استدعت وزارة الشؤون الخارجية، أمس، سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر دافيد بيرس وأبلغته استياء الجزائر من الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بخصوص الجزائريين الراغبين في السفر إلى الولاياتالمتحدة في أعقاب العملية الإرهابية الفاشلة الأخيرة، واصفة القرار الأمريكي ب»غير المبرر والتمييزي«. إستدعى وزير الخارجية مراد مدلسي السفير الأميركي في الجزائر ديفيد بيرس ردا على الإجراءات الأمريكية الأخيرة المتخذة تجاه الجزائريين الراغبين في الدخول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وأوضح بيان صادر عن الخارجية أنه » في أعقاب القرار المتخذ من طرف السلطات الأمريكية بوضع الرعايا الجزائريين في قائمة الدول التي سيخضع مواطنوها لإجراءات مراقبة خاصة في نقاط الدخول والخروج للمجال الجوي الأمريكي، فإن وزير الخارجية مراد مدلسي استدعى السفير الأمريكي ديفيد بيرس لإبلاغه احتجاجات الحكومة الجزائرية البالغة لهذا الإجراء الذي وصفه ب»المؤسف، غير المبرر والتمييزي«. وأكد البيان الذي تلقت »صوت الأحرار« نسخة منه أن استدعاء السفير الأمريكي يأتي إضافة إلى التدابير التي اتخذتها السلطات الجزائرية بخصوص هذا الموقف تجاه الإدارة الأمريكية فور نشر القائمة، مذكرا بالإجراءات التي قام بها سفير الجزائربالولاياتالمتحدةالأمريكية عبد الله بعلي، حيث انتقد فيها تصنيف الجزائر ضمن الدول الخطرة على الأمن الأمريكي، معتبرا ذلك إجراء تمييزيا بحق الجزائريين الذين لا يشكلون أي تهديد خاص للأمريكيين. يشار إلى أن الحكومة الأمريكية أعلنت الأحد ما قبل الماضي عن تشديد إجراءات المراقبة على المسافرين إليها بعد اتهام النيجيري عمر فاروق بمحاولة تفجير طائرة أمريكية كانت متوجهة من أمستردام الهولندية إلى ديترويت يوم 25 ديسمبر الفارط. وإثر هذا الحادث صنّفت واشنطنالجزائر ودولا عربية وإسلامية أخرى ضمن قائمة الدول التي يخضع مواطنوها لإجراءات دخول شديدة مع أن مرتكب العملية يحمل الجنسية النيجيرية. وجاء قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية بتشديد الإجراءات الأمنية على الجزائريين بعدما جدّدت الجزائر مؤخرا رفضها تدخل واشنطن في قرارات محاكمها التي برّأت معتقلين سابقين في سجن غوانتانامو. ويأتي موقف الجزائر الرافض بعد أن طالبت الإدارة الأمريكية بتطبيق سلسلة من الشروط عارضتها السلطات الجزائرية واعتبرتها تدخلا في الشأن الداخلي الجزائري، ومن بين هذه الشروط عدم عودة المعتقلين السابقين إلى النشاط الارهابي وسحب جوازات سفرهم ومراجعتهم دوريا من قبل قضاة أمريكيين.