بعث ملك المغرب محمد السادس برقية تعاطف وتضامن إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، إثر الزلزال الذي ضرب وهران نهاية الأسبوع الماضي، أكد فيها تضامن المملكة المغربية الدائم مع الجزائر، وعكست رسالة محمد السادس رغبة مغربية جديدة في التهدئة و تطبيع العلاقات الثنائية مع الجزائر، في ظل دعوات الرباط المتوالية لفتح الحدود. أكد العاهل المغربي للرئيس بوتفليقة "تضامن المملكة المغربية الدائم، ووقوفها الموصول إلى جانب الجزائر الشقيقة، وتأثره البالغ بخبر الزلزال الذي تسبب في هلع المواطنين، مما خلف عددا من المصابين"، وفي برقية تضامن بعث بها بعد يوم واحد من الزلزال ذكر محمد السادس بما "يربط الشعبين الشقيقين من وشائج الأخوة الصادقة والتضامن الفعال عبر التاريخ"، معربا في دعوة مشفرة إلى تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، عن رغبة المغرب في تعزيز روابط الأخوة الصادقة - على حد تعبيره - التي تجمع الشعبين. وحملة رسالة الملك المغربي إلى الرئيس بوتفليقة رسالة جديد عكست رغبة الرباط في تهدئة العلاقات على المستوى الثنائية وتطبيعها في ظل دعوات المغرب المتكررة في الآونة الأخيرة إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ 94، الذي ترهنه الجزائر رسميا بتسوية كل الملفات والمشاكل، ويصر المغرب الذي كان سباقا إلى غلق الحدود عام 1994 مع كل دعوة لفتح الحدود مع الجزائر على تجاهل كل الأسباب التي كانت وراء غلقها قبل 14 سنة عندما بادرت الرباط بفرض التأشيرة على الجزائريين والتضييق على الرعايا الجزائريين في المغرب، كما اتهمت أجهزة الأمن الجزائرية بالضلوع في اعتداءات مراكش وهو ما كذبته التحقيقات لاحقا. وعبر جلالة الملك عن مشاعر تعاطفه وتضامنه مع الجزائر، مؤكدا مشاعر القلق والانشغال الذي أثاره خبر الزلزال في نفسه، حيث قال" كان حمدنا وشكرنا لله عز وجل عظيما، بأن شاءت إرادته وألطافه الخفية أن تجنب بلدكم الشقيق كل مكروه". وجاءت رسالة العاهل المغربي الخطية مقتضبة جدا حرص فيها المخزن على مخاطبة الجزائر بلهجة دبلوماسية في توجيه رسائل النية حول موضوع فتح الحدود، بعد أن فشلت مساعي المخزن لإحراج الجزائر فيما يخص هذه المسالة التي ترهن مستقبل العلاقات بين البلدين، حيث اتهم المغرب من مبنى الأممالمتحدة بجنيف قبل أسبوع الجزائر بعدم الرد على الدعوة التي وجهها شهر مارس الفارط لفتح الحدود البرية وفد مغربي أمام ممثلي وسائل الإعلام المعتمدة لدى منظمة الأممالمتحدة بجنيف في ندوة صحفية أن السلطات الجزائرية "ترفض اليد الممدودة لها مرات عديدة"، متجاهلا الموقف الرسمي للجزائر الرافض لإصرار المغرب على القفز على أسباب غلق الحدود.