خيّب المنتخب الوطني كل الآمال بسقوطه أمام مالاوي بثلاثية نظيفة في هزيمة أقل ما يقال عنها أنها »مذلّة« كان فيها أشبال المدرب رابح سعدان مثل »الأشباح« طيلة أطوار اللقاء، حيث ظهروا بوجه ضعيف على كافة الخطوط وهو ما قد ينسف بحظوظ الخضر في اجتياز الدور الأول لأنه تنتظره مقابلتين أكثر صعوبة أما كل من مالي وأنغولا البلد المنظّم. وبدا واضحا منذ البداية أن الناخب الوطني أعطى تعليمات للاعبيه بعدم إجهاد أنفسهم في المرحلة الأولى رغم تواضع منتخب مالاوي الذي وجد نفسه متقدما في النتيجة في ربع ساعة الأول من هذه المواجهة بعد خاطئ فادح من الحارس فوزي شاوشي الذي لم يفلح في إخراج الكرة في وقت كان بالإمكان أن يمسكها أو يترك المجال للمدافع مجيد بوقرة، وهو ما استغله المهاجم المالاوي روسال الذي لم يجد أي عناء في إسكان الكرة داخل الشباك. وقبل ذلك كانت مبادرة رفقاء القائد يزيد منصوري محتشمة رغم تسديدة غزال التي أخرجها الحارس سانودي بصعوبة وبمساعدة الدفاع في الدقيقة 4، ثم عاد مرة أخرى ليضيع كرة أخرى في الدقيقة 16 بعد أن تلقى كرة مركزة من صايفي. والغريب في الأمر أن هدف المالاويين لم تقابله ردّة فعل من أشبال رابح سعدان الذين أصرّوا على عدم المغامرة وبذل جهد كبير رغم تضييع رفيق صايفي ما لا يضيع في الدقيقة 23 عندما وجد نفسه وجها لوجه إثر تمريرة رائعة من كريم زياني لكن مهاجم الخور رمى بالكرة فوق المرمى مفوّتا فرصة ذهبية للعودة في النتيجة، وأمام التردّد الحاصل لدى العناصر الوطنية فإن الفريق الخصم رغم تواضع مستواه استغل الموقف وراح يهدّد مرمى الحارس شاوشي الذي بقي يتفرج على الكرة وهي تدخل الشباك من رأسية جميلة للمهاجم هليغس بعد ركنية من كاتوينكا في الدقيقة 35 معمّقا بذلك الفارق وهي النتيجة التي افترق عليها المنتخبان في المرحلة الثانية. وفي الوقت الذي انتظر فيه ملايين الجزائريين »انتفاضة« رفقاء مجيد بوقرة في المرحلة الثانية فإن العكس تماما حدث، وبدا واضحا أن المنتخب استسلم للأمر الواقع ودفع ثمن خيارات غير مفهومة للناخب الوطني أمام فريق كان الجميع يعتقد بأنه في المتناول، وقد استمرت المفاجآت بإحراز منتخب مالاوي للهدف الثالث بعد ثلاث دقائق فقط من انطلاق الشوط الثاني إثر كرة عرضية من الجهة اليمنى وصلت إلى موافوليروا الذي سددها بقوة قبل أن تصطدم بالقائم الأيمن وعادت إلى داخل الملعب ليبعدها شاوشي لكنها وصلت إلى لاعب الوسط دافي باندا الذي سددها بقوة داخل الشباك. وبمجرد توقيع هذا الهدف اتضح أنه من المستحيل أن يتكرّر سيناريو المباراة الافتتاحية لأن الخضر عجزوا حتى على تسجيل هدف الشرف رغم التغييرات المتأخرة التي قام بها رابح سعدان بإقحامه كلا من بزاز وزياية ثم بوعزة مكان الثلاثي مطمور وصايفي وغزال على التوالي، واقتصرت محاولات المنتخب على بعض التمريرات المتواضعة مثل رأسية زياية التي لم يستغلها بإحكام في الدقيقة 65. وهنا بدأ اليأس يدب في قلوب لاعبي المنتخب الوطني، واتضح جليا على لاعبي مالاوي الاستفادة من درس مباراة أنغولا ومالي، إذ لم يسمحوا لعناصرنا بامتلاك الكرة في وسط الملعب، وسيطروا على أطرافه مبعدين أي إمكانية للاعتماد على الكرات العرضية، حيث لم تحمل الدقائق الأخيرة أخبارا سعيدة لرفاق بلحاج الذين واصلوا التفريط في الفرص التي تهيأت لهم، لينتهي اللقاء بفوز منتخب ملاوي ليحقق أول ثلاث نقاط في تاريخه خلال مشاركاته في أمم إفريقيا، وفي المقابل هزيمة مخزية للخضر الذين تاهوا فوق أرضية الميدان طيلة أطوار اللقاء.