بغية طرحها في أشغال المؤتمر التاسع. كما اتفق أعضاء المجلس الوطني على مختلف النقاط التي تضمنتها التقارير، باستثناء بعض الاختلاف في وجهة النظر والآراء وهي الأجواء التي تسود الملتقيات الفكرية والورشات العلمية، حيث أكد الأمين العام للحزب على أنها ظاهرة صحية تؤكد الممارسة الديمقراطية واحترام الآخر، مضيفا بأن الأفلان يجب أن يكون الرائد بحكم المسؤولية التاريخية التي تحملها ويتحملها الآن في تحقيق الآمال والطموحات للشعب الجزائري الذي مر بمراحل تاريخية قاسية. ومن بين ما حققه الأفلان منذ المؤتمر الجامع إلى غاية اختتام أشغال الدورة العادية للمجلس الوطني هو استعادة اللحمة بين مناضليه وخروجه من كل تبعات الأزمة التي مر بها، حيث تم التخلص من التفرقة بفضل الإرادة الجامعة التي تحلى بها مناضلو الحزب على مختلف مستويات تواجدهم عبر هياكل الحزب، وقد كانت هذه الإرادة حاسمة وفاصلة أثبت من خلاله أن حزب جبهة التحرير الوطني قوي بمناضليه وقادر على أن يكون في مستوى الظروف والتحديات المفروضة عليه. وفيما يتعلق بالنصوص المصادق عليها أول أمس، فسيسعى الأفلان إلى تحقيق مكاسب أخرى في الساحة السياسية وهو ما ينتظره من المؤتمر التاسع الذي سيؤسس لمرحلة جديدة ستبقى لها بصماتها في تاريخ الحزب، حيث أن النصوص المقترحة ستعطي للحزب القدرة على تأدية دوره في خضم التعددية السياسية. وقال الأمين العام في اختتام أشغال الدورة، إن حزب جبهة التحرير الوطني خزان للإطارات والكفاءات، مشيرا إلى أن المقترحات والمشاريع ستأخذ طريقها إلى المؤتمر التاسع بعد إثرائها ويوجد مزيد من العمل والجهد الذي يبذل لجعل الحزب خلية حية تتواجد داخلها كل الطاقات الشابة التي يمكن لها أن تحمل المشعل والحفاظ على الثوابت الوطنية والرموز التاريخية.